كعبة الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كعبة الله
كعبة الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سورة البقرة3

اذهب الى الأسفل

سورة البقرة3 Empty سورة البقرة3

مُساهمة  Admin الجمعة مايو 21, 2010 10:49 am

"وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين "قوله "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية "يفسره قوله بسورة الأعراف"وإذا قيل لهم اسكنوا هذا القرية "وقوله بسورة المائدة "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة "فدخول القرية هو سكن الأرض المقدسة والمعنى وقد قلنا أقيموا فى هذه البلدة ،وقوله "فكلوا منها حيث شئتم رغدا"يعنى فانتفعوا منها حيث أقمتم فيها تمتعا،وقوله "وادخلوا الباب سجدا"يعنى وافتحوا البلد طائعين فالله طلب من القوم أن يفتحوا الباب وهو القرية أى البلد المقدسة سجدا أى طائعين لأمر الله بالفتح وقوله "وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم "يفسره قوله بسورة آل عمران "يغفر لكم ذنوبكم "وقوله بسورة الأنفال"ويكفر عنكم سيئاتكم"فتكفير السيئات أى الذنوب هو غفران الخطايا وهذا يعنى أنه يطلب منهم أن يستغفروا لذنوبهم حتى يغفرها لهم أى يترك عقابهم عليها والمعنى وقولوا غفرانك نترك عقابكم على جرائمكم وقوله "سنزيد المحسنين "يفسره قوله بسورة المائدة "فأثابهم الله بما قالوا جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين "فزيادة المحسنين هى دخولهم الجنات والمعنى وسنرحم المطيعين لنا ومعنى الآية وقد قلنا لبنى إسرائيل اسكنوا هذه البلدة فتمتعوا فيها حيث أقمتم فيها تمتعا واسكنوا البلد طائعين للأمر وقولوا غفرانك نترك عقابكم على سيئاتكم أى سنرحم المسلمين .
"فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون"قوله "فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم "يعنى فقال الذين كفروا غير حطة التى قيلت لهم وهذا يبين لنا أن القوم بدلا من أن يقولوا حطة أى غفرانك قالوا قولة أخرى ليست فى معناها ومن أقوال الناس فيها :أنهم قالوا حبة فى حنطة والله أعلم بصحة هذا من كذبه ،وقوله "فأنزلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون"يفسره قوله بسورة الأعراف"فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون "فأنزلنا تعنى أرسلنا ويفسقون تعنى يظلمون والمعنى فبعثنا عليهم عذابا من السحاب بسبب الذى كانوا يكفرون أى يعملون من الظلم ومعنى الآية فقال الذين كفروا بحكم الله قولة غير حطة التى قيلت لهم فأرسلنا لهم عذابا بالذى كانوا يعملون من الكفر .
"وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك البحر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "قوله "وإذ استسقى موسى قومه"يعنى وقد طلب الماء من موسى (ص)أهله وهذا يعنى أن بنى إسرائيل طلبوا من موسى (ص)السقيا وهى ماء الشرب وقوله "فقلنا اضرب بعصاك الحجر "يعنى فأمرنا موسى (ص)أن ضع عصاك على الجبل وهو الحجر فكانت النتيجة "فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا "الذى يفسره قوله بسورة الأعراف"فإنبجست منه اثنتا عشرة عينا "فانفجرت أى انبجست أى خرج من الجبل اثنا عشر نهرا وهذا يعنى أن نتيجة الضرب على الجبل بالعصا هى خروج اثنا عشر نهرا أى عينا أى مجرى لماء الشرب وقوله "قد علم أناس مشربهم "يعنى قد عرف كل سبط أى عائلة نهرهم وهذا يعنى أن الله حدد لكل سبط أى عائلة من الأسباط الاثنى عشر نهرا ليشربوا منه وحدهم دون بقية العائلات وقوله "كلوا واشربوا من رزق الله "يفسره قوله بسورة الأعراف "كلوا من طيبات ما رزقناكم "فرزق الله هو الطيبات "والمعنى تناولوا الطعام والشراب من عطاء الله ،وقوله "ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "يفسره قوله بسورة الأعراف"ولا تتبع سبيل المفسدين "فالعثو بالفساد فى الأرض هو اتباع سبيل أى دين المفسدين ويفسره قوله بسورة الأعراف"ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها"فالعثو هو الفساد فى الأرض والمعنى ولا تصبحوا فى البلاد ظالمين ومعنى الآية وقد طلب الشرب من موسى (ص)أهله فأوحينا له ضع عصاك على الجبل فخرج من الجبل اثنا عشر نهرا قد عرفت كل عائلة نهرها فتناولوا طعامكم وشرابكم من عطاء الله و لا تصبحوا فى البلاد كافرين بحكم الله .
"وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "قوله "وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد"يفسره قوله بسورة البقرة "وأنزلنا عليكم المن والسلوى"فالطعام الواحد هو المن أى السلوى والمعنى وقد قلتم لموسى (ص)لن نطيق صنفا واحدا من الطعام باستمرار،وقوله "فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها "يعنى فاطلب من خالقك أن يعطى لنا من الذى تخرج التربة من البقول والقثاء والفاكهة والعدس والبصل ،وهذا يعنى أنهم يطلبون من موسى (ص)أن يدعو ربه لهم وليس ربهم لأنهم لم يقولوا إلهنا فلو كان إلههم فى أنفسهم لدعوه هم والمطلوب من رب موسى (ص)أن يعطيهم من نبات الأرض وهى الأرض الزراعية البقل وهو أنواع البقول والقثاء وهو كل ثمرة لها جلد بداخله لب يؤكل والفوم وهو الفاكهة والعدس وهو رمز فصيلة الحبوب والبصل وهو كل نبات له ثمرة لها ورقات متراكبة ،وقوله "قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير "يعنى قال موسى (ص)هل تتركون الذى لا تتعبون فى زراعته وتطلبون الحسن الذى تتعبون فى زراعته أو جلبه ،وقوله "اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم "يعنى اذهبوا لمصر فلكم هناك الذى تطلبون ،وهذا معناه أن المحاصيل المطلوبة لا يمكن خروجها فى أرض التيه كما أن الأرض المقدسة محرمة عليهم ومن ثم لا توجد جهة مفتوحة لهم لأخذ الزرع سوى الذهاب لمصر وهم يخشون الرجوع مرة أخرى للعذاب ،وقوله وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءو بغضب من الله "يفسره قوله بسورة آل عمران"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة "فالقوم فرض الله عليهم الذلة وهى المسكنة وهو الهوان والضعف فى أى مكان يسكنوا فيه وقد أتبع الله ذلك العقاب الدنيوى بأنهم باءوا بغضب من الله أى عادوا بعقاب من الله هو دخول النار والمعنى فرض عليهم الهوان أى الضعف فى كل مكان وعادوا بعقاب من الله فى الأخرة والسبب"ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"والمعنى الذلة الدنيوية وغضب الله سببه أنهم كانوا يعصون أحكام الله ويذبحون الرسل(ص)بغير ذنب ارتكبوه أى بالذى خالفوا أحكام الله أى بالذى كانوا يكفرون ومعنى الآية وقد تحدثتم مع موسى (ص)فقلتم لن نطيق أكلا واحدا فاطلب من إلهك يطلع لنا مما تخرج التربة من بقولها وقثائها وفاكهتها وعدسها وبصلها قال أتتركون الذى هو أقرب لكم وتطلبون الذى هو حسن اذهبوا لمصر فإن لكم الذى طلبتم وفرض عليهم الهوان أى الضعف وعادوا بعقاب من الله والسبب أنهم كانوا يكذبون بأحكام الله ويذبحون الرسل(ص)بغير جرم ارتكبوه أى بما خالفوا أحكام الله أى بما كانوا يعصون وحى الله .
"إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "يفسر الآية قوله بسورة الكهف "وأما من أمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى "فالأجر هو جزاء الحسنى ويفسرها قوله بسورة الزمر"وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون "فعدم الخوف عليهم يعنى عدم مس السوء وهو العذاب لهم ومعنى الآية إن الذين صدقوا برسالة النبى(ص)واليهود والنصارى والخارجين على أديان القوم منهم من صدق بحكم الله ويوم القيامة وفعل حسنا فلهم ثوابهم لدى إلههم أى لا عقاب عليهم أى لا يعذبون ،وهذا يعنى أن الذين صدقوا برسالة النبى(ص)والمصدقين الذين هادوا من بنى إسرائيل والمصدقين من النصارى وهم أتباع المسيح(ص)والصابئين وهم أتباع الرسل الأخرين الذين خرجوا على أديان أقوامهم لهم عند الله الأجر وهو الجنة ومن ثم لا عقاب عليهم أى لا عذاب يقع عليهم .
"وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون "قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم "يفسره قوله بسورة البقرة "وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله"فالميثاق المأخوذ هو عبادة الله وحده والمعنى وقد فرضنا عبادتنا عليكم وقوله "ورفعنا فوقكم الطور"يفسره قوله بسورة الأعراف"وإذ نتقنا الجبل فوقهم "فالله نتق أى رفع أى وضع جبل الطور على رءوس بنى إسرائيل والمعنى ووضعنا على رءوسكم جبل الطور وقوله خذوا ما أتيناكم بقوة "يفسره قوله بعده"واذكروا ما فيه"فالأخذ بالقوة للذى أتاه الله لهم هو ذكر الذى فيه وفسره بقوله بسورة البقرة "خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا"فسماع المأتى هو ذكره والمعنى وأطيعوا الذى أعطيناكم بعزم أى بتصديق له أى اتبعوا الذى فيه من الأحكام وقوله لعلكم تتقون "يفسره قوله بسورة النور"لعلكم تفلحون"فتتقون تعنى تفلحون والمعنى لعلكم ترحمون ومعنى الآية وقد فرضنا عبادتنا عليكم ووضعنا على رءوسكم جبل الطور أطيعوا الذى أوحينا لكم بتصديق له أى اتبعوا الذى فيه من الأحكام لعلكم تفلحون ،وهذا يعنى أن الله فرض على القوم عبادته وهى طاعة حكمه وهو واضع فوق رءوسهم جبل الطور والسبب هو أن يطيعوه لعلهم يرحمون بسبب طاعتهم إياه .
"ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين"معنى الآية ثم عصيتم ميثاق الله من بعد فرضه عليكم فلولا نعمة من الله أى رأفته بكم لكنتم من المعذبين فى النار،وهذا يعنى أن القوم عصوا أحكام الميثاق بعد أن أوجبه الله عليهم ولولا فضل أى رحمة الله بهم نتيجة توبتهم لكانوا من الخاسرين أى المعذبين فى النار وهذا معناه أنهم دخلوا الجنة .
"ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين "يفسره قوله بسورة الأعراف"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم "فالاعتداء فى السبت هو صيد الحيتان فى يوم السبت وكلمة خاسئين يفسرها قوله بسورة المؤمنون"اخسئوا فيها "أى أقيموا بها ومن ثم فمعناها مقيمين أى باقين والمعنى ولقد عرفتم الذين عصوا منكم أمر عدم الصيد فى السبت فقلنا لهم أصبحوا قردة باقين ،وهذا يعنى أن الله بعد أن تركهم يصطادون مرات كثيرة فى السبت أنزل عليهم عقاب ممثل فى أن يظلوا قردة فى أجسامهم حتى مماتهم .
"فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين "يعنى فعاقبناها عبرة لمن فى حاضرها ومن بعدها أى ذكرى للمسلمين ،وهذا يعنى أن الله جعل عقاب المعتدين فى السبت نكال أى موعظة أى عبرة لما بين يديها أى لمن يعيش فى عصرها من المسلمين ولما خلفها أى ولمن يأتى بعدهم من الناس وهم المتقين وهم المسلمين .
"وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين "قوله "وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة "يعنى وقد قال موسى (ص)لشعبه إن الله أوجب عليكم أن تنحروا بقرة وهذا يعنى أن الله طلب من موسى (ص)أن يطلب من بنى إسرائيل ذبح بقرة والسبب حتى يعرفوا قاتل القتيل الذى لم يعرفوا قاتله ،وقوله "أتتخذنا هزوا "يعنى قالوا هل تجعلنا أضحوكة؟وهذا يعنى أنهم يقولون له أنه يسخر منهم لأن لا علاقة فى ظنهم بين ذبح بقرة وبين معرفة القاتل ،وقوله "أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين "يعنى احتمى بطاعة الله أن أصبح من الكافرين وهذا يعنى أنه يخبرهم أنه لا يسخر منهم لأنه مطيع لأمر الله ومعنى الآية وقد قال موسى (ص)لشعبه إن الله أوجب عليكم نحر بقرة قالوا هل تجعلنا أضحوكة؟قال احتمى بطاعة الله أن أصبح من الكافرين بحكم الله .
"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون "يعنى قالوا اطلب لنا من إلهك يظهر لنا حقيقتها قال إنه يقول إنها بقرة عجوز ولا طفل وسط بين الاثنين فاعملوا الذى تطالبون به ،وهذا يعنى أنهم طلبوا من موسى (ص)أن يدعو ربه –ولم يقولوا ربنا دليل على عدم اعترافهم به-حتى يعرفهم ماهية أى حقيقة البقرة فقال لهم إن البقرة ليست فارض أى عجوز وليست بكر أى طفلة أى صغيرة وإنما شابة ويجب أن يذبحوها تنفيذا لأمر الله .
" قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"معنى الآية قالوا اطلب لنا من إلهك يظهر لنا ما دهانها قال إنها بقرة صفراء فاتح جلدها تفرح الرائين ،وهذا يعنى أنهم لم يقتنعوا بذبح أى بقرة حيث لم يحدد الله أى شىء فيها ومن ثم طلبوا منه أن يوضح لهم لونها أى جلدها أى دهانها فأجاب موسى (ص)أن البقرة المطلوبة هى بقرة لونها أى جلدها أى دهانها أصفر يسر الناظرين أى يفرح من يشاهدها .
"قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون"المعنى قال القوم اطلب لنا من إلهك يظهر لنا حقيقتها إن البقر تماثل أمامنا وإنا إن أراد الله لعارفونها،يبين الله لنا أن القوم طلبوا من موسى (ص)أن يسأل الله مرة أخرى عن ماهية البقرة المطلوبة أى حقيقتها حتى يذبحونها والسبب فى سؤالهم كما قالوا إن البقر متشابه أمامهم فى اللون والعمر وأنهم يريدون أن يعرفوا البقرة المطلوبة ونلاحظ لأول مرة أنهم ذكروا الله ذكرا يدل على إيمانهم به وهو قولهم "وإنا إن شاء الله لمهتدون "
" قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق وما كادوا يفعلون "المعنى قال موسى (ص)إن الله يقول لكم إنها بقرة ليست عاملة تحرث التربة ولا تروى الزرع جلدها لا لون أخر فيه قالوا الآن أتيت بالعدل وما أرادوا يذبحون البقرة ،يبين الله لنا أن موسى (ص)أجاب على سؤال القوم فقال كما أمره الله:إنها بقرة لا ذلول أى ليست من بقر العمل فهى لا تثير الأرض والمراد لا تحرث التربة بشق الخطوط وتسويتها ولا تسقى الحرث والمراد لا تدير آلة الرى كى تروى الزرع كما أنها مسلمة لا شية فيها والمراد واحدة اللون لا لون أخر فيها فى جلدها ومن هذه الآية وما قبلها نعرف أن ماهية الشىء منها اللون والسن والفعل ويبين الله لنا أن القوم قالوا لموسى (ص)الآن جئت بالحق والمراد فى هذا الوقت أتيت بالأمر الفصل فى معرفة البقرة ويبين الله لنا أن القوم ما كادوا يفعلوا والمراد ما أرادوا أن يذبحوا البقرة فقد كان هناك تكاسل منهم .
"وإذ قتلتم نفسا فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون "المعنى وقد ذبحتم إنسانا فتحالفتم عليه والله مظهر الذى كنتم تخفون ،يبين الله لنا أن بعض القوم قتلوا نفسا والمراد ذبحوا إنسانا فادارءوا فيه والمراد تحالفوا على كتمان خبر قتلهم له ويبين الله لهم أنه"مخرج ما كنتم تكتمون"وهذا يعنى مظهر الذى كنتم تخفون من قتلكم للإنسان وهذا يعنى أن الله كشف شخصيات القتلة .
"فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون "قوله فقلنا اضربوه ببعضها "يعنى فأمرنا أن اجلدوا القتيل ببعض أجزاء البقرة ،وهذا يعنى أن الله أمر موسى (ص)أن يطلب من القوم أن يضربوه أى يجلدوا القتيل ببعض من أجزاء البقرة حتى يعود للحياة ويخبرهم بأسماء القتلة وقد فعلوا الأمر فعاد القتيل للحياة وأخبرهم بمن قتلوه ،وقوله "كذلكم يحيى الله الموتى "يفسره قوله بسورة الأنعام"والموتى يبعثهم الله"وقوله بسورة الأعراف"كذلك نخرج الموتى "فإحياء الموتى هو بعثهم أى إخراجهم أى إعادتهم للحياة مرة أخرى والمعنى قال موسى (ص)هكذا يعيد الله الهلكى للحياة مرة ثانية وقوله "ويريكم آياته لعلكم تعقلون"يفسره قوله بسورة المائدة "كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون "فجعل الله الناس يرون آياته هو تبيينه الآيات لهم والسبب أن يعقلوا أى يشكروا الله والمعنى ويعرفكم قدرته لعلكم تطيعون حكمه ومعنى الآية فقلنا اجلدوه ببعض البقرة هكذا يبعث الله الهلكى ويعرفكم قدرته لعلكم تطيعون حكمه .
"ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون "قوله ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة "يعنى ثم كفرت أنفسكم من بعد الآيات فهى كالصخر أو أعظم صلابة ،يبين الله لبنى إسرائيل أن قلوبهم قست أى كفرت أى كذبت حكم الله من بعد رؤية الإحياء للقتيل وهى تشبه فى قسوتها الحجارة فى صلابتها أو هى أشد قسوة أى أعظم صلابة من الحجارة وهى الطين الجاف الصلب مصداق لقوله بسورة الذاريات"حجارة من طين"وقسوة القلوب تشبه قسوة الحجارة فى صد الاثنين لأى شىء فالقلوب تصد حكم الله عن دخولها والحجارة تصد الضربات التى تريد كسرها للدخول إلى عمقها أو لتفتيتها وقوله "وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار"يفسره قوله بعده"وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء"فتفجر الأنهار هو تشقق الأرض ليسير فيها الماء والمعنى وإن من الصخور الذى تتشقق منه العيون أى إن منها الذى يتفتح فيسير فيه الماء ،وهذا يعنى أن الأنهار تجرى فى الحجارة وهى الصخور عن طريق تشققها أى انفلاقها إلى قطع تنحر فيها المياه فتكون المجرى الذى يسير فيه الماء وقوله "وإن منها لما يهبط من خشية الله"يعنى وإن من الحجارة الذى يسقط من خوف مخالفة أمر الله ،والمراد أن من أنواع الحجارة الذى يهبط بسبب خشيته أى خوفه من عذاب الله إن هو خالف أمر الله ومن أمثلة هذا جبل الميقات الذى دكه الله والحجارة التى تنزل لإهلاك قوم مثل قوم لوط(ص)وأصحاب الفيل وقوله "وما الله بغافل عما تعملون"يفسره قوله بسورة يونس"إن الله عليم بما يفعلون"فعدم غفلة الله عن أعمال القوم تعنى علمه بأفعالهم والمعنى وما الله بساهى عن الذى تفعلون ،ومعنى الآية ثم كفرت نفوسكم من بعد رؤية الآيات فهى تشبه الصخور أو أعظم صلابة وإن من الصخور للذى تخرج من خلاله العيون أى منها الذى ينفلق فيسير فيه الماء وإن منها للذى يسقط خوفا من عذاب الله طاعة لأمر السقوط وما الله بساهى عن الذى تفعلون .
"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "قوله "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم"يفسره قوله بسورة النساء"أتريدون أن تهدوا من أضل الله"فطمع المؤمنين فى إيمان المنافقين هو إرادتهم أن يهدوا من أضل الله والمعنى هل تريدون أن يصدقوا بحكمكم ؟والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين أن القوم لن يصدقوا برسالة المؤمنين مهما فعلوا وقوله "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "يفسره قوله بسورة النساء"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"وقوله بسورة الفتح "يريدون أن يبدلوا كلام الله"فتحريف الكلام الإلهى هو تبديله هو إبعاده عن مواضعه والمعنى وقد كان جمع من المنافقين ينصتون لوحى الله ثم يبدلونه من بعد ما فهموه وهم يعرفون عاقبة التحريف ،يبين الله للمسلمين أن من المنافقين فريق أى جماعة كانت تسمع كلام الله أى كانت تنصت للرسول (ص)والمسلمين عند قراءتهم للوحى فيعقلوه أى فيفهموا مراد الله منه بعد أن يفسره الرسول (ص)وبعد أن يتركوه يحرفوا كلام الله أى يبعدوه عن مراد الله بإدخال بعض الكلمات أو الجمل التى تغير المعنى الذى أراده الله فيه وقد كان هذا الفريق يعلم أى يعرف عقوبة الله لمن يحرف كلامه ومعنى الآية هل تتمنون أن يصدقوا بدينكم وقد كان بعض منهم يعرفون حكم الله ثم يغيرونه من بعد ما عرفوه وهم يعرفون عقاب المغير لدين الله ؟ والخطاب هنا محذوف وهو للذين آمنوا .
"وإذ لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون "قوله "وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا "يفسره قوله بسورة المائدة "وإذا جاءوكم قالوا أمنا "فأهل النفاق إذا لقوا أى جاءوا المسلمين قالوا أمنا أى صدقنا حكم الله والمعنى وإذا قابلوا الذين صدقوا حكم الله قالوا صدقنا حكم الله ،وقوله "وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم"يفسره قوله بسورة البقرة "وإذا خلوا إلى شياطينهم "فالبعض هو الشياطين أى الكفار الكبار الذين ينفردون بصغار الكفار فى مجالسهم وهم يقولون لهم هل تقولون للمسلمين الذى أوحاه الله لكم ليجادلوكم به لدى إلهكم؟وهذا يعنى أنهم يحذرون الصغار من أن يعرفوا المسلمين فتح الله عليهم وهو الوحى الذى أنزله الله على الرسل (ص)السابقين والسبب فى هذا التحذير هو أن لا يحاج المسلمون المنافقين فى الأخرة بهذا الوحى كدليل على صحة رسالتهم وهذا يدلنا على أن القوم يعتقدون أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون أى أنه إله جاهل سبحانه وتعالى عن ذلك والمعنى وإذا انفرد بعضهم مع بعض قالوا هل تخبرونهم بالذى أوحى الله لكم ليجادلوكم به عند خالقكم فى الأخرة ؟وقوله "أفلا تعقلون يفسره قوله بسورة الذاريات "أفلا تبصرون "فتعقلون هى تبصرون والمعنى هل لا تفهمون ؟والغرض من السؤال إخبار الصغار أنهم بقولهم الحق للمسلمين هم مجانين ومعنى الآية وإذا قابلوا الذين صدقوا حكم الله قالوا صدقنا حكم الله وإذا انفرد كبارهم مع صغارهم قالوا أتخبرونهم بالذى أوحى الله لكم ليجادلوكم به لدى إلهكم أفلا تفهمون ؟ونلاحظ هنا أن المخاطب ليس الذين أمنوا وليس المنافقين ولا شياطينهم لأن القول حكاية عما يحدث من الطرفين ومن ثم فالمخاطب هو النبى(ص) أو القارىء أو السامع بعد عصرهم للآية .
"أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون "يفسر الآية قوله بسورة النور"والله يعلم ما تبدون وما تكتمون "فالله يعلم ما يسرون أى ما يكتمون وما يعلنون أى ما يبدون والمعنى هل لا يعرفون أن الله يعرف الذى يخفون والذى يظهرون؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن المنافقين يعرفون حق المعرفة علم الله بكل شىء سواء أسر أم أعلن ،والمخاطب هنا هو نفسه المخاطب فى الآية السابقة.
" ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون "قوله ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى "يفسره قوله بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم "فالأميون يعلمون أن الوحى وهو الكتاب ليس سوى أمانى أى أقوال تدخلهم الجنة وحدهم والمعنى ومن أهل الكتاب كفار لا يعرفون الوحى إلا أقوال تدخلهم الجنة ،وقوله "وإن هم إلا يظنون"يفسره قوله بسورة الأنعام"وإن هم إلا يخرصون"فالظن هو الخرص والمعنى وإن القوم إلا يتمنون وهذا يعنى أن الأميين يتمنون دخول الجنة ولكنهم لن يدخلوها والمعنى ومن أهل الكتاب كفار لا يعرفون الوحى إلا أقوال تدخلهم الجنة وإن هم إلا يتمنون دخولها،والمخاطب هنا هو نفسه المخاطب فى الآية قبلها .
"فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون "قوله "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله "يفسره قوله بسورة آل عمران"وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب "وقوله بسورة المائدة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه"فكتابة الكتاب هى لى الألسن بالكتاب حتى نحسبه كلام الله هى تحريف الكلام من بعد مواضعه والمعنى فالعذاب للذين يحرفون الوحى بكلامهم ثم يقولون هذا وحى الله ،وقوله "ليشتروا به ثمنا قليلا"يفسره قوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "فالثمن القليل هو الحياة الدنيا والمعنى ليأخذوا بتحريف الوحى متاعا قصيرا وهذا يبين لنا أن سبب تحريف القوم للوحى هو أن يحصلوا على المتاع الفانى متاع الدنيا ،وقوله "فويل لهم مما كسبت أيديهم "يفسره قوله بعده"وويل لهم مما يكسبون"فما كتبت الأيدى هو ما كسبت النفوس والمعنى فعذاب الله لهم بسبب ما عملت أنفسهم أى عقاب الله لهم بما يفعلون من السيئات ومعنى الآية فعذاب الله للذين يحرفون الوحى بكلامهم ثم يقولون هذا من لدى الله ليأخذوا بتحريفه متاعا فانيا فالعذاب لهم بما صنعت أنفسهم أى العقاب لهم بما يفعلون من السيئات ،والمخاطب هو نفسه المخاطب فى الآية قبلها .
"وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون "قوله "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة "يعنى وقال اليهود: لن يصيبنا العذاب سوى ليالى قليلة ،وهذا يعنى أنهم متأكدون من دخولهم النار ولكنهم يعتقدون أنهم سيبقون فى النار لمدة أيام قليلة ،وقوله "قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون "يفسره قوله بسورة يونس"قل ألله أذن لكم أم على الله تفترون"فعهد الله هو إذنه وقول الذى لا يعلمون هو ما يفترون ولا هنا مثلها مثل لا فى قوله "لا أقسم بمواقع النجوم"بسورة الواقعة فهى حرف تأكيد والمعنى قل هل نزل لكم من لدى الله ميثاقا فلن ينقض الله ميثاقه أم تنسبون إلى الرب الذى تعرفون أنه باطل ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الله لم يعطى القوم عهد أى ميثاق أى فرض على نفسه أن يدخلهم النار لمدة قليلة ومن ثم فهم يتقولون على الله أى يفترون عليه الذى يعرفون أنه لم يقله فى أى وحى منزل والله لا يخلف الوعد أى لا ينقض حديثه ومعنى الآية وقالوا لن ندخل السعير سوى ليالى قليلة قل لهم يا محمد هل نزل لكم من لدى الله وحى بذلك فلن ينقض الله وحيه أم تفترون على الله الذى تعرفون أنه لم يوحيه ،والمخاطب هنا النبى(ص) .
"بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "قوله "بلى من كسب سيئة "يفسره قوله بعده "وأحاطت به خطيئته"فكسب السيئة هو إحاطة الخطيئة بفاعلها ويفسره قوله بسورة النساء "ومن يكسب خطيئة أو إثما "وقوله بسورة النمل"ومن جاء بالسيئة "فكسب الخطيئة أى الإثم هو المجىء بالسيئة والمعنى الحقيقة من فعل كفرا أى حكمه ظلمه وقوله "فأولئك أصحاب النار"الذى يفسره قوله بسورة المائدة "أولئك أصحاب الجحيم "فالنار هى الجحيم أى العذاب والمعنى فأولئك أهل العذاب وقوله "هم فيها خالدون"الذى يفسره قوله بسورة طه"فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى "فالخلود هو عدم الموت والمعنى هم فيها باقون ومعنى الآية الحقيقية من صنع كفرا أى حكم نفسه ظلمه فأولئك سكان الجحيم هم فيها ماكثون،والمخاطب هنا هو النبى(ص) .
"والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون "يفسر الآية قوله بسورة الكهف"وأما من أمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى "وقوله "ماكثين فيها أبدا"فالجنة فى البقرة هى الحسنى فى الكهف والخلود فى البقرة هو المكوث فيها للأبد والمعنى والذين صدقوا بوحى الله وفعلوا الحسنات أولئك سكان النعيم هم فيه ماكثون أبدا ،والمخاطب هو النبى(ص).
"وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون"قوله "وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله"يفسره قوله بسورة البقرة "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم "فالميثاق هو نعمة الله التى هى وجوب عبادة الله والمعنى وقد فرضنا على أولاد يعقوب العهد لا تطيعون إلا حكم الله وهذا يعنى أن الله فرض على القوم عبادته وهى طاعة حكمه المنزل عليهم ،وقوله "وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتامى والمساكين"يعنى ومن عبادة الله وبالأبوين برا وبأصحاب القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وهذا معناه أن الله أمر القوم أن يتعاملوا مع الأباء والأمهات والأقارب ومن مات أباؤهم والمحتاجين للمال بالإحسان وهو البر أى العدل والمراد ما أمر الله به بهم فى الوحى وقوله "وقولوا للناس حسنا "يفسره قوله بسورة الأحزاب "وقولوا قولا سديدا "فالحسن هو السديد وهو حكم الله مصداق لقوله بسورة الأنعام"ومن أحسن من الله حكما "وقوله "وأقيموا الصلاة "يفسره قوله بعده"وآتوا الزكاة " فإقامة الصلاة هى إيتاء الزكاة هى إقامة الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "والمعنى وأطيعوا الإسلام أى اعملوا الحق وقوله "ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون "يفسره قوله بسورة البقرة "فقليلا ما يؤمنون"وقوله بسورة الأنبياء"بل هم عن ذكر ربهم معرضون" فالتولى هو عدم الإيمان والإعراض يكون عن ذكر الله أى حكم الله والمعنى ثم عصيتم إلا عددا قليلا منكم وأنتم مكذبون به وهذا يعنى أن عدد كبير من القوم تولوا أى عصوا حكم الله وقد عصوه وهم معرضون أى مكذبون به وأما القليل فهم الذين أطاعوا حكم الله ومعنى الآية وقد فرضنا عهد أولاد يعقوب لا تطيعون سوى حكم الله ومنه بالأبوين معروفا وبأهل القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وتحدثوا مع الخلق حديثا سديدا وأطيعوا الدين أى اتبعوا الحق ثم عصيتم إلا عدد قليل منكم وأنتم مكذبون بالدين ،ونلاحظ أن أن أول الآية هو خطاب موجه للنبى(ص)والمؤمنين حيث يقص عليهم بعض أخبار بنى إسرائيل وأما قوله ثم توليتم حتى أخر الآية فهو خطاب موجه للكفار مما يعنى أن هذا القول جزء من آية تم حذف أولها وأبقى أخرها والملاحظ من الآية التالية أن المحذوف كان حكاية عما حدث من بنى إسرائيل فى أمر ما والله أعلم .
"وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون "قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم "يفسره قوله بسورة المائدة "من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "فتحريم سفك الدماء هو تحريم قتل النفس دون قتلها لنفس أو فسادها والمعنى وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ،وقوله "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم "يفسره قوله بسورة البقرة "وهو محرم عليكم إخراجهم"فالله حرم إخراج القوم بعضهم البعض من ديارهم والمعنى ولا تطردون بعضكم البعض من بيوتكم وهذا معناه أن الله حرم على القوم إخراج أنفسهم أى طرد بعضهم البعض من ديارهم بأنفسهم أو عن طريق مساعدة الغير عليهم وقوله "ثم أقررتم وأنتم تشهدون"يعنى ثم اعترفتم وأنتم ترون وهذا معناه أن القوم أقروا أى اعترفوا بوجوب طاعتهم للوحى وهم يشهدون أى يرون الجبل فوقهم والله يفرضه عليهم ومعنى الآية وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ولا تطردون بعضكم البعض من بلادكم ثم اعترفتم به وأنتم ترون الجبل فوقكم،والآية هى خطاب للمؤمنين حكاية عما حدث من بنى إسرائيل فى عصور سابقة ومثلها ما بعدها .
"ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون "قوله"ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم "يفسره قوله بسورة آل عمران "ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس"فقتل الأنفس هو قتلهم الأنبياء والآمرين بالعدل من الناس وغيرهم والمعنى ثم أنتم هؤلاء تذبحون بعض منكم ،وقوله "وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان "يعنى وتطردون جمعا منكم من بيوتهم تساعدون على طردهم بالسيئة أى بالكفر ،يبين الله للقوم أنهم طردوا بعض منهم من ديارهم عن طريق المظاهرة عليهم أى مساعدة الأقوام الأخرى على طردهم وهذه المساعدة بالإثم أى العدوان والمراد من الكفر ،وقوله "وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم "يعنى وإن يجيئكم خبر أنهم أسرى حرب تفكوا أسرهم بالمال وهو ممنوع عليكم طردهم ،يبين الله للقوم أنهم من مكرهم إذا أتاهم خبر أن أقاربهم أسرى حرب لدى الأقوام الأخرى يعملون على فك أسرهم بالمال والسبب هو أنهم يريدون أن يظهروا لأقاربهم أنهم أصحاب فضل عليهم رغم أن الله حرم طرد القوم لبعضهم بأى وسيلة ،وقوله "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"يعنى هل تصدقون ببعض الوحى وتكذبون ببعض؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنهم يطيعون بعض الوحى وهو وجوب فك أسر إخوتهم ويعصون البعض الأخر وهو عدم طرد إخوتهم ومن ثم فهم كفرة وقوله "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب "يفسره قوله بسورة البقرة "لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الأخرة عذاب عظيم "فيوم القيامة هو الأخرة وأشد العذاب هو العذاب العظيم والمعنى فما عقاب من يعمل هذا منكم إلا ذل فى الحياة الأولى ويوم البعث يدخلون أعظم العقاب،يبين الله للقوم أن من يطيع بعض الوحى ويعصى البعض الأخر عقابه فى الدنيا هو الخزى أى الذل وهو الهوان وهو عقاب المفسد المحارب لله وفى الأخرة يكون عقابه دخول النار وقوله "وما الله بغافل عما تعملون "يعنى وما الله بساهى عما تفعلون ،والمراد أن الله يخبرهم أنه يعرف كل ما يفعلون فى دنياهم ،ومعنى الآية ثم أنتم هؤلاء تذبحون بعضا منكم وتطردون بعضا منكم من بلادهم تساعدون عليهم من الكفر أى السوء وإن يجيئكم خبر أنهم أسرى حرب تفكوهم بالمال وهو ممنوع عليكم طردهم ،هل تصدقون ببعض الوحى وتكذبون بالبعض الأخر ؟فما عقاب من يصنع هذا منكم سوى ذل فى المعيشة الأولى ويوم البعث يدخلون فى أسوأ العقاب،وما الله بساهى عن الذى تصنعون .
"أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون "قوله "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "يفسره قوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى "وقوله بسورة آل عمران "إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان"فالحياة الدنيا هى الضلالة هى الكفر والأخرة هى جزاء الهدى هى جزاء الإيمان والمعنى أولئك الذين أخذوا متاع الحياة الأولى وتركوا متاع القيامة ،وقوله "فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون "يفسره قوله بسورة آل عمران "ولا هم ينظرون "فعدم النصر هو عدم النظر أى عدم الرحمة والمعنى فلا يرفع عنهم العقاب أى ليسوا يرحمون ومعنى الآية أولئك الذين أخذوا متاع المعيشة الأولى وتركوا متاع القيامة فلا يمنع عنهم العقاب أى ليسوا يرحمون .
"لقد أتينا موسى الكتاب ولقد قفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "قوله ولقد أتينا موسى الكتاب"يفسره قوله بسورة غافر"ولقد أتينا موسى الهدى "فالكتاب هو الهدى أى حكم الله والمعنى ولقد أوحينا لموسى (ص)التوراة ،وهذا معناه أن الله أعطى موسى (ص)التوراة ليحكم بها بنى إسرائيل وقوله "وقفينا من بعده بالرسل "يفسره قوله بسورة يونس"ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم"فالتقفية هى بعث الرسل بعد موت موسى (ص)والمعنى وبعثنا من بعد موسى (ص)بالأنبياء(ص)وقوله "وأتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"يفسره قوله بسورة الزخرف"ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة "فالبينات هى الحكمة أى الإنجيل والمعنى وأوحينا لعيسى ابن مريم (ص)الإنجيل ونصرناه برسول الله جبريل(ص)والمراد أن الله جعل جبريل(ص)ينصره بالمعجزات وقوله "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "يعنى هل كلما أتاكم نبى بالذى لا تريد شهواتكم كفرتم فبعض من الرسل عصيتم وبعضا ذبحتم ،وهذا يخبرنا أن بنى إسرائيل كذبوا جميع رسلهم ولكن اكتفوا بتكذيب البعض وقتلوا البعض الأخر بعد تكذيبه ومعنى الآية لقد أوحينا لموسى (ص)التوراة وبعثنا من بعد موته بالأنبياء(ص)وأوحينا لعيسى بن مريم (ص)الإنجيل ونصرناه برسول الله جبريل(ص)،هل كلما أتاكم مبعوث من الله كفرتم فبعض منهم كفرتم بهم فقط وبعض منهم كفرتم به وذبحتموهم .

Admin
Admin

المساهمات : 5125
تاريخ التسجيل : 27/04/2010

https://kabtalla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى