كعبة الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كعبة الله
كعبة الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سورة البقرة7

اذهب الى الأسفل

سورة البقرة7 Empty سورة البقرة7

مُساهمة  Admin الخميس يونيو 24, 2010 10:19 pm

"سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " قوله "سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها"يعنى سيقول المجانين من الخلق ما غيرهم عن إتجاههم الذى كانوا عليه ،يبين الله للمؤمنين أن عند تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة بمكة سيقول السفهاء وهم المجانين من الخلق وهم أهل الكتاب الكفار :ما سبب تركهم المسجد الأقصى الذى كانوا يتجهون إليه فى الصلاة؟ والسؤال يدل على الجهل فتغيير القبلة سببه هو حكم الله الذى نسخ التوجه للبيت الأقصى ،وقوله "قل لله المشرق والمغرب"يفسره قوله تعالى بسورة الجاثية "ولله ملك السموات والأرض"فالمشرق والمغرب هما السموات والأرض فمكان الشروق ومكان الغروب هما السموات والأرض والمعنى ولله ملك مكان النور ومكان الظلام ،يبين الله للسفهاء أنه يملك كل الجهات ومن ثم فمن حقه أن يغير إتجاه القبلة إلى حيث يريد لأنه حر التصرف فى ملكه ،وقوله "يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم" يفسره قوله تعالى بسورة الحج "يهدى من يريد"وقوله بسورة المائدة" يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام "فمن يشاء هم من يريد والصراط المستقيم هو سبل السلام والمعنى يدخل من يحب إلى جنة حسنة ،ومعنى الأية سيقول المجانين من الخلق ما غيرهم عن إتجاههم فى الصلاة الذى كانوا عليه قل لله مكان النور ومكان الظلام يسكن من يريد فى جنة كبرى ،والخطاب للنبى(ص).
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم "قوله "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"يعنى يا أيها الذين أمنوا وهكذا خلقناكم جماعة عادلة لتصبحوا مقرين على الخلق ويصبح النبى (ص)عليكم مقرا ،يبين الله للمؤمنين أنه خلقهم أمة وسطا أى جماعة عادلة تحكم بالعدل والسبب هو أن يكونوا شهداء على الناس والمراد أن يصبحوا قضاة على بقية الناس بإقرارهم عما رأوهم يعملون فى الدنيا وذلك يوم القيامة وأن يكون الرسول محمد(ص)شهيدا على المسلمين أى مقرا أى قاضيا بما رآهم يعملونه وهو حى فى الدنيا،وقوله "وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه "يفسره قوله تعالى بسورة سبأ"إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها فى شك "فمتبع الرسول(ص)هو المؤمن بالآخرة والمنقلب على عقبيه هو الشاك فى الآخرة ومعنى القول وما شرعنا الجهة التى كنت تتجه إليها إلا لنعرف من يطيع النبى (ص)ممن يرتد إلى كفره ،يبين الله لرسوله (ص)أن السبب الذى جعله يصدر حكمه بالاتجاه إلى بيت المقدس عند الصلاة فى الوحى السابق هو أن يعلم أى يعرف والمراد أن يفرق بين من يتبع الرسول والمراد الذى يطيع أمر النبى (ص)بالاتجاه إلى الكعبة بمكة وبين الذى ينقلب على عقبيه أى يرتد إلى دين الكفر الذى كان عليه قبل ادعاءه الإسلام ،وقوله "وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "وإن كانت لكبيرة إلا على الخاشعين "فالذين هدى الله هم الخاشعون والمعنى وإن كانت لثقيلة إلا على الذين رحم الله ،يبين الله للرسول(ص)أن الصلاة وهى طاعة حكم الله هو كبيرة أى أمر ثقيل عظيم على الناس عدا الذين هداهم الله وهم المسلمون الذين خفوا إلى طاعة الأمر على الفور،وقوله "وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم " يفسره قوله تعالى بسورة التوبة "إن الله لا يضيع أجر المحسنين "فالإيمان هو أجر المحسنين ومعنى القول وما كان الله ليبخس أعمالكم إن الله بالخلق لنافع مفيد ،يبين الله للمؤمنين أنه لا يضيع إيمانهم والمراد لا يزيل ثواب أعمالهم وهى هنا يقصد بها الصلاة وإنما يعطيه لهم والله بالخلق رءوف رحيم أى نافع مفيد لهم ،ومعنى الآية وهكذا خلقناكم جماعة عادلة لتصبحوا مقرين على الكفار بما عملوا ويصبح النبى (ص)عليكم مقرا بما عملتم وما شرعنا الاتجاه الذى كنت عليه فى الصلاة إلا لنميز من يطيع النبى (ص)ممن يرتد إلى كفره وإن كانت لثقيلة إلا على الذين رحم الله وما كان الله ليزيل ثوابكم إن الله بالخلق لنافع مفيد،والخطاب فى أول القول للمؤمنين حتى شهيدا ولابد أن هذه آية بمفردها أو معها جزء محذوف وفى وسط القول للنبى(ص) حتى عقبيه وهذا جزء من آية أو أية وفى الوسط الثانى من وإن كانت حتى هدى الله فجزء من آية محذوف أولها وهو الصلاة كما فى آية سابقة "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"وفى أخر الآية جزء من آية تخاطب المؤمنين وما كان ليضيع إيمانكم .
"قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون " قوله "قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " يفسره قوله تعالى بسورة الضحى "ولسوف يعطيك ربك فترضى" فلنولينك يفسرها يعطيك والمعنى يا محمد (ص) إنا نعلم تغير نظرك فى الأفق فلنوجهك جهة تحبها فاجعل نظرك تجاه المسجد الأمن من حيث خرجت ،يبين الله لرسوله (ص)أنه يعلم بأمر تقلب وجهه فى السماء والمراد بأمر تغير نظره فى جهات الأفق انتظارا لمجىء الوحى بأمر تحويل للكعبة ولذلك سوف يأمره بقبلة يرضاها أى بجهة يحبها وهى المسجد الحرام ومن ثم فالواجب عليه أن يولى وجهه تجاهه والمراد أن يجعل نظره عند الصلاة جهة المسجد الحرام ،وقوله "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "يعنى وحيث وجدتم فاتجهوا بأنظاركم مكانه ،يطلب الله من المؤمنين أن يتجهوا فى أى مكان يتواجدون فيه إلى الكعبة إذ أرادوا الصلاة ،وهذا يعنى وجوب الاتجاه للكعبة عند الصلاة،وقوله "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم "يعنى وإن الذين أعطوا الوحى من قبل ليعرفون أنه الصدق من إلههم ،يبين الله للمؤمنين أن الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطاهم الوحى من قبل وهم أهل الكتاب يعرفون أن أمر تحويل القبلة وغيره مما فى القرآن هو الحق من ربهم أى الصدق النازل من خالقهم وهذا يعنى أن الوحى النازل عليهم فيه إخبار عن هذا الأمر يصدق ما جاء به القرآن ،وقوله "وما الله بغافل عما يعملون " يعنى وما الله بساهى عن الذى يفعلون ،يبين الله لنا أنه ليس بغافل أى لاهى أى غائب عن الذى يصنعه أهل الكتاب ،ومعنى الآية إنا نعرف تغير نظرك فى الأفق فلنأمرنك باتجاه تحبه فاجعل وجهك تجاه المسجد الحرام وحيث ما وجدتم فاجعلوا أنظاركم تجاهه وإن الذين أعطوا الوحى من قبل ليعرفون أنه الصدق من إلههم وما الله بلاهى عن الذى يصنعون،والخطاب فى أول الآية للنبى (ص)وفى بقيتها للمؤمنين.
"ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين" قوله "ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك"يفسره قوله تعالى بسورة ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون " فأتيت تعنى جئت لهم بآية أى معجزة وأهل الكتاب هم الذين أوتوا الكتاب وعدم اتباعهم القبلة هو قولهم لنا إننا مبطلون ومعنى القول ولئن جئت الذين أعطوا الوحى بكل معجزة ما أطاعوا دينك،يبين الله لرسوله (ص)أن أهل الكتاب لو جاءهم بكل آية أى معجزة فلن يتبعوا قبلته والمراد فلن يطيعوا دينه ،وقوله "وما أنت بتابع قبلتهم " يعنى وما أنت بمطيع دينهم ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لن يتبع قبلة أهل الكتاب والمراد لن يطيع دين من أديان أهل الكتاب،وقوله "وما بعضهم بتابع قبلة بعض "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "قالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء "فعدم اتباع اليهود قبلة أى دين النصارى هو زعمهم أن النصارى ليسوا على الدين الصحيح وعدم اتباع النصارى لقبلة أى دين اليهود هو زعمهم أن اليهود ليسوا على دين الله ،وقوله "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا من الظالمين " يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من الحق"فالعلم هو الحق والمعنى ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا من الكافرين ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لو اتبع أهوائهم أى أطاع دين من أديانهم لكان ظالما أى كافرا يستحق دخول النار،ومعنى الآية هو ولئن جئت الذين أعطوا الوحى من قبل بكل معجزة ما أطاعوا دينك وما أنت بمطيع دينهم وما بعضهم بمطيع دين بعض ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا لمن الكافرين ،والخطاب للنبى(ص).
"الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " قوله "الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق " فأهل الكتاب يعرفون أى يعلمون الكتاب وهو الحق كما يعلمون من هم أولادهم والمعنى والذين أوحينا لهم الوحى من قبل يعلمون بالقرآن كما يعلمون بأولادهم ،يبين الله لنا أن أهل الكتاب يعرفون أن القرآن هو الحق من ربهم كما يعرفون أولادهم جسما ونفسا ،وقوله "وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون"يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "ما كنتم تخفون من الكتاب "وقوله بسورة البقرة" إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب" فالفريق يكتم الحق والمراد يخفى الكتاب المنزل من عند الله والمعنى وإن جماعة منهم ليخفون الكتاب وهم يعرفون الصدق من إلههم ،يبين الله لنا أن جماعة من أهل الكتاب تكتم الحق أى تخفى الوحى المنزل على رسلهم (ص)من قبل عن الناس حتى يضلوا عن الحق وهؤلاء الجمع يعلمون الحق من ربهم والمراد أنهم يعرفون الوحى المنزل من عند الله بالضبط وهذا معناه أن التوراة والإنجيل كانا موجودين فى عصر الرسول (ص)كما أنزلا بالضبط ،وقوله " الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " يفسره قوله تعالى بسورة يونس"ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله "وقوله بسورة الأنعام "ولا تكونن من المشركين "فالممترين هم المكذبين بآيات الله هم المشركين والمعنى الصدق من خالقك فلا تصبحن من الكافرين ،يطلب الله من رسوله (ص)ألا يكون من الممترين أى الكافرين بدين الله ،ومعنى الآية الذين أعطيناهم الوحى السابق يعلمون بالقرآن كما يعلمون بأولادهم وإن جماعة منهم ليخفون الصدق وهم يعرفون ،وقول القرآن الصدق من عند خالقك فلا تصبحن من الكافرين بدين الله ،والخطاب فى أول القول للمؤمنين حتى أبناءهم وهو جزء من آية محذوف بعضها والخطاب فى الجزء الثانى للنبى(ص)وفى الآية "الحق من ربك فلا تكونن من الممترين "الخطاب للنبى(ص)وهنا جزء محذوف من القول معناه إن قول القرآن فى المسألة هو الحق .
"ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شىء قدير"قوله "ولكل وجهة هو موليها"يفسره قوله تعالى بسورة المائدة "لكل جعلنا شرعة ومنهاجا"فالوجهة هى الشرعة هى المنهاج والمعنى ولكل دين هو مطيعه ،يبين الله لنا أن كل إنسان له وجهة أى دين أى شرعة هو موليها أى متبعها أى مطيعها ،وقوله "فاستبقوا الخيرات "يفسره قوله تعالى بسورة المؤمنون "أولئك يسارعون فى الخيرات "فالإستباق هو المسارعة للخيرات والمعنى فسارعوا للحسنات ،يطلب الله من الناس أن يسارعوا لعمل الحسنات التى أمر بها الله ،وقوله "أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا "يعنى فى أى مكان تتواجدوا يعلم بكم الله كلكم ،يبين الله للناس أنهم فى أى مكان يكونون أى يتواجدون يأت بهم والمراد يعلم بمكانهم الله ،وقوله "إن الله على كل شىء قدير"يفسره قوله تعالى بسورة البروج"فعال لما يريد" فقدرة الله على كل شىء هى فعله لما يريد والمعنى إن الله لكل أمر فاعل ،ومعنى الآية ولكل إنسان دين هو متبعه فسارعوا للحسنات أين ما تتواجدوا يعلم بكم الله كلكم إن الله لكل أمر يريده فاعل ،والخطاب للناس هنا.
"ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون " قوله "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام "يفسره قوله بنفس السورة "فلنولينك قبلة ترضاها "فالقبلة التى يرضاها النبى (ص)هى المسجد الحرام والمعنى ومن حيث صليت فاجعل نظرك باتجاه البيت الحرام ،يطلب الله من رسوله (ص)ومن ثم من كل مسلم أن يولى وجهه شطر المسجد الحرام حيث خرج والمراد أن يجعل نظره تجاه البيت الحرام حيث صلى وهذا يعنى وجوب الاتجاه للبيت الحرام عند الصلاة ،وقوله "وإنه للحق من ربك "يفسره قوله تعالى بسورة الأحزاب"واتبع ما يوحى إليك من ربك "فالحق هو ما يوحى للرسول(ص)والمعنى وإن القرآن للصدق من إلهك ،يبين الله لرسوله (ص)أن القرآن هو الحق أى الصدق أى العدل-ومنه الأمر بالاتجاه للكعبة - من عند الله،وقوله "وما الله بغافل عما تعملون "يفسره قوله تعالى بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء "فعدم غفلة الله عن عمل القوم هو عدم عزب مثقال ذرة عن الله فى السموات والأرض والمعنى وما الله بساهى عن الذى يفعلون ،ومعنى القول ومن حيث صليت فاجعل نظرك تجاه البيت الحرام وإن الوحى للصدق من إلهك وما الله بلاهى عن الذى تصنعون والخطاب للنبى(ص)حتى ربك وأما بقية القول فجزء من آية أخرى تخاطب الناس أو طائفة منهم والجزء المحذوف معناه قل الذنب الذى تعتقدون أن الله جاهل به يعلمه الله .
"ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشون ولأتم نعمتى عليكم ولعلكم تهتدون" قوله "ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" يعنى ومن حيث صليت فاتجه بنظرك تجاه البيت الحرام وحيث ما وجدتم فاجعلوا أنظاركم تجاهه،يطلب الله من رسوله (ص)ومن المؤمنين أن يولوا وجوهكم شطر المسجد الحرام والمراد أن يتجهوا بأنظارهم وهى مقدمات أجسامهم إلى اتجاه البيت الحرام ،وقوله "لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا فلا تخشوهم واخشون "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "فلا تخافوهم وخافون "فمعنى فلا تخشوهم هو لا تخافوهم ومعنى اخشون خافون والمعنى لئلا يكون للخلق عليكم برهان وأما الذين كفروا فلا تخافوهم وخافوا عذابى،يبين الله لرسوله (ص)والمؤمنين أن السبب فى وجوب اتجاههم للكعبة فى الصلاة هو ألا يكون للكفار عليهم حجة أى برهان باتفاقهم معهم فى القبلة ويبين لهم أنهم لا يجب عليهم أن يخشوا أى يخافوا من أذى الذين ظلموا أى كفروا بوحى الله والواجب عليهم أن يخشوا الله أى يخافوا من عذاب الله فيطيعوه،وقوله "ولأتم نعمتى عليكم "يفسره قوله تعالى بسورة المائدة"وأكملت لكم دينكم "فإتمام النعمة هو إكمال الدين والمعنى ولأكمل دينى لكم ،يبين الله لرسوله (ص)والمؤمنين أنه سيتم نعمته عليهم أى سيكمل لهم دينهم ،وقوله "ولعلكم تهتدون "يفسره قوله تعالى بسورة النحل "لعلكم تسلمون"فتهتدون أى تسلمون والمعنى ولعلكم تسلمون أى تطيعون ومعنى الآية ومن حيث صليت فاجعل نظرك تجاه البيت الحرام وحيث وجدتم فاجعلوا أنظاركم تجاهه لئلا يصبح للكفار عليكم برهان وأما الذين كفروا منهم فلا تخافوا أذاهم وخافوا عذابى ولأكمل دينى لكم ولعلكم تطيعون فتثابون ،والخطاب فى أول الآية للنبى(ص)وفى بقيتها للمؤمنين
"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا منهم "فأرسلنا هى بعث الله وقوله بسورة البينة "رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة "فالآيات هى الصحف المطهرة المتلوة ومعنى الآية كما بعثنا منكم نبيا منكم يبلغ لكم أحكامنا أى يطهركم بطاعتكم لأحكام الله أى يعرفكم الوحى أى الحكم الإلهى أى يعرفكم الذى لم تكونوا تعرفون،يبين الله للناس أنه أرسل لهم أى بعث لهم رسول منهم أى من بينهم وهذا الرسول (ص)يفعل التالى يتلوا آيات الله عليهم أى يبلغهم أحكام الله ليطيعوها وفسر الله هذا بأنه يزكيهم أى يطهرهم من ذنوبهم بطاعتهم لما يبلغهم من الأحكام وفسر هذا بأنه يعلمهم الكتاب وهو الحكمة والمراد أنه يعرفهم الوحى أى حكم الله حتى يطيعوه وفسر هذا بأنه يعلمهم ما لم يكونوا يعلمون والمراد يعرفهم الذى لم يكونوا يعرفون وهو حكم الله،الخطاب للناس وما بعده .
"فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون "يفسره قوله تعالى بسورة محمد "إن تنصروا الله ينصركم "وقوله بسورة العنكبوت "واعبدوه واشكروا له" فذكر الله هو شكره هو عدم الكفر به هو نصر الله كما بسورة محمد هو عبادة الله كما بسورة العنكبوت ومعنى الآية فأطيعونى أثيبكم أى اتبعونى أى لا تعصونى ،يطلب الله من الناس أن يذكروه أى يطيعوه أى يشكروه أى يتبعوا حكمه فلا يكفروا به أى فلا يعصوا حكم الله حتى يذكرهم الله أى حتى يثيبهم الله والمراد حتى ينصرهم الله فى الدنيا والأخرة .
"يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " يفسره قوله تعالى بسورة الأعراف "استعينوا بالله واصبروا "وقوله بسورة البقرة "واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين "فالإستعانة بالله هى تقوى الله هى الصبر والصابرين هم المتقين والمعنى يا أيها الذين صدقوا بحكم الله استنصروا بالطاعة أى الإتباع لله إن الله ناصر المطيعين ،يبين الله للمؤمنين أى الواجب عليهم هو الاستعانة بالصبر أى الانتصار على الشيطان بطاعة حكم الله وفسر هذا بأنه الاستعانة بالصلاة أى الانتصار بإتباع حكم الله على الشيطان ،ويبين الله أنه مع الصابرين أى ناصر المطيعين لله ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون " يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا "وقوله بسورة الأعراف "ولكن لا تعلمون "فعدم قول أموات عن الشهداء هو عدم الحسب وهو الظن أنهم أموات وعدم شعورنا هو عدم علمنا بهم والمعنى ولا تظنوا من يستشهد فى نصر دين الله هلكى إنما موجودون ولكن لا تعلمون بهم، يبين الله للمؤمنين أن الواجب عليهم هو ألا يقولوا عن القتلى فى سبيل الله أموات والمراد ألا يظنوا أنهم هلكى لا يعيشون بعد حياتهم الدنيا وهذا دليل على وجود حياة البرزخ والواجب عليهم أن يقولوا عنهم أحياء أى عائشين عند الله ينعمهم فى الجنة مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "بل أحياء عند ربهم يرزقون" .
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لتبلون فى أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا "وقوله بسورة الحج "وبشر المحسنين " فالخوف هو من الكلام المؤذى ونقص الأنفس والمال والصابرين هم المحسنين والمعنى ولنختبرنكم ببعض من الرعب والسغب أى قلة فى الأملاك والنفوس والمنافع وأفرح المطيعين ،يبين الله للمؤمنين أنه سوف يبلوهم أى يختبرهم بالخوف وهو الرعب الناتج من نقص النفوس والمال الذى تعد به القوة المرهبة للعدو وسوف يختبرهم بالجوع وهو نقص الثمرات حيث تقل منافع الطعام ،ويطلب الله من رسوله (ص)أن يبشر الصابرين أى يخبر المطيعين لله بالجنة والخطاب فى أول القول للمؤمنين وفى أخرها للنبى(ص) وله أيضا فى القول بعدها والقول بعده.
"الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" يفسر قوله "وإنا إليه راجعون"قوله تعالى بسورة الأعراف "قالوا إنا إلى ربنا منقلبون" فراجعون تعنى منقلبون والمعنى وبشر الصابرين الذين إذا مسهم ضرر قالوا إنا لله وإنا إليه منقلبون ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يبشر الصابرين وهم المطيعين الذين إذا أصابتهم مصيبة أى الذين إذا مسهم أذى قالوا :إنا لله والمراد إننا ملك لله يتصرف فينا كيف يشاء ،وإنا إليه راجعون أى عائدون إلى جزاء الله بعد الموت وهو الجنة التى هى نتيجة صبرهم .
"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " يفسر الآية قوله تعالى بسورة التوبة "وأولئك لهم الخيرات " و"وأولئك هم المفلحون "وقوله بسورة الأنعام "أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "فالصلوات هى الخيرات هى الأمن هى الرحمة والمهتدون هم المفلحون ومعنى الآية أولئك لهم الخيرات من ربهم أى الجنة أى أولئك هم الأمنون ،يبين الله لنا أن الصابرين هم المهتدون أى الكاسبون للجنة وهى الصلوات أى الرحمة الإلهية.
"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "قوله "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"يفسره قوله تعالى بسورة الحج "ومن يعظم حرمات الله "وقوله بسورة البقرة "فلا إثم عليه" فشعائر الله هى حرماته والجناح هو عقاب الإثم والمعنى إن السعى بين مكان الصفا ومكان المروة من حرمات الله فمن قصد البيت فى أيام الحج أو من قصد البيت فى الأشهر الحرام فلا عقاب عليه أن يسعى بينهما ،يبين الله لنا أن السعى بين مكانى الصفا والمروة واجب من يتركه عليه جناح أى عقاب ممثل فى فدية أو نسك أو صيام ،وقوله "ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "وما يفعلوا من خير فلن يكفروه "وقوله بسورة الإسراء"فأولئك كان سعيهم مشكورا "فتطوع الخير هو فعله هو السعي للخير وهو العمل الصالح وعدم كفر فعل الخير هو شكر الله له والمعنى ومن فعل صالحا فإن الله حامد خبير،يبين الله لنا أن من يتطوع خيرا أى يعمل صالحا فإن الله يشكره أى يثيبه عليه بالجنة وهو عليم به أى خبير بالعمل وفاعله فى كل وقت ،ومعنى الآية إن السعى بين مكان الصفا ومكان المروة من حرمات الله فمن قصد البيت أيام الحج أو قصده فى الأشهر الحرام فلا عقاب عليه إن سعى بينهما ومن عمل صالحا فإن الله مثيب له عارف بعمله،والخطاب للمؤمنين وهذه الآية محذوف قبلها أو بعدها عدة آيات تتحدث عن أعمال الحج .
"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأنعام "قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا"وقوله بسورة البقرة "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب "وقوله بسورة البقرة "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "وقوله بسورة التوبة "وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة "فالمكتوم من البينات والهدى هو المخفى من الكتاب الذى هو نور واللاعنون هم الناس والملائكة ولعنة الله هى عذابه فى الدنيا والأخرة والمعنى إن الذين يخفون ما أوحينا من الأحكام أى الحق من بعد ما أبلغناه للخلق فى الوحى أولئك يعذبهم الله ويذمهم الذامون ،يبين الله لنا أن الذين يكتمون المنزل من البينات والمراد الذين يخفون الموحى به من أحكام الله بعد ما أبلغ الله للمسلمين الوحى المكتوم منهم يلعنهم الله أى يعذبهم فى الدنيا والآخرة ويلعنهم اللاعنون والمراد ويذمهم الذامون وبألفاظ أخرى يطلب لهم الناس والملائكة غضب الله ،والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده
"إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " يفسره قوله تعالى بسورة النساء"إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله"وقوله بسورة هود "إلا من تاب وأمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة "فتابوا أى أصلحوا أى بينوا أى اعتصموا بالله أى أخلصوا دينهم لله والتوبة عليهم هى إدخالهم الجنة ومعنى الآية يلعنهم الله واللاعنون إلا الذين أنابوا أى أحسنوا أى أظهروا الحق فأولئك أغفر لهم وأنا الغفور النافع ،يبين الله لنا أن لعنته وهو عذابه ولعنة الناس والملائكة تمنع عن الذين تابوا أى عادوا للحق أى أصلحوا أى أحسنوا أى بينوا أى أظهروا الحق بطاعته ومن ثم يدخلون الجنة .
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار "وقوله بسورة التوبة "وماتوا وهم فاسقون"وقوله بسورة النحل "فعليهم غضب من الله "فالذين كفروا أى كذبوا بآياتنا والموتى وهم كفار يعنى وهم فاسقون ولعنة الله هى غضبه وهى النار ومعنى الآية إن الذين كذبوا بآياتنا وتوفوا وهم فاسقون أولئك لهم غضب الله وذم الملائكة والخلق كلهم ،يبين الله لنا أن الذين كفروا وهم المكذبين بوحى الله وهم الذين ماتوا على تكذيبهم لهم لعنة أى عذاب الله ولعنة أى دعاء الملائكة والناس الذام لهم الطالب غضب الله لهم .
"خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة فاطر"والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها "وقوله بسورة المائدة"وما هم بخارجين من النار" وقوله بسورة البقرة "ولا هم ينصرون"فخالدين تعنى لا يموتوا أى ليسوا خارجين من النار و معنى ينظرون ينصرون ومعنى الآية باقين فيها لا يرفع عنهم العقاب أى لا يرحمون،يبين الله لنا أن الكفار الذين ماتوا على كفرهم هم فى لعنة أى عذاب الله خالدين أى مستمرين فى الإقامة بها لا يرفع عنهم العذاب أى ألم النار أى لا ينظرون أى لا يرحمون فى الآخرة.

Admin
Admin

المساهمات : 5125
تاريخ التسجيل : 27/04/2010

https://kabtalla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى