قصيدة صديقى الذى تاه

صديقى الذى تاه
لأتركنك صديقى بعدما نصحتك ووفيت بعهد الخل للخل
سأتركك لأنك لم تسمع ما قلت فكل منا إلى سبيل
ركبت مركب الصعب لا تعرف أين تحط بك الرحال
فسرت على هواك وميلك ومضيت فى الغى والضلال
لذا فعهدى بك ولى وراح لم يعد منه غير ذكريات جمال
تمتعت بالدنيا بما فيها ضربت فى الظلام والوحال
فلم خررت لم تجد من يحملك غيرى سألت أين الخل والمال
سألت فلم تجد من يرد غيرى ولو أنه رد لا يريح البال
أما عن المال فأضعته على موائد للبطون ولهيت به فى الصال
أعطيت فأسخيت بغير حساب فلم تدرى هل هو ذا بال
لم تكن تحسب أن ينضب المعين فصلت وجلت فى الأموال
أما عن الخلان أعطيتهم فأخذوا وأطعمتهم طيب الطعام ورويتهم الزلال
كنت ملىء الجيوب فلما أصبحت لم تجد المال ولا قوت العيال
ذهبت إليهم حسن الظن بهم فهربوا كى لا يردوا على السؤال
ذهبت مرارا فأنكروا معرفتك فقلت أولاد الكلاب كالوبال
فقلت أيتركوننى خالى الوفاض أعانى من ذل السؤال وشر الحال
فعجبت منك وأنت تسأل هذا وقد فروا منك كأنك بالجذام عليل
فليتك أعرت أذنك لى وأصغيت لصوت الحكمة والعقل
فسرت معى على الدرب درب الخير تحمل المشاعل للأجيال
تنير لهم دياجير الظلام تبصرهم أين السهل من المحال
تعلمهم حكمة الحياة من خلال ما حدث من عقاب لمعظم الأجيال