كعبة الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كعبة الله
كعبة الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة النساء2

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة النساء2 Empty تفسير سورة النساء2

مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 22, 2010 1:12 am

"ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا"يفسر الآية قوله تعالى بنفس السورة"حرمت عليكم أمهاتكم"فما نكح الأباء هو الأمهات لأن كل زوجات الأباء أمهات وإن كن لم يلدن والمعنى ولا تتزوجوا الذى تزوج آباؤكم من الإناث إلا ما قد مضى إنه كان زنى أى مكروها أى قبح حكما ،ينهى الله المؤمنين عن نكاح ما نكح الأباء من النساء والمراد عن زواج اللاتى تزوجهن الأباء من الأمهات من الزوجات إلا ما قد مضى من تزوجهم زوجات الأباء قبل الإسلام وهذا يعنى أن تزوج الإنسان لزوجة الأب سواء مطلقة أو أرملة محرم وكلمة الأب تطلق على الأب والجد والعم والخال ومن يساويهم كأخو الجد وعمه وخاله ويبين الله لهم أنه قد غفر لهم ما قد سلف أى ما قد تزوجوا منهن فى الماضى ويبين لهم أن نكاح تلك النساء فاحشة أى زنى أى مقت أى محرم أى مكروه أى ساء سبيلا أى قبح فعلا يؤدى للنار.
"حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نساءكم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما "المعنى منع عليكم زواج والداتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ووالداتكم اللاتى أسقينكم لبنهن وأخواتكم من السقاية ووالدات زوجاتكم وبنات تربيتكم اللاتى فى بيوتكم من زوجاتكم اللاتى جامعتموهن فإن لم تكونوا جامعتموهن فلا ذنب عليكم وزوجات أولادكم الذين من منيكم وأن تتزوجوا الأختين معا إلا ما قد مضى إن الله كان عفوا نافعا،يبين الله للمؤمنين أنه حرم أى منع زواجهم من النساء التاليات :
-الأمهات وهن الوالدات اللاتى أنجبوهن والجدات وأخوات الجدات وعماتهن وخالاتهن....
-البنات وهن الإناث اللاتى أنجبهن الرجل .
-الأخوات وهن الإناث اللاتى أنجبهن أبيه أو أمه أو كن أخوات لإخوته من أب أو أم أو إخوة لإخوتهم من أب أو أم أخرين .
-العمات وهن الإناث أخوات أبيه من جده أو أم أبيه أو كن أخوات لإخوته من جده أو أم أبيه.
-الخالات وهن الإناث أخوات أمه من أبيها أو أمها أو كن أخوات لإخوتها من أبيها أو أمها.
-بنات الأخ وهن الإناث اللاتى أنجبهن اخوته الذكور من أبيه أو أمه أو كن اخوة لاخوته من أبيه أو أمه .
-بنات الأخت وهن الإناث اللاتى أنجبتهن أخواته الإناث من أبيه أو أمه أو كن أخوات لاخوته من أبيه أو أمه.
-الأمهات اللاتى أرضعنهم وهن النساء اللاتى قمن بسقايتهم اللبن من الأثداء .
-الأخوات من الرضاعة وهن الإناث اللاتى شربن لبن الأمهات المرضعات سواء كان فى وقت رضاعته أو قبله بكثير أو بعده بكثير والرضاعة المحرمة هى أى عدد من الرضعات حتى ولو كان مصة واحدة .
-أمهات النساء وهن والدات الزوجات وأخواتها وجداتها وخالاتها وعماتها .
-الربائب وهن الإناث التى يربيهم أى يعلمهم وينميهم فى حجوره أى فى بيوته من نسائه أى من زوجاته -والمراد بنات الزوجات من رجال آخرين -اللاتى دخلوا بهن أى جامعوهن وأما إذا لم يكونوا دخلوا بهن أى لم يكونوا جامعوهن فلا جناح أى فلا عقاب على الرجال إذا تزوجوا البنات الربائب .
-حلائل الأبناء من الأصلاب والمراد زوجات البنين من منى الأب سواء كان البنين أولاد من زواج أو من زنى .
-الجمع بين الأختين والمراد زواج الأختين فى وقت واحد معا.
ويبين الله لنا أنه قد غفر ما قد سلف والمراد عفا عن ذنب تزوج الرجل لامرأة من المحرمات المذكورات هنا قبل نزول حكم الله هنا ،ويبين لنا أنه غفور أى عفو عن من يستغفره وهو رحيم أى نافع للمستغفر دنيا وآخرة والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما "يفسر قوله"فأتوهن أجورهن " قوله تعالى بسورة النساء"وأتوا النساء صدقاتهن نحلة"فأجورهن هى صدقاتهن والمعنى وحرمت عليكم المتزوجات من الإناث إلا الذى تصرفت فيهن أنفسكم حكم الله عليكم وأباح لكم ما غير ذلك من الإناث أن تطلبوا بأموالكم عفيفين غير زانين فما تلذذتم به منهن فأعطوهن مهورهن إلزاما ولا عقاب عليكم فيما اتفقتم عليه من بعد الإلزام إن الله كان خبيرا قاضيا،يبين الله للمؤمنين أنه حرم عليهم المحصنات من النساء والمراد منع عليهم الزواج من الإناث المتزوجات سواء المدخول بهن أو غير المدخول بهن واستثنى الله من النساء المتزوجات ما ملكت أيمانهم أى ما تصرفت فيهن أنفس الرجال وهن زوجاتهم وليس ملك اليمين لأن لو كان المراد ملك اليمين وهن الإماء لكان جنونا لأن بعضهن متزوجات ولا يبيح الله زواجهن أبدا للمالك وهن متزوجات من غيره ويبين الله لهم أنه أحل لهم ما وراء ذلك والمراد أباح لهم زواج أى امرأة من غير المحرمات بشرط أن يبتغوا بأموالهم محصنين غير مسافحين والمراد بشرط أن يطلبوا زواج النساء بأموالهم كى يكونوا عفيفين غير زانين ويبين لهم أن ما استمتعوا به من النساء والمراد أن ما تلذذوا به من الزوجات لابد أن يكونوا قبله قد أتوهن أجورهن والمراد قد أعطوهن مهورهن قبل التلذذ بهن وهو فريضة أى حكم ملزم يجب عمله ويبين لهم أن لا جناح أى لا عقاب عليهم في ما تراضوا به من بعد الفريضة والمراد فى الذى اتفقوا عليه من بعد دفع المهر وهو تنازل المرأة عن بعض المهر الذى مقداره قنطار ويبين لهم أنه عليم أى خبير بكل شىء وحكيم أى قاضى يحكم بالعدل.
"ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذى أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشى العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم"المعنى ومن لم يكن قادرا منكم أن يتزوج الحرات المسلمات فتزوجوا من اللاتى ترغب فيهن أنفسكم من إمائكم المسلمات والله أعرف بتصديقكم بعضكم أنصار بعض فتزوجوهن بأمر أسرهن وأعطوهن مهورهن بالعدل عفيفات غير زانيات ولا متخذى عشاق فإذا تزوجن فإن ارتكبن زنى فعليهن نصف الذى على الحرات من العقاب ذلك لمن خاف الوقوع فى الزنى وأن تطيعوا أفضل لكم والله عفو نافع،يبين الله لنا أن من لم يستطع منا طولا أن ينكح الحرات والمراد أن من لم يكن قادرا على دفع مهر الحرات المسلمات للزواج منهن عليه أن يتزوج من ما ملكت أيمان المسلمين والمراد أن ينكح من الذى تصرفت فيهن أنفس المسلمين من الفتيات المؤمنات وهن الإماء المسلمات لأن مهرهن نصف مهر الحرات وهو نصف قنطار ذهب ومن هنا نعلم أن الزواج يكون من المؤمنات فقط سواء كن حرات أو عبدات،ويبين الله لنا أنه أعلم بإيماننا والمراد أنه أعرف بتصديقنا لحكمه وبعضنا من بعض والمراد أن المسلمين أنصار المسلمات ويطلب الله منا أن ننكحهن بإذن أهلهن والمراد أن نتزوجهن بأمر أسرهن والمراد بالأهل هنا ولى الأمر سواء الأب وأقاربه أو المالك إن لم يكن للأمة ولى أمر معروف ويطلب منا أن نؤتيهن أجورهن بالمعروف والمراد أن ندفع لهم مهورهن بالعدل ومهر الأمة نصف مهر الحرة أى نصف قنطار ذهب ويبين الله لنا أن الإماء يجب أن يكن محصنات أى عفيفات ممتنعات عن الزنى وفسر ذلك بأنهم غير مسافحات أى غير زانيات وفسر هذا بأنهن ليس لهن أخدان أى عشاق يزنون معهن ،ويبين الله لنا أن الإماء إن أحصن أى تزوجن ثم أتين بفاحشة أى ارتكبن جريمة الزنى فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب والمراد فعليهن نصف المائة جلدة التى على الحرات من العقاب وهن خمسين جلدة والسبب هو أن مهر الأمة هو نصف مهر الحرة ،ويبين الله لنا أن زواج الإماء هو لمن خشى العنت منا والمراد لمن خاف الوقوع فى الزنى بسبب عدم صبره على الجماع ،ويبين لنا أننا إن نصبر أى نطيع حكم الله يكون خير أى أفضل لنا فى الأجر ،ويبين لنا أنه غفور أى عفو عن المستغفر لذنبه رحيم أى نافع للمستغفر دنيا وآخرة والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم"يفسر قوله "يريد الله ليبين لكم " قوله تعالى بسورة المائدة"يريد الله ليطهركم"فيبين لكم تعنى يطهركم وقوله "ويهديكم سنن الذين من قبلكم"يفسره قوله بسورة النور "ومثلا من الذين خلوا من قبلكم"فسنن تعنى أمثال وقوله "ويتوب عليكم "يفسره قوله بسورة الأحزاب"ويغفر لكم ذنوبكم"فيتوب تعنى يغفر والمعنى يحب الله أن يوضح لكم أحكامه ويعرفكم عواقب كفر الذين سبقوكم ويغفر لكم والله خبير قاضى ،يبين الله للمؤمنين أنه يريد ليبين لهم والمراد أن يوضح لهم أحكامه فيطيعوها فيطهروا من ذنوبهم بطاعتها وأنه يريد أن يهديهم سنن الذين من قبلهم والمراد يعرفهم عقوبات الذين كفروا ممن سبقوهم ويريد أن يتوب عليهم أى يغفر لهم ذنوبهم فيدخلهم الجنة ويبين لهم أنه عليم أى خبير بكل شىء حكيم أى قاضى يقضى بالحق.
"والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما"يفسر قوله "والله يريد أن يتوب عليكم " قوله تعالى بسورة المائدة"يريد الله ليطهركم"فيتوب عليكم تعنى يطهركم ويفسر قوله "ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما "قوله بسورة النساء"ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا"فالشهوات هى الشيطان والميل هى الضلال والعظيم هو البعيد والمعنى يحب الله أن يغفر لكم ويحب الذين يطيعون أهواء أنفسهم أن تكفروا كفرا مستمرا،يبين الله للمؤمنين أنه يريد أن يتوب عليهم والمراد أن يغفر لهم ذنوبهم فيدخلهم الجنة وأما الذين يتبعون الشهوات وهم الذين يطيعون أهواء أنفسهم وهى أراء أنفسهم فيريدون أن يميلوا ميلا عظيما والمراد فيحبون أن يكذب المسلمون حكم الله تكذيبا مستمرا حتى الموت حتى يتساووا فى العقاب عند الله معهم والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة"يريد الله بكم اليسر "فالتخفيف هو اليسر وقوله بسورة الروم "والله الذى خلقكم من ضعف "فالضعيف هو المخلوق من الضعف وهو الوهن والمعنى يحب الله أن ييسر عليكم وأنشأ الإنسان واهنا ،يبين الله للمؤمنين أنه يريد أن يخفف عنهم أى ييسر عليهم أى يرحمهم ويبين لهم أن الإنسان خلق ضعيفا والمراد أنه أنشأ وهو واهن صغير.
"يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"يفسر قوله"لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا تكون تجارة عن تراض منكم" قوله تعالى بسورة البقرة"وأحل الله البيع"فالتجارة هى البيع وقوله "ولا تقتلوا أنفسكم "يفسره قوله بسورة الإسراء"ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق"فقتل الأنفس هو قتل النفس المحرمة وقوله "إن الله كان بكم رحيما "يفسره قوله بسورة آل عمران "والله رءوف بالعباد"فالرحيم بهم هو الرءوف والمعنى يا أيها الذين صدقوا وحى الله لا تضموا أمتعتكم بينكم بالحرام إلا أن تصبح بيع عن توافق منكم ولا تذبحوا بعضكم إن الله كان لكم نافعا،ينهى الله المؤمنين عن أكل أموالهم بينهم بالباطل والمراد عن أخذ بعضهم لأموال البعض الأخر بالحرام وهو الكفر واستثنى من الحرام التجارة وهى البيع الذى يشترط لكى يكون مباحا تراضى أطرافه والمراد اتفاق أصحابه اتفاق يقبله كل منهم ولا يصبح فى نفسه منه شيئا ،وينهى الله المؤمنين عن قتل أنفسهم والمراد ذبح بعضهم البعض دون حق ،ويبين لهم أنه كان بهم رحيما والمراد كان لهم نافعا برحمته والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده.
"ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا "يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة الفرقان"ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب"فالنار هى الآثام التى هى العذاب وقوله "وكان ذلك على الله يسيرا"يفسره قوله بسورة مريم"قال ربك هو على هين"فاليسير هو الهين والمعنى ومن يعمل ذلك إثما أى فسادا فسوف ندخله جهنم وكان هذا على الله هينا،يبين الله للمؤمنين أن من يفعل ذلك أى من يأكل مال الأخرين ويقتل النفس عدوانا أى ظلما أى بدون حق يبيح له هذه الأفعال سوف يصليه الله النار والمراد سوف يدخله الله جهنم وكان إدخاله النار أمرا يسيرا أى هينا أى سهلا على الله .
"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة الشورى"والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش"فما ينهون عنه هو الإثم أى الفواحش وقوله "نكفر عنكم سيئاتكم "يفسره قوله بسورة آل عمران"يغفر لكم ذنوبكم"فنكفر تعنى نغفر وسيئاتكم تعنى ذنوبكم وقوله "وندخلكم مدخلا كريما "يفسره قوله بسورة التحريم"ويدخلكم جنات"فالمدخل الكريم هو الجنات والمعنى إن تتركوا فعل الذى تزجرون عنه نمحو لكم ذنوبكم ونسكنكم سكنا حسنا،يبين الله للمؤمنين أنهم إن يجتنبوا كبائر ما ينهون عنه والمراد إن يتركوا أعمال الذى يزجرون عنه أى إن يبتعدوا عن أفعال الذى يطلب الله منهم عدم فعله وهو الباطل يكفر لهم سيئاتهم والمراد يغفر لهم ذنوبهم حيث يترك عقابهم عليها ويدخلهم مدخلا كريما والمراد يسكنهم مسكنا عظيما هو الجنة .
"ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شىء عليما"يفسر قوله"وسئلوا الله من فضله " قوله تعالى بسورة العنكبوت"وابتغوا عند الله الرزق"فسؤال الله من فضله هو ابتغاء الرزق من الله وقوله "إن الله كان بكل شىء عليما "يفسره قوله بسورة النساء"وكان الله بكل شىء محيطا"فعليما تعنى محيطا والمعنى ولا تطلبوا ما ميز الله بعضكم على بعض للذكور أجر بالذى عملوا وللإناث أجر بالذى عملن واطلبوا من الله رزقه إن الله كان بكل أمر خبيرا،ينهى الله المؤمنين والمؤمنات عن تمنى ما فضل الله بعضهم على بعض أى ما ميز به كل جنس على الأخر فهو ينهى هنا الرجال عن طلب مهام النساء الخاصة وينهى النساء عن طلب سلطة الرجال عليهن ،ويبين لهم أن الرجال لهم نصيب مما اكتسبوا والمراد لهم أجر الذى عملوا فى حياتهم والنساء لهن نصيب مما اكتسبن والمراد لهن أجر الذى عملن فى حياتهن ويطلب منهم أن يسألوه من فضله والمراد أن يطلبوا من الله الرزق فى الدنيا والآخرة ويبين لهم أنه عليم أى خبير بكل شىء أى بكل أمر يقع فى الكون ومن ثم عليهم أن يحذروا من مخالفته حتى لا يعاقبهم على فعلهم الباطل والخطاب وما بعده للمؤمنين .
"ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شىء شهيدا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بنفس السورة "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون"فالموالى هى أنصبة الرجال والنساء وقوله "إن الله كان على كل شىء شهيدا "قوله بنفس السورة"إن الله على كل شىء رقيبا"فالشهيد هو الرقيب والمعنى ولكل حددنا أنصبة من الذى فات الأبوان والأقارب والذين ملكت أنفسكم فأعطوهن حظهن إن الله كان على كل أمر رقيبا ،يبين الله للمؤمنين أنه جعل موالى والمراد حدد أنصبة لكل من الرجال والنساء فى الذى ترك أى فات الوالدان وهما الأبوان والأقارب من المال بعد موتهم كما حدد للذين عقدت أيماننا نصيبهم وهن اللاتى عاهدتهن أنفس الرجال على الزواج والمراد أن الله يطلب منا أن نعطى الزوجات نصيبهن فى الميراث فيقول أتوهن نصيبهن أى أعطوهن حظهن فى الميراث ويبين لهم أنه شهيد على كل شىء أى رقيب أى عليم بكل أمر وسيحاسب عليه .
"الرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"المعنى الذكور مسلطون على الزوجات بما ميز الله بعضهم على بعض وبالذى صرفوا من أملاكهم فالمحسنات مطيعات صائنات للبعد بالذى أمر الله واللاتى تخشون عصيانهن فذكرونهن وابعدوا عنهن فى المضاجع واجلدوهن فإن اتبعنكم فلا تنفذوا فيهن عقابا إن الله كان عظيما عاليا،يبين الله للمؤمنين والمؤمنات أن الرجال وهم الأزواج قوامون على النساء والمراد مسلطون على الزوجات وبألفاظ القرآن فى سورة البقرة"وللرجال عليهن درجة"فدرجة الرجال هى رئاسة الأسرة والأسباب هى :
-تفضيل الله بعضهم على بعض أى تمييز الله الرجال على النساء فى الخلقة البدنية والنفسية.
-ما أنفق الرجال من أموالهم على النساء والمراد ما صرف الأزواج على الزوجات من مال.
ويبين الله لهم أن الزوجات الصالحات وهن المحسنات قانتات أى مطيعات لحكم الله حافظات للغيب بما حفظ الله والمراد صائنات لأنفسهن فى حالة بعد الأزواج عنهن للعمل أو للسفر أو لأى أمر أخر بالذى أمر الله وهو عدم الزنى وهذا يعنى أن الزوجة الصالحة مطيعة للزوج فى حضوره حامية لعرضه فى غيابه.
ويبين الله للرجال أن اللاتى يخافون نشوزهن والمراد أن اللاتى تعرفون منهن العصيان لأمر الله بطاعتكم فى الخير عليهم أن يتبعوا معهن التالى:
-وعظهن أى تذكيرهن بالحق ووجوب الطاعة فإن أطعن فقد انتهت المشكلة.
-وإذا لم يطعن الوعظ فالواجب هو هجرهن فى المضاجع والمراد البعد عن الرقاد معهن فى الفرش فإن أطعن فقد انتهت المشكلة.
-وإذا لم ينفع هذا البعد عن المضاجع فالواجب على الرجال ضربهن أى جلدهن جلدا موجعا لا يجرح ولا يدمى فإن أطعن أى اتبعن حكم الرجل العادل فعلى الرجال ألا يبغوا عليهن سبيلا والمراد ألا ينزلوا بهن عقابا أخر ،ويبين لهم أنه على أى كبير أى عظيم أى صاحب الكبرياء فى السموات والأرض كما قال بسورة الجاثية"وله الكبرياء فى السموات والأرض".
"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا"يفسر قوله "وإن خفتم شقاق بينهما" قوله تعالى بسورة البقرة"فإن خفتم ألا يقيما حدود الله"فالشقاق هى عدم إقامة حدود الله وقوله "إن الله كان عليما خبيرا "يفسره قوله بسورة النساء"وكان الله بكل شىء محيطا"فعليما خبيرا أى محيطا والمعنى وإن خشيتم خلاف بينهما فأرسلوا قاضيا من أسرته وقاضيا من أسرتها إن يشاءا الزوجان توفيقا يصلح الله بينهما إن الله كان محيطا عارفا،يبين الله للمؤمنين أنهم إن خافوا الشقاق بينهما والمراد إن خشوا حدوث الخلاف بين الزوجين مما يؤدى لمخالفتهم لحكم الله فالواجب هو بعث حكم من أهله وحكم من أهلها والمراد إرسال قاضى يختاره الزوج من أسرته وقاضى تختاره الزوجة من أسرتها يسمعان لكل منهما ثم يحددا نقاط الخلاف بينهما ويحددا المخطىء ويطلبان منه التراجع عن رأيه هذا إن يريدا إصلاحا والمراد إن يحب الزوجان التوفيق وهو التراضى على المعروف يوفق الله بينهما أى يصلح الله بين الزوجين ويبين الله لنا أنه عليما أى خبيرا أى عارفا بكل شىء وسيحاسب عليه .
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا" يفسر قوله "واعبدوا الله " قوله تعالى بسورة التغابن"وأطيعوا الله"فاعبدوا تعنى أطيعوا وقوله "ولا تشركوا به شيئا"يفسره قوله بسورة البقرة"فلا تجعلوا لله أندادا"فتشركوا تعنى تجعلوا وشيئا تعنى أندادا وقوله"إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "يفسره قوله بنفس السورة"والله لا يحب كل كفار أثيم"فالمختال الفخور هو الكفار الأثيم والمعنى وأطيعوا حكم الله أى لا تطيعوا مع حكمه حكما أخر وبالأبوين معروفا وأهل القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وصاحب الدار الملاصقة لنا صاحب القرابة وصاحب الدار الملاصقة والصديق فى الجوار وابن الطريق والذى تصرفت أنفسكم إن الله لا يرحم من كان كافرا مكذبا،يطلب الله منا كناس أن نعبده أى نطيع حكمه المنزل وفسر هذا بأن لا نشرك به شيئا والمراد ألا نطيع مع حكم الله حكم أخر ومن ضمن طاعة حكم الله أن نحسن أى نتعامل بالعدل مع كل من الوالدين وهم الأبوين وذى القربى وهم الأقارب واليتامى وهم من مات آباؤهم وهم صغار والمساكين وهم المحتاجين للعون والجار ذى القربى وهو صاحب البيت الملاصق لدارنا صاحب القرابة والجار الجنب وهو صاحب البيت القريب لبيتنا والصاحب بالجنب وهو الصديق فى السكن القريب وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده وما ملكت الأيمان وهم العبيد والإماء الذين تتصرف فيهم أنفسنا وهذا يعنى العدل مع كل البشر لأن المذكورين هنا لا يخرج منهم أحد من القرابة والجوار واليتم والمسكنة والسبيل،ويبين الله لنا أنه لا يحب من كان مختالا فخورا أى لا يرحم من كان كافرا عاصيا لحكمه والخطاب للناس.
"الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا"يفسر قوله "ويأمرون الناس بالبخل" قوله تعالى بسورة التوبة"يأمرون بالمنكر"فالبخل هو المنكر وقوله "وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا "يفسره قوله بسورة الإنسان"والظالمين أعد لهم عذابا أليما"فالكافرين هم الظالمين والعذاب المهين تعنى العذاب الأليم والمعنى الذين يكفرون ويطالبون الخلق بالكفر ويخفون الذى أوحى لهم الله من رحمته وجهزنا للمكذبين بحكمنا عقابا أليما،يبين الله لنا المختالين الفخورين هم الذين يبخلون أى يكذبون حكم الله ويأمرون الناس بالبخل والمراد ويطالبون الخلق بالتكذيب لحكم الله ويكتمون ما أتاهم الله من فضله والمراد ويخفون الذى أعطاهم الله من وحيه وقد أعد الله للكافرين عذابا مهينا والمراد وقد جهز للمكذبين بحكمه عقابا شديدا هو النار والخطاب للمؤمنين وهو محذوف منه أوله وهو غير معلوم والغالب أنه سؤال من المنافقين البخلاء؟ وما بعده وما بعده مثله.
"والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا"يفسر قوله "والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس" قوله تعالى بسورة النساء"وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس"فينفقون أموالهم تعنى صلاتهم أى طاعتهم لله وهم كسالى وقوله "ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر "يفسره قوله بسورة المطففين"الذين يكذبون بيوم الدين"فاليوم الأخر هو يوم الدين ولا يؤمنون تعنى يكذبون وقوله "ومن يكن الشيطان "يفسره قوله بسورة النساء"ومن يتخذ الشيطان"فيكن تعنى يتخذ وقوله "فساء قرينا "يفسره قوله بسورة الزخرف"فبئس القرين"فساء تعنى بئس والمعنى والذين يقدمون طاعتهم لله إرضاء للخلق ولا يصدقون بحكم الله ويوم القيامة ومن تصبح الشهوة له إلها فقبح إلها ،يبين الله لنا أن الكافرين ينفقون أموالهم رئاء الناس والمراد يظهرون طاعتهم لحكم الله إرضاء للمسلمين مع أنهم لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر والمراد مع أنهم لا يصدقون بحكم الله ولا يصدقون بيوم البعث،ويبين الله لنا أن من يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا والمراد أن من يطيع الشهوة وهى هوى النفس إلها له فقبح الإله الذين يطيعونه .
"وماذا عليهم لو أمنوا بالله واليوم الأخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما"المعنى وماذا عليهم لو صدقوا بوحى الله ويوم القيامة وعملوا من الذى أوحى الله لهم وكان الله بهم خبيرا؟،يسأل الله :ماذا على الناس لو صدقوا بحكم الله ويوم البعث وفعلوا من الذى أمرهم الله به ؟والغرض من السؤال أن لا عقاب على من أمن بحكم الله ويوم القيامة وعمل صالحا من الذى أوحى الله للمؤمنين ،ويبين لهم أنه عليم أى خبير بهم وسيحاسبهم على عملهم .
"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"يفسر قوله "ون تك حسنة يضاعفها "قوله تعالى بسورة النمل"من جاء بالحسنة فله خير منها"فمضاعفة الحسنة هى أن يكون لصاحبها خير منها وقوله "ويؤت من لدنه أجرا عظيما "يفسره قوله بسورة الفتح"يؤتكم الله أجرا حسنا"فعظيما تعنى حسنا والمعنى إن الله لا يبخس قدر ذرة وإن يكن عمل صالح يزيده أى يعطى من عنده ثوابا كبيرا،يبين الله للمؤمنين أن الله لا يظلم مثقال ذرة والمراد أن الله لا ينقص من حقوق الخلق قدر ذرة لأنه عادل وإن كان لمخلوق حسنة أى عمل صالح يضاعفه له والمراد يزيد له ثوابه عليه وفسر هذا أنه يؤتيه من لدنه أجرا عظيما والمراد يعطيه من عنده ثواب حسن هو الجنة والخطاب وما بعده للنبى(ص).

Admin
Admin

المساهمات : 5125
تاريخ التسجيل : 27/04/2010

https://kabtalla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى