كعبة الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كعبة الله
كعبة الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة النساء3

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة النساء3 Empty تفسير سورة النساء3

مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:19 am

"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"المعنى فكيف إذا بعثنا من كل جماعة حاكم وبعثناك على هؤلاء حاكما؟ يسأل الله رسوله(ص) كيف إذا أتينا من كل قوم بشاهد يقول لنا ما عملوه وأتينا بك لتصبح شاهد على المسلمين بالذى عملوا فى الدنيا وأنت حى ،والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص) أن كل قوم سيكون لهم شهيد أى شاهد يحكم عليهم بقوله ما عملوه معه وهو رسول القوم وسيكون هو أى محمد(ص)شهيد على المسلمين فى عصره أى الشاهد عليهم بما عملوا فتكون شهادته حكم بصلاح المسلمين فى عصره ومن ثم استحقاقهم الجنة.
"يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو نسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة النبأ"يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا"فتسوية الأرض بهم هى جعلهم تراب والمعنى يوم القيامة يحب الذين كذبوا بحكم الله أى خالفوا النبى(ص)لو نمهد بهم الأرض ولا يخفون عن الله قولا ،يبين الله لنا أن فى يوم القيامة يود الذين كفروا أى يريد الذين كذبوا بحكم الله وفسرهم الله بأنهم الذين عصوا الرسول والمراد الذين خالفوا حكم الله المنزل على النبى(ص)لو نسوى بهم الأرض والمراد لو يمهد الله بهم الأرض وهذا يعنى أنهم يتمنون التحول لتراب ولا يكتمون الله حديثا والمراد ولا يخفون عن الله قولا .
"يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا"المعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله لا تؤدوا الصلاة وأنتم مخمورين حتى تعرفوا ما تتحدثون به ولا قاذفى منى إلا مسافرين للجهاد حتى تتطهروا وإن كنتم عليلين أو على ترحال أو أتى إنسان منكم من الكنيف أو مسستم الإناث فلم تلقوا ماء فاطلبوا ترابا طاهرا فامسحوا به وجوهكم وأيديكم إن الله كان توابا صفوحا،ينهى الله المؤمنين عن قرب الصلاة وهم سكارى والمراد عن أداء الصلوات المعروفة وهم شاربين للخمر والسبب فى النهى هو أن يعلموا ما يقولون أى حتى يعرفوا الذى يتحدثون به فى الصلاة من الكلام وهو القرآن وهذا يعنى أن المخمور لا يدرى ما يقول لكونه فاقد لعقله،وينهاهم عن أداء الصلاة وهم جنب أى قاذفى للماء المهين فى الجماع أو فى غيره واستثنى من النهى حالتين الأولى :هى أن يكونوا عابرى سبيل والمراد مسافرين إلى الجهاد والثانية إن كانوا مرضى أى مصابين بعلل تضرهم إن اغتسلوا،وأما إذا لم يكونوا كذلك فعليهم ألا يصلوا إلا بعد أن يغتسلوا أى يتطهروا بالماء،ويبين لهم أنهم إن جاءوا من الغائط والمراد إن أتوا من مكان قضاء الحاجة من بول أو براز أو فساء أو ضراط أو لامسوا النساء والمراد إن مس جلدهم جلد الإناث البالغات فعليهم الوضوء فإن لم يجدوا ماء والمراد فإن لم يلقوا ماء للوضوء فعليهم أن يتيمموا صعيدا طيبا والمراد أن يقصدوا ترابا طاهرا فيمسحوا بوجوههم وأيديهم والمراد أن يلمسوا بالتراب الوجوه والكفوف،ويبين الله لنا أنه عفو أى غفور والمراد مثيب لمن تاب إليه نافع له والخطاب للمؤمنين.
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل"يفسر قوله"يشترون الضلالة " قوله تعالى بسورة التوبة "اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا"فالضلالة هى الثمن القليل وقوله "ويريدون أن تضلوا السبيل"يفسره قوله بسورة البقرة"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا"فإرادة أن يضل المسلمون السبيل هى إرادة ردهم كفارا بعد إيمانهم والمعنى ألم تعلم أن الذين أعطوا علما بالكتاب يعملون الكفر ويحبون أن تتركوا الإسلام؟يخبر الله رسوله(ص)أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا بعضا من وحى الله للبشر يشترون الضلالة والمراد يعملون أعمال الكفر تاركين الإسلام وهم يريدون أن يضل المسلمون السبيل والمراد وهم يحبون أن يترك المسلمون الإسلام ويعملون الكفر مثلهم والخطاب للنبى(ص).
"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظر لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"يفسر قوله "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه " قوله تعالى بسورة المائدة"وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا"فيحرفون الكلم عن مواضعه يعنى زيادة المنزل كفرا وطغيانا وقوله "ولكن لعنهم الله بكفرهم "يفسره قوله بسورة النساء"وغضب الله عليهم"فلعنهم تعنى غضب عليهم والمعنى من اليهود من يبعدون الوحى عن معانيه ويقولون عرفنا وخالفنا واعرف غير مطيع وعاقبنا تحريفا بأفواههم أى تحريفا للإسلام ولو أنهم قالوا عرفنا واتبعنا واعلم وارحمنا لكان أفضل لهم أى أحسن أجرا ولكن غضب الله عليهم بتكذيبهم فلا يصدقون إلا بعضا منهم،يبين الله للمؤمنين أن الذين هادوا وهم اليهود منهم جماعة يحرفون الكلم عن مواضعه والمراد يبعدون ألفاظ الوحى الإلهى عن معانيها أى يغيرون الوحى عن مقاصده التى أرادها الله وهم يقولون :سمعنا وعصينا أى عرفنا المعنى الحقيقى وخالفنا واسمع غير مسمع أى اعرف غير مطيع والمراد إنك يا مبلغ الوحى أنت تعرف من لا يطيع الوحى وراعنا أى عاقبنا بما تريد وهذا هو لى بالألسن والمراد تحريف للوحى بالكلمات وفسره بأنه طعن فى الدين أى تحريف للإسلام أى إطفاء لنور الله ،ويبين الله لهم أنهم لو قالوا :سمعنا وأطعنا أى عرفنا المعنى الحقيقى ونفذناه واسمع أى وأعلم الناس بالوحى لينفذوه وانظرنا أى وارحمنا لتنفيذنا ما تريد لكان خير لهم أى أقوم والمراد لكان هذا أحسن ثوابا أى أفضل أجرا،ويبين الله لنا أنه لعنهم بكفرهم أى غضب الله عليهم بتكذيبهم للوحى والمراد عاقبهم الله بسبب تكذيبهم لحكم الله ومن ثم فهم لا يؤمنون إلا قليلا أى فلا يصدقون بالوحى إلا عدد قليل منهم والخطاب للنبى(ص).
"يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا "يفسر الجزء الأخير قوله بسورة مريم"وكان أمرا مقضيا"فمفعولا تعنى مقضيا والمعنى يا أيها الذين أعطوا الوحى سابقا صدقوا بالذى أوحينا مشابها للذى عندكم من قبل أن نغير أجساما فنعيدها إلى ظهورها أو نعاقبهم كما عاقبنا أهل السبت وكان حكم الله واقعا،يخاطب الله الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى سابقا وهم اليهود والنصارى فيطلب منهم التالى:
أن يؤمنوا بما نزل مصدق لما معهم والمراد أن يصدقوا بالذى أوحى إلى محمد(ص)مطابق للكتب التى عندهم ،ويبين الله لهم أنهم إذا لم يؤمنوا فإنه سيفعل بهم أحد أمرين :
الأول:أن يطمس وجوههم بردها على أدبارها والمراد أن يبدل وجوههم بإرجاعها إلى أقفيتهم وبألفاظ أخرى أن يجعل الوجه مكان القفا والقفا مكان الوجه وباقى الجسم كما هو فيكون القفا مع البطن والوجه مع الظهر .
الثانى:أن يلعنهم كما لعن أصحاب السبت والمراد أن يعاقبهم كما عاقب المخالفين لحكم الراحة فى السبت فيحول أجسامهم لأجسام قردة ويبين لهم أن أمره وهو حكمه بالعقاب سيكون مفعولا والمراد سيكون حادثا إن كفروا والخطاب لأهل الكتاب.
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"فيغفر تعنى يقبل ودون ذلك هو الإسلام وقوله "ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "يفسره قوله بسورة النساء"ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا مبينا" فإثما تعنى ضلالا وعظيما تعنى مبينا والمعنى إن الله لا يقبل أن يكفر به ويقبل ما غير الكفر ممن يريد ومن يكفر بالله فقد أتى جرما كبيرا،يبين الله للناس أنه لا يغفر أن يشرك به والمراد لا يقبل أن يكفر بحكمه وهذا يعنى أنه حرم الكفر وهو يغفر ما دون ذلك لمن يشاء والمراد ويقبل ما سوى الكفر وهو الإسلام ممن يصدق به ويبين لهم أن من يشرك به أى من يكفر بوحى الله فقد افترى إثما عظيما والمراد فقد فعل جريمة كبرى هى الكفر بحكم الله والخطاب للناس.
"ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا"فيزكون أنفسهم تعنى حبهم الحمد وقوله "ولا يظلمون فتيلا "يفسره قوله بسورة النساء "ولا يظلمون نقيرا"ففتيلا تعنى نقيرا وقوله "بل الله يزكى من يشاء "يفسره قوله بسورة آل عمران"ويختص برحمته من يشاء"فيزكى تعنى يختص برحمته والمعنى ألم تعلم بالذين يشكرون أنفسهم؟ إن الله يشكر من يريد ولا يبخسون شيئا،يبين الله لرسوله(ص)أن هناك فريق من الناس يزكون أنفسهم أى يشكرون فى أنفسهم أمام الآخرين والمراد أنهم يقولون أنهم أحباء الله سيدخلهم الجنة،ويبين له أن الله يزكى أى يشكر أى يرحم من يشاء أى من يريد من الخلق بإدخالهم الجنة وهم لا يظلمون فتيلا أى لا يبخسهم أى لا ينقصهم الله شيئا من حقهم مهما كان صغيرا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة آل عمران"يقولون على الله الكذب"فيفترون تعنى يقولون وقوله"إثما مبينا "يفسره قوله بسورة النساء"إثما عظيما"فمبينا أى عظيما والمعنى اعلم كيف يقولون على الله الباطل وكفى بالتقول ذنبا عظيما،يطلب الله من رسوله(ص)أن ينظر والمراد أن يفكر كيف يفترون على الله الكذب أى أن يفكر كيف ينسبون إلى حكم الله أحكام الباطل ،والغرض من الطلب هو معرفة طرق عمل نفوس القوم لمحاربتها ويبين له أنه كفى بنسبة الباطل إلى الله إثما مبينا أى جرما كبيرا،وهذا يعنى أن نسبة الباطل لله هو جريمة عظيمة.
"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا " يفسر قوله"يؤمنون بالجبت والطاغوت" قوله تعالى بسورة العنكبوت"أفبالباطل يؤمنون"فالجبت أى الطاغوت هو الباطل والمعنى ألم تعلم بالذين أعطوا حكما من الوحى الإلهى يصدقون بالباطل أى الكفر ويقولون للذين كذبوا حكم الله هؤلاء أفضل من الذين صدقوا حكم الله دينا،يخاطب الله رسوله(ص)مخبرا إياه أن الذين أوتوا نصيبا من الكتاب وهم الذين أعطوا حكما من وحى الله يؤمنون بالجبت أى الطاغوت والمراد يصدقون بالباطل وهو الظلم ،ويبين له أنهم يقولون للذين كفروا وهم الذين أشركوا بحكم الله :هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا والمراد المشركون أفضل من الذين صدقوا دينا،وهذا يعنى أنهم يعتبرون أديان الشرك أحسن من دين المسلمين والخطاب وما بعده للنبى(ص) وما بعده.
"أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"يفسر قوله "لعنهم الله " قوله تعالى بسورة الفتح"وغضب الله عليهم"فلعنهم تعنى غضب عليهم وقوله "ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا"يفسره قوله بسورة الكهف"ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا"فيلعن تعنى يضلل ونصيرا تعنى وليا مرشدا والمعنى أولئك الذين عاقبهم الله ومن يعاقب الله فلن تلق له منقذا من العقاب،يبين الله لرسوله(ص) أن الفريق الكتابى هم الذين لعنهم الله أى عذبهم بسبب كفرهم ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا والمراد ومن يعذب الله فلن تلق له منجيا من العذاب .
"أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"يفسر قوله"أم لهم نصيب من الملك" قوله تعالى بسورة ص"أم عندهم خزائن رحمة ربك " فالنصيب من الملك هو خزائن رحمة الله ويفسر الآية قوله بسورة الإسراء"قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق"فخزائن رحمة الرب هى الملك وعدم إيتاء الناس النقير هو الإمساك خشية الإنفاق والمعنى هل لهم حظ من الرزق؟فإذا لا يعطون الخلق شيئا،يبين الله لرسوله (ص)أن الفريق الكتابى لو له نصيب من الملك والمراد لو له تصرف فى رزق الله فالحادث هو أنهم لا يؤتون الناس نقيرا والمراد لا يعطون خلق الله من الرزق أى شىء مهما كان صغيرا.
"أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما"يفسر قوله"أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" قوله تعالى بسورة البقرة"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم"فما أتاهم الله من فضله هو الإيمان وقوله "فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما "يفسره قوله بسورة العنكبوت "وجعلنا فى ذريته النبوة والكتاب وأتيناه أجره فى الدنيا"فالكتاب هو الحكمة هو النبوة أى الملك هو الأجر العظيم والمعنى هل يحقدون على المسلمين بسبب الذى أعطاهم الله من رحمته ؟فقد أعطينا ذرية إبراهيم(ص)الوحى أى حكم الله أى أعطيناهم حكما كبيرا،يبين الله لرسوله(ص)أن الفريق الكتابى يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله والمراد يحقدون على المسلمين والسبب الإيمان الذى أعطاه الله من رحمته لهم فهم يريدون زوال هذا الإيمان حتى يصبحوا مثلهم كفارا،ويبين له أنه أتى آل إبراهيم(ص)والمراد أعطى ذرية إبراهيم(ص)الكتاب أى الحكمة وهو وحى الله وفسر هذا بأنه أتاهم الملك العظيم أى أعطاهم الحكم الحق ليحكموا به العالم والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"فمنهم من أمن ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة البقرة"فمنهم من أمن ومنهم من كفر"فصد عنه تعنى كفر به وقوله "وكفى بجهنم سعيرا "يفسره قوله بسورة المجادلة"حسبهم جهنم" فكفى تعنى حسب والمعنى فمنهم من صدق بحكم الله ومنهم من كفر به وحسبهم النار عذابا،يبين الله لرسوله(ص)أن ذرية إبراهيم(ص)منهم من أمن أى صدق حكم الله وعمل به ومنهم من صد عنه أى كفر به وهؤلاء كافيهم جهنم سعيرا والمراد جزاؤهم النار تعذيبا لهم .
"إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما"يفسر الآية قوله تعالى بسورة فاطر"والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها"فنضج الجلود هو عدم تخفيف العذاب وتبديلها يعنى عدم إماتتهم وقوله بسورة الأنعام "والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب" فالذين كفروا هم الذين كذبوا بآيات الله والمعنى إن الذين كذبوا بأحكامنا سوف نذيقهم ألما كلما احترقت أجسامهم غيرنا لهم أجساما سواها ليعرفوا الألم إن الله كان قويا قاضيا،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين كفروا وهم الذين كذبوا آيات الله وهى أحكام الوحى المنزل من عند الله سوف يصليهم نارا والمراد سوف يذيقهم عذابا هو أن جلودهم وهى أجسامهم كلما نضجت أى كلما احترقت بدلهم جلود غيرها والمراد خلق لهم أجسام مثلها والسبب أن يذوقوا العذاب والمراد أن يعرفوا الألم باستمرار ومن هنا نعلم أن الجسم أى الجلد هو الذى يوصل الإحساس بالألم للنفس ،ويبين له أنه عزيز أى قوى حكيم أى قاضى يقضى بالحق والخطاب للنبى وما بعده.
"والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا"يفسر قوله "سندخلهم جنات " قوله تعالى بسورة الفتح"يدخل فى رحمته من يشاء"فالجنات هى الرحمة وقوله "خالدين فيها "يفسره قوله بسورة الدخان"لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولى "فخالدين تعنى أنهم لا يموتون إلا موتة الدنيا وقوله "لهم فيها أزواج مطهرة" يفسره قوله "وزوجناهم بحور عين"فالأزواج المطهرة هى الحور العين وقوله "وندخلهم ظلا ظليلا "يفسره قوله بسورة النساء"وندخلكم مدخلا كريما"فالظل الظليل هى المدخل الكريم والمعنى والذين صدقوا حكم الله وفعلوا الحسنات سنسكنهم حدائق تسير فى أرضها العيون باقين فيها دوما لهم فيها زوجات زكيات ونسكنهم ظلا ممدودا ،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين أمنوا أى صدقوا وحى الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فى الدنيا سوف يدخلهم أى يسكنهم الله جنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد حدائق تسير فى أرضها مجارى السوائل اللذيذة وهم خالدين فيها أبدا أى"ماكثين فيها أبدا "كما بسورة الكهف والمراد باقين فيها لا يخرجون منها لأى سبب ولهم فيها أزواجا مطهرة أى زوجات زكيات أى حور عين وفسر الله الجنات بأنها الظل الظليل والمراد المكان المغطى غطاء دائم ليس فيه شمسا ولا زمهريرا.
"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا"يفسر الجزء الأول قوله تعالى بسورة النحل"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى"فأداء الأمانات هو العدل هو الإحسان هو إيتاء الناس حقهم وقوله "أن تحكموا بالعدل "يفسره قوله بسورة المائدة"فاحكم بينهم بالقسط"فالعدل هو القسط وقوله "إن الله كان سميعا بصيرا "قوله بسورة النساء"إن الله كان عليما خبيرا "فسميعا بصيرا تعنى عليما خبيرا والمعنى إن الله يطالبكم أن تعطوا الحقوق لأصحابها وإذا قضيتم بين الخلق أن تقضوا بالحق إن لله حكما يعلمكم به إن الله كان خبيرا عليما ،يأمر أى يطلب الله من المؤمنين التالى:
أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها والمراد أن يعطوا الحقوق لأصحابها وبألفاظ أخرى أن يعملوا الواجبات لمن فرضها الله لهم،أن يحكموا بالعدل إذا حكموا بين الناس والمراد أن يقضوا بحكم الله فى قضايا الخلاف بين الخلق إذا قضوا بينهم ويبين لهم أن له نعما أى نعمة أى حكم يعظهم به والمراد يعلمهم به ما يريده منهم ،ويبين لهم أنه سميع بصير أى عليم خبير بكل شىء وسيحاسبهم عليه والخطاب للمؤمنين.
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا"يفسر الآية قوله "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم "لقوله تعالى بسورة الأعراف"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم" فأطيعوا تعنى اتبعوا والله والرسول(ص)هو المنزل من الله على رسوله(ص) والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله اتبعوا حكم الله أى اتبعوا الحكم المنزل على النبى(ص) واتبعوا حكم الله الذى يقضى به أصحاب الحكم منكم فإن اختلفتم فى قضية فأعيدوه لحكم الله ونبيه(ص) إن كنتم تصدقون بحكم الله ويوم القيامة ذلك نفع وأعدل تفسيرا،يطلب الله من الذين أمنوا أى صدقوا حكم الله التالى:أن يطيعوا الله أى أن يتبعوا حكم الله المنزل على رسوله(ص)أى أن يطيعوا حكم الله الذى يقضى به وحى الله المكتوب فى اللوح المحفوظ فى الكعبة ويبين لهم أنهم إذا تنازعوا فى شىء والمراد إن اختلفوا فى حكم قضية مع بعضهم فالواجب هو رده إلى الله ورسوله(ص)والمراد هو إعادته إلى حكم الله المنزل على نبيه(ص) المحفوظ فى الكعبة لكى يفصل بينهم هذا إن كانوا يؤمنون بالله أى يصدقون بحكم الله ويصدقون باليوم الأخر وهو يوم القيامة وهذا الحكم محفوظ فى الكعبة حتى يحتكم المسلمون له بعد موت النبى(ص) ،ويبين لهم أن ذلك خير أى نفع وفسر هذا بأنه أحسن تأويلا أى أعدل حكما والمراد أن حكم الله هو الأعدل.
"ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا"يفسر قوله"يزعمون أنهم أمنوا" قوله تعالى بسورة آل عمران"يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم"فزعمهم أنهم أمنوا هو قولهم بأفواههم وقوله "يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "يفسره قوله بسورة المائدة"أفحكم الجاهلية يبغون"فالطاغوت هو حكم الجاهلية وقوله "وقد أمروا أن يكفروا به "يفسره قوله بسورة التوبة"وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا"فالأمر بالكفر بالطاغوت هو الأمر بعبادة الله وحده وقوله "ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا "يفسره قوله بسورة النساء"ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما" فالشيطان هو متبع الشهوات والضلال البعيد هو الميل العظيم والمعنى ألم تعلم بالذين يقولون أنهم صدقوا حكم الله الذى أوحى إليك والذى أوحى من قبلك يحبون أن يتقاضوا إلى الكفر وقد طولبوا أن يكذبوا به ويحب الكافر أن يميلهم ميلا كبيرا،يبين الله لرسوله(ص)أن الذين يزعمون أى يكذبون قائلين أنهم أمنوا بما أنزل إليك والمراد أنهم صدقوا بالذى أوحى لك يا محمد(ص) وهو القرآن وما أنزل من قبلك والمراد والذى أوحى للرسل(ص) من قبل يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت والمراد يحبون أن يتقاضوا إلى حكم الكفر مع أنهم قد أمروا أن يكفروا به والمراد أنهم طالبهم الله أن يكذبوا بالطاغوت ويبين له أن الشيطان وهو شهوة الكافر يريد أن يضل القوم ضلالا بعيدا والمراد أن يبعد القوم عن الحق بعدا عظيما حتى يدخلهم النار مثله والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"يفسر قوله "تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول " قوله تعالى بسورة النور"وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون "فتعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول(ص) تعنى دعوتهم لله ورسوله ليحكم بينهم والصد هو الإعراض والمعنى وإذا قال المسلمون لهم هيا إلى طاعة الذى أوحى الله أى إلى الذى أوحى الله لرسوله(ص) علمت بالمؤمنين ظاهرا الكفار فى الخفاء يبعدون عن طاعتك بعدا،يبين الله للنبى(ص) أن المنافقين إذا نصحهم المسلمون فقالوا :تعالوا إلى ما أنزل الله أى إلى الرسول (ص)والمراد هيا إلى تصديق حكم الله وطاعته أى هيا لتصديق حكم الله المنزل على النبى(ص)وطاعته يراهم يصدون عنه صدودا والمراد يعلم أنهم يبعدون عنه بعدا عظيما أى يعرضون عن تصديقه وطاعته إعراضا.
"فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا "يفسر قوله "إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم " قوله تعالى بسورة الروم"وإن تصبهم سيئة "فالمصيبة هى السيئة وقوله "بما قدمت أيديهم "يفسره قوله بسورة المائدة"ما قدمت لهم أنفسهم"فأيديهم هى أنفسهم وقوله "يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا "يفسره قوله بسورة التوبة"ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى"فالتوفيق هو الحسنى والمعنى فكيف إذا مسهم أذى بالذى عملت أنفسهم ثم أتوك يقسمون بالله إن شئنا إلا معروفا أى إصلاحا،يبين الله لرسوله (ص)أن المنافقين إذا أصابتهم مصيبة والمراد إذا مسهم عذاب من الله بسبب الذى صنعت أنفسهم من الجرائم سيجيئون إليه والمراد سيحضرون إلى مكان وجوده يحلفون بالله والمراد يقسمون بالله :إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا والمراد لقد شئنا بعملنا البر أى الإصلاح،فهم يزعمون أن جرائمهم ليست سوى حسنات والخطاب للنبى (ص)وما بعده.
"أولئك الذين يعلم الله ما فى قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا"يفسر قوله "يعلم ما فى قلوبهم " قوله تعالى بسورة البقرة"الله يعلم ما فى أنفسكم"فقلوبهم هى أنفسهم وقوله "وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا "قوله بسورة الإسراء"فقل لهم قولا ميسورا"فالقول البليغ هو الميسور والمعنى أولئك الذين يعرف الذى فى أنفسهم فابتعد عنهم وانصحهم فقل لهم فى أحوالهم كلاما سديدا ،يبين الله لرسوله(ص)أن المنافقين هم الذين يعلم الله ما فى قلوبهم والمراد الذين يعرف الله الذى تخفيه أنفسهم ويطلب منه أن يعرض عنهم والمراد أن يترك معاملتهم وقبل هذا عليه أن يعظهم أى ينصحهم نصيحة غالية وفسر هذا بأن يقول لهم فى أنفسهم قولا بليغا والمراد أن يتكلم عن الذى فى قلوبهم كلاما سديدا يعرفهم به الحق .

Admin
Admin

المساهمات : 5125
تاريخ التسجيل : 27/04/2010

https://kabtalla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى