كعبة الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

كعبة الله
كعبة الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة آل عمران4

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة آل عمران4 Empty تفسير سورة آل عمران4

مُساهمة  Admin الجمعة سبتمبر 24, 2010 4:33 am

"قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"يفسر الجزء الأخير قوله بسورة البقرة"ونحن له عابدون "فمسلمون تعنى عابدون والمعنى قل يا محمد صدقنا بحكم الله أى ما أوحى إلينا وما أوحى إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وأولاد يعقوب والذى أوحى لموسى وعيسى والرسل عليهم الصلاة والسلام من إلههم لا نميز بين أحد منهم ونحن له مطيعون ،يطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للناس :آمنا بالله أى صدقنا بوحى الله وفسره الله بأنه ما أنزل علينا أى الذى أوحى للمسلمين فى عهد محمد(ص)وما أنزل أى أوحى لكل من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وهو أولاد يعقوب عليهم الصلاة والسلام وما أوتى أى والذى أوحى لموسى وعيسى والنبيون وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ،ويبين للناس أن المسلمين لا يفرقون بين أحد من رسل الله والمراد لا يؤمنون ببعض منهم ويكفرون بالبعض الأخر وإنما يؤمنون بهم كلهم وهم لله مسلمون أى مطيعون لحكم الله .
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة المائدة"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار"فإبتغاء دين غير دين الله هو الشرك بالله وكونه من الخاسرين فى الآخرة يعنى حرمانه من الجنة ودخوله النار والمعنى ومن يتخذ سوى الإسلام حكما يطاع فلن يرضى عنه وهو فى القيامة من المعذبين ،يبين الله لنا أن الذى يعتنق أى يطيع دين سوى دين أى حكم الإسلام فى الدنيا لن يقبله الله منه والمراد لن يرضاه الله أى لن يأخذ منه عمله المبنى على هذا الدين وهذا المعتنق لغير الإسلام سيكون فى الآخرة وهى القيامة من الخاسرين وهم المعذبين فى النار والخطاب للنبى(ص).
"كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدى القوم الظالمين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة المنافقون"إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله "فقولهم :نشهد إنك لرسول الله هو شهادتهم أن الرسول حق وقوله بسورة التوبة "والله لا يهدى القوم الكافرين"فالظالمين هم الكافرين والمعنى كيف يرحم الله ناسا كذبوا بعد تصديقهم وأقروا أن النبى عدل وأتاهم الحق والله لا يرحم الناس الكافرين؟ يسأل الله :كيف يهدى قوم كفروا بعد إيمانهم أى كيف يرحم الله ناس كذبوا بحكم الله بعد تصديقهم به وفسر الله إيمانهم بأنهم شهدوا أن الرسول وهو محمد(ص)حق أى عادل فى تأدية الرسالة وقد جاءتهم البينات والمراد وقد أتتهم البراهين على رسالته والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الله لا يهدى أى لا يرحم القوم الظالمين وهم الكافرين بحكم الله ويعاقبهم على كفرهم والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده.
"أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الكهف"ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا"فلعنة الله هى جهنم وقوله بسورة فصلت"وهم لا ينصرون"فينظرون تعنى ينصرون وقوله بسورة البقرة "وما هم بخارجين من النار"فخالدين تعنى أنهم ليسوا خارجين من النار وقوله بسورة الأعراف"والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وأمنوا "فأصلحوا تعنى آمنوا والمعنى أولئك عقابهم أن لهم غضب الله وعذاب الملائكة والخلق كلهم باقين فيها لا يرفع عنهم العقاب أى ليسوا يرحمون إلا الذين أنابوا من بعد كفرهم أى أسلموا فإن الله عفو نافع،يبين الله لنا أن المرتدين عقابهم هو لعنة الله خالدين فيها والمراد لهم عذاب الله باقين فيه لا يخفف عنهم أى لا يمنع عنهم العذاب فى أى وقت وفسر هذا بأنهم لا ينظرون أى لا يرحمون أبدا،ويبين لنا أن للمرتدين لعنة الملائكة والناس والمراد ذم الملائكة والمسلمين لهم وحربهم لهم وقد استثنى الله من المرتدين الذين تابوا أى عادوا إلى الإسلام بعد كفرهم أى أطاعوا حكم الله مرة أخرى فهؤلاء لا يدخلون عذاب الله ولا يجوز للملائكة والمسلمين حربهم لأن الله غفور رحيم أى يعفو عن ذنوبهم وينفعهم برحمته حيث يدخلهم الجنة.
"إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة النساء"لم يكن الله ليغفر لهم "فعدم قبول الله لتوبتهم هو عدم غفرانه لهم وقوله بسورة النمل"وهم فى الآخرة هم الأخسرون"فالضالون هم الأخسرون والمعنى إن الذين كذبوا حكم الله بعد تصديقهم به ثم استمر تكذيبهم لن ترضى إنابتهم وأولئك هم المعذبون ،يبين الله لنا أن الذين كفروا بعد إيمانهم والمراد الذين عصوا حكم الله بعد طاعتهم له تصديقا له ثم ازدادوا كفرا أى ثم استمر عصيانهم حتى موتهم لن تقبل توبتهم أى لن يغفر الله لهم كفرهم لو تابوا عند الموت مصداق لقوله تعالى بسورة النساء"وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن " وهم فى الآخرة هم الضالون أى المعذبون فى النار .
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة يونس"ولو أن لكل نفس ظلمت ما فى الأرض لأفتدت به "فالذين كفروا هم كل نفس ظلمت وقوله بسورة البقرة "ولا يقبل منها عدل"فالعدل هنا هو ملء الأرض ذهبا وهو الفدية وقوله بسورة الرعد"أولئك لهم سوء الحساب"فالعذاب الأليم هو سوء الحساب وقوله بسورة الشورى"وما كان لهم من أولياء"فالناصرين هم الأولياء والمعنى إن الذين كذبوا حكم الله وتوفوا وهم مكذبون به لن يؤخذ من أحدهم قدر الأرض ذهبا ولو بادل به أولئك لهم عقاب شديد وليس لهم منقذين،يبين الله لنا أن الذين كفروا أى عصوا حكم الله وماتوا وهم كفار والمراد وهلكوا وهم عاصين لحكم الله لن يقبل الله منهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به والمراد لن يرضى الله أن يأخذ منه قدر الأرض ذهبا لو أراد أن يبادل به عقابه حتى يدخل الجنة وبالطبع ليس الغرض من القول سوى نفى وجود الفدية فى الأخرة لأن الذهب ليس موجودا مع الناس فى الأخرة لأنهم يجيئون فراداى ليس معهم شىء ،ويبين الله لنا أن الكفار لهم عذاب أليم والمراد عقاب كبير وليس لهم ناصرين أى ليس لهم منقذين من عقاب الله .
"لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم "يفسرها قوله تعالى بسورة آل عمران "وما تفعلوا من خير "فتنفقوا يعنى تفعلوا وما يحبون هو الخير والمعنى لن تدخلوا الجنة حتى تعملوا بما تصدقون وما تعملوا من عمل فإن الله به خبير ،يبين الله للمؤمنين أنهم لن ينالوا البر والمراد لن يدخلوا الجنة حتى ينفقوا مما يحبون والمراد حتى يعملوا بالذى يصدقون وهو حكم الله ،ويبين لهم أن ما ينفقون من شىء أى ما يعملوا من عمل صالح أو سيىء فالله به خبير يحاسب عليه ثوابا أو عقابا .
"كل الطعام كان حل لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة البقرة"إن كنتم مؤمنين"فصادقين تعنى مؤمنين والمعنى جميع أصناف الأكل كانت مباحة لأولاد يعقوب إلا الذى منع يعقوب(ص) نفسه منه من قبل أن توحى التوراة قل فهاتوا التوراة فاقرءوها إن كنتم مؤمنين بها ،يبين الله للمؤمنين واليهود أن الطعام والمراد كل أصناف الأكل من الأنعام كانت حل لبنى إسرائيل والمراد كانت مباحة لأولاد يعقوب إلا ما حرم إسرائيل(ص)على نفسه والمراد ما عدا الأصناف التى حرم يعقوب(ص)نفسه من أكلها وكان هذا قبل أن تنزل أى توحى التوراة إلى موسى(ص)بزمن طويل ،ويطلب الله من رسوله(ص)أن يقول لليهود:فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين والمراد فهاتوا التوراة فاقرءوها لتعرفوا الحق إن كنتم مؤمنين بها وبالطبع رفضوا الطلب لمعرفتهم أن قراءة التوراة ستثبت كذب زعمهم والخطاب للنبى(ص)وما بعده.
"فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"ويقولون على الله الكذب"فافترى تعنى يقول وقوله بسورة البقرة "فأولئك هم الخاسرون "فالظالمون هم الخاسرون والمعنى فمن نسب إلى الله الباطل من بعد هذا فأولئك هم المعذبون ،يبين الله لليهود وغيرهم أن من افترى على الله الكذب والمراد من نسب إلى الله الباطل الذى اخترعه من بعد ما عرف كذبه الأول فعليه أن يعرف أنه من الظالمين أى الكافرين الذين يستحقون دخول عذاب الله .
"إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان أمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين "يفسر القول قوله تعالى بسورة المائدة"جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس"فهدى تعنى قيام والعالمين هم الناس وقوله بسورة البقرة"وأتموا الحج والعمرة لله"فوجوب الحج على الناس هو إتمام الحج له والمعنى إن أسبق مسجد بنى للبشر الذى بمكة أمنا وإعلاما للخلق فيه علامات ظاهرات جدران إبراهيم(ص)ومن أتاه كان مطمئنا ولله على الخلق زيارة المسجد من قدر إليه وصولا ومن كذب فإن الله غنى عن الخلق ،يبين الله لنا أن أول بيت وضع للناس والمراد أن أسبق مسجد بنى من أجل البشر هو البيت الموجود فى بكة وهى مكة المكرمة مباركا أى دائما هدى والمراد إعلاما للعالمين بالحق المكتوب فى اللوح المحفوظ فيه وهم الخلق فيه آيات بينات والمراد وفيه علامات ظاهرات هى مقام إبراهيم(ص) أى مبنى إبراهيم(ص)وهو القبلة أى الكعبة ،ويبين الله لنا أن له على الناس وهم الخلق حق هو حج البيت من استطاع إليه سبيلا والمراد عليهم زيارة الكعبة من قدر على الوصول إليها بأى وسيلة ،ويبين لنا أن من كفر أى عصى أمر الزيارة رغم قدرته على الزيارة فالله غنى عن العالمين أى غير محتاج للناس وهذا يعنى أنه فرض الحج عليهم لنفعهم وليس لنفع نفسه والخطاب للمؤمنين.
"قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"لم تلبسون الحق بالباطل"فالكفر بآيات الله وهى الحق هو إلباسها ثوب الباطل وقوله بسورة يونس"ثم الله شهيد على ما يفعلون"فتعملون تعنى يفعلون وقوله بسورة البقرة"والله بما تعملون عليم"فالشهيد هو العليم والمعنى قل يا أصحاب الوحى السابق لم تكذبون بأحكام الله والله خبير بالذى تصنعون ؟ يطلب الله من رسوله(ص)أن يسأل أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق لم تكفرون بآيات الله والمراد لماذا تكذبون بحكم الله ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بكفرهم حتى يرتدعوا عنه ويبين الله لهم أنه شهيد على ما يعملون أى خبير بالذى يفعلون من عصيانهم لحكمه ومن ثم عليهم أن يبتعدوا عن العصيان حتى لا يعاقبهم والخطاب للنبى (ص)وهو موجه لأهل الكتاب وما بعده .
"قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من أمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون "المعنى قل يا أصحاب الوحى السابق لماذا تردون عن دين الله من صدق به تريدونها منحرفة وأنتم علماء بعاقبة ذلك وما الرب بساهى عن الذى تفعلون ،يطلب الله من رسوله(ص)أن يسأل أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق لم تصدون عن سبيل الله من أمن والمراد لماذا تردون عن دين الله من صدق به؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنه يعلم بأنهم يريدون رد المسلمين عن الإسلام بشتى الطرق والسبب أنهم يبغونها عوجا أى يريدون الدنيا منحرفة والمراد يريدون حكم الدنيا حكما ظالما وهو حكم الجاهلية ويعرفهم الله أنهم شهداء أى علماء بالحق ويعرفون عقاب من يخالفه ويبين لهم أنه ليس بغافل عما يعملون والمراد ليس بساهى عن الذى يفعلون من السيئات وسيحاسبهم عليه والخطاب لأهل الكتاب.
"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد إيمانكم كافرين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين"فبعد الإيمان هنا هو الأعقاب وهى الكفر والكافرين هم الخاسرين وقوله بسورة الأنعام"وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله"فالإيمان بالوحى وهو سبيل الله والمعنى يا أيها الذين صدقوا بوحى الله إن تتبعوا حكم جماعة من الذين أعطوا الوحى السابق يعيدونكم بعد إسلامكم مكذبين به ،يبين الله للمؤمنين أنهم إن يطيعوا أى يتبعوا حكم فريقا من الذين أوتوا الكتاب والمراد جماعة من الذين أعطوا الوحى يحدث التالى :يردونكم بعد إيمانكم كافرين والمراد يرجعونكم بعد إسلامكم مكذبين به وهذا يعنى حرمة طاعة أهل الكتاب فى أى حكم إلا ما وافق حكم الله فى الإسلام ،والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم"يفسر الآية قوله تعالى بسورة مريم"إذا تتلى عليهم آيات الرحمن "فالله هو الرحمن وقوله بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى"فيعتصم بالله تعنى يسلم وجهه لله وهدى تعنى استمسك والصراط المستقيم هو العروة الوثقى والمعنى كيف تكذبون بأحكام الله وأنتم تبلغ لكم أحكام الله ومعكم نبيه(ص)ومن يطع حكم الله فقد رشد إلى دين عادل؟،يسأل الله أهل الإسلام كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله والمراد كيف تعصون حكم الله وأنتم تقرأ عليكم أحكام الله ووسطكم مبعوثه؟والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين أن أسباب عدم كفرهم هى تلاوة آيات الله ووجود الرسول (ص)معهم ومن ثم فهم لن يطيعوا أهل الكتاب وسيطيعون الرسول(ص) ،ويبين الله للمؤمنين أن من يعتصم بالله أى من يحتمى من عذاب الله بطاعة حكمه قد هدى إلى صراط مستقيم أى قد وصل إلى الدين السليم ومن ثم إلى الجزاء العادل وهو الجنة.
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأحزاب"يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا"وقوله بسورة الحج"وجاهدوا فى الله حق جهاده"فاتقوا تعنى اذكروا تعنى جاهدوا وتقاته تعنى جهاده والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله أطيعوا حكم الله أحسن طاعة له أى لا تتوفون إلا وأنتم مطيعون،يطلب الله من المؤمنين أن يتقوه حق تقاته والمراد أن يتبعوا حكمه أفضل اتباع له وفسر ذلك بأن ألا يموتوا إلا وهم مسلمون والمراد ألا يتوفوا إلا وهم متبعون لحكم الله حتى يدخلوا الجنة والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الشورى "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"فاعتصموا تعنى أقيموا وحبل الله هو الدين وقوله بسورة البقرة"كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون "فتهتدون تعنى تتقون والمعنى واحتموا بطاعة دين الله ولا تختلفوا فيه واعلموا فضل الله عليكم حين كنتم كارهين لبعضكم فآنس بين نفوسكم فأصبحتم بفضله أحباء وكنتم على طاعة دين يدخلكم النار فأنجاكم منها هكذا يوضح الله لكم أحكامه لعلكم تطيعون ،يطلب الله من المؤمنين أن يعتصموا بحبل الله والمراد أن يتمسكوا بطاعة حكم الله وفسر هذا بأن طلب منهم ألا يتفرقوا أى ألا يتركوا حكم الله وطلب منهم أن يذكروا نعمة الله عليهم والمراد أن يعلموا رحمة الله بهم إذ كانوا أعداء أى كارهين لبعضهم البعض فألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا والمراد فوفق بين نفوسهم عندما اختاروا كلهم الإسلام دينا لهم فأصبحوا فى دين الله إخوة متحابين وبين لهم أنهم كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها والمراد أنهم كانوا على طاعة دين يدخلهم الجحيم فأنجاهم الله من الجحيم بإسلامهم ،ويبين الله لهم أنه يبين لهم آياته والمراد يفصل لهم الأحكام والسبب هو أن يهتدوا أى يطيعوا الأحكام ليدخلوا الجنة .
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة النور"فأولئك هم الفائزون "فالمفلحون هم الفائزون والمعنى ولتتواجد منكم جماعة تنادى إلى الصلاح أى يطالبون بالخير ويزجرون عن الشر وأولئك هم الفائزون بالرحمة ،يطلب الله من المؤمنين أن يكونوا أمة والمراد يشكلوا فريق منهم تكون مهمته هى أن يدعو إلى الخير والمراد أن يرغب فى الإسلام وفسر الله مهمة الفريق بأنهم يأمرون بالمعروف أى يطالبون الآخرين بعمل الصالحات وينهون عن المنكر والمراد ويزجرون الآخرين عن الشر والمراد يطلبون من الناس البعد عن الجرائم ويبين الله لنا أن المؤمنين هم المفلحون أى الفائزون برحمة الله فى الدنيا والآخرة والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده .
"ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "ولا تكونوا أول كافر به"فالذين تفرقوا هم الكفار وقوله بسورة آل عمران"من بعد ما جاءهم العلم"فالبينات هى العلم وقوله بسورة الحج"فأولئك لهم عذاب مهين"فالعظيم هو المهين والمعنى ولا تصبحوا كالذين كفروا أى كذبوا من بعد ما أتاهم العلم وأولئك لهم عقاب كبير ،يطلب الله من المؤمنين ألا يكونوا كالذين تفرقوا وفسرهم بأنهم الذين اختلفوا والمراد ألا يصبحوا كالذين كذبوا حكم الله أى كفروا به من بعد ما جاءهم البينات والمراد من بعد ما نزل عليهم حكم الله ويبين لهم أن المختلفين لهم عذاب عظيم أى عقاب شديد بسبب الإختلاف.
"يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة عبس"وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة"فابيضاض الوجوه هو اسفارها هو ضحكها هو استبشارها واسوداد الوجوه هو الإغتبار هو الرهق من القترة وقوله بسورة البقرة "أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون"فرحمة الله هى الجنة وقوله بسورة الكهف"ماكثين فيها أبدا"ماكثين فيه تفسر خالدون والمعنى يوم تفرح نفوس وتغتم نفوس فأما الذين اغتمت أنفسهم أكذبتم بعد إسلامكم فادخلوا النار بالذى كنتم تكذبون وأما الذين سعدت نفوسهم ففى جنة الله هم فيها باقون لا يخرجون،يبين الله أن الكفار لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه أى يوم تسعد بعض النفوس ويوم تسود وجوه أى ويوم تغتم نفوس الأخرين فأما الذين اسودت وجوههم وهم الذين ذلت نفوسهم فتقول الملائكة لهم :أكفرتم بعد إيمانكم أى هل كذبتم بعد تصديقكم والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم كفار بحكم الله ويقولون لهم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون أى فادخلوا النار بالذى كنتم تكذبون ،وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون والمراد وأما الذين سعدت نفوسهم ففى جنة الله هم فيها ماكثون لا يخرجون دوما .
"تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة غافر"وما الله يريد ظلما للعباد"فالعالمين هم العباد والمعنى تلك أحكام الله نبلغها لك بالعدل وما الله يحب نقصا لحق العباد،يبين الله لرسوله(ص) أن تلك والمراد ما سبق من الآيات –وهى محذوفة لأن ما سبق من آيات يخاطب المؤمنين والمفروض هو أن آيات الله المذكورة هنا مخاطب بها النبى(ص) وحده-هى آيات أى أحكام الله يتلوها عليه بالحق والمراد يبلغها له فيها العدل ويبين لهم أن الله لا يريد ظلما للعالمين أى وما الله يحب نقص لحق العباد .
"ولله ما فى السموات وما فى الأرض وإلى الله ترجع الأمور"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "ولله ملك السموات والأرض"وقوله بسورة الشورى "ألا إلى الله تصير الأمور"فما فى السموات والأرض هو ملكه للسموات والأرض ومعنى ترجع تصير والمعنى ولله ملك الذى فى السموات والذى فى الأرض وإلى جزاء الله تعود المخلوقات ،يبين الله لرسوله(ص) أن الله يملك التصرف فى مخلوقات السموات والأرض كيف يريد وإلى الله ترجع الأمور والمراد أن المخلوقات تعود إلى جزاء الله ثوابا أو عقابا والخطاب هنا للنبى(ص).
"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة"وكذلك جعلناكم أمة وسطا "فخير أمة هى الأمة الوسط وقوله بسورة النساء"فمنهم من أمن به ومنهم من صد عنه"فالمؤمنون من أمن بالكتاب والفاسقون هم من صدوا عنه وقوله بسورة النساء"ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا "فأمن هى فعلوا ما يوعظون به والمعنى كنتم أحسن جماعة أرسلت للبشر تحكمون بالعدل أى تبعدون عن الظلم وتصدقون بحكم الله ولو صدق أصحاب الوحى السابق لكان أفضل لهم منهم المصدقون ومعظمهم الكافرون ،يبين الله للمؤمنين أنهم خير أمة أخرجت للناس والمراد أنهم أفضل جماعة أرسلت لدعوة الخلق للحق وهذا يعنى أن كل الأمة خوارج أى رسل لله على قدر علمهم بالإسلام وهم يأمرون بالمعروف أى يعملون بالحق وينهون عن المنكر والمراد ويبعدون عن عمل الباطل وهم يؤمنون بالله أى يصدقون بحكم الله الذى يعملون به ،ويبين الله لنا أن أهل الكتاب لو آمنوا والمراد أن أصحاب الوحى السابق لو صدقوا وحى الله لكان خيرا لهم أى أفضل فى الثواب لهم ،ويبين الله لنا أن أهل الكتاب ينقسمون إلى المؤمنين وهم المصدقين بحكم الله والفاسقون وهم المكذبون بحكم الله وهم أكثر أى معظم أهل الكتاب والخطاب هنا وما بعده وما بعده للمؤمنين وهو محذوف.
"لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران"ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا "فالضرر وهو الأذى هنا هو الكلام المسموع والمعنى لن يؤذوكم إلا كلاما وإن يحاربوكم يعطوكم الظهور ثم لا يغلبون ،يبين الله للمؤمنين أن أهل الكتاب وهم هنا اليهود لن يضروهم إلا أذى والمراد لن يؤذوهم سوى بالكلام ولو فرض وقاتلوهم أى وحاربوهم فالنتيجة هى أن يولوهم الأدبار والمراد أن يهربوا حيث يعطوا ظهورهم للحرب فيتركونها ومن ثم لا ينصرون أى لا يغلبون المسلمين وإنما ينهزمون .
"ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأعراف"وذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"فيكفرون تعنى كذبوا ويعتدون تعنى غافلين والمعنى كتبت عليهم المهانة أين وجدوا إلا بسبب من الله وسبب من البشر وعادوا بسخط من الله وكتبت عليهم المذلة ذلك بأنهم كانوا يكذبون بأحكام الله ويذبحون الرسل (ص)دون جرم ارتكبوه ذلك بالذى خالفوا حكم الله أى كانوا يعصون حكم الله ،يبين الله للمؤمنين أن اليهود ضربت عليهم الذلة وفسرها بأنها المسكنة أى المهانة والمراد فرضت عليهم المهانة أين ما ثقفوا والمراد فى أى مكان يوجدوا فيه ويستثنى من الحكم أن يكون لهم حبل من الله أى قوة أى سبب من الله وهى إمدادهم بالأولاد والأموال كما فى قوله بسورة الإسراء"وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا "وحبل من الناس والمراد ضعف الخلق وتراخيهم مع اليهود ومن ثم يستقوى اليهود عليهم ومن ثم باءوا بغضب من الله أى عادوا بعقاب من النار والسبب فى ضرب المسكنة عليهم والغضب هو أنهم كانوا يكفرون بآيات الله والمراد أنهم كانوا يعصون أحكام الله ومن العصيان أنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق والمراد أنهم كانوا يذبحون الرسل(ص)دون جريمة يستحقون عليها القتل وفسر الله كفرهم بأنهم عصوا أى خالفوا حكم الله وفسره بأنهم كانوا يعتدون أى يخالفون حكم الله
"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون كتاب الله أناء الليل وهم يسجدون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة آل عمران "لو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون"فالأمة القائمة هى المؤمنون والمعنى ليسوا متساوين فى الجزاء من أصحاب الوحى السابق جماعة طائعة يطيعون حكم الله استيقاظ الليل وهم يطيعون النهار ،يبين الله للمؤمنين أن أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق ليسوا سواء والمراد ليسوا متساوين عند الله فى الجزاء فمنهم أمة قائمة يتلون كتاب الله والمراد فمنهم جماعة مطيعة يطيعون حكم الله آناء الليل أى أجزاء الليل التى يستيقظون فيها وهم يسجدون أى يطيعون فى النهار وهؤلاء ثوابهم الجنة والخطاب وما بعده للمؤمنين والقول محذوف بعضه ومعناه ليس كفار أهل الكتاب سواء فى الجزاء مع مسلميهم
"يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأولئك من الصالحين"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المؤمنون"والذين هم بآيات ربهم يؤمنون"فيؤمنون بالله تعنى يؤمنون بآيات الله وقوله بسورة التوبة"فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين "فالصالحين هم المهتدين والمعنى يصدقون بحكم الله ويوم القيامة ويعملون بالعدل أى يبعدون عن الظلم أى يسابقون إلى الصالحات وأولئك من المحسنين،يبين الله للمؤمنين أن الأمة القائمة من أهل الكتاب يؤمنون بالله أى يصدقون بوحى الله واليوم الأخر والمراد ويصدقون بيوم القيامة ويأمرون بالمعروف والمراد يعملون بالعدل وفسره بأنهم ينهون عن المنكر والمراد يبعدون عن عمل الظلم وهو الباطل وفسر هذا بأنهم يسارعون إلى الخيرات والمراد يتسابقون إلى عمل الصالحات ويبين الله أن الأمة القائمة من الصالحين أى المحسنين الذين يستحقون دخول الجنة.
"وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله"وقوله بسورة النحل"وهو أعلم بالمهتدين"فيفعلوا تعنى تقدموا وعدم كفره هو وجود ثوابه عند الله والمتقين هم المهتدين والمعنى وما يعملوا من صالح فلن ينقصوه والله خبير بالمطيعين ،يبين الله لنا أن الأمة القائمة ما يفعلوا من خير فلن يكفروه والمراد ما يصنعوا من عمل صالح فلن يضيع الله ثوابه وهو عليم بالمتقين أى خبير بالمطيعين لحكم الله يثيبهم بالجنة فى الآخرة والخطاب وما بعده للمؤمنين وما بعده.

Admin
Admin

المساهمات : 5125
تاريخ التسجيل : 27/04/2010

https://kabtalla.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى