نقد كتاب حرب الأمة على منكر كرامات الأئمة
كعبة الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: القرآنيات
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب حرب الأمة على منكر كرامات الأئمة
نقد كتاب حرب الأمة على منكر كرامات الأئمة
المؤلف هو البرهان الساطع وقطعا هو اسم لشخص خفى والكتاب يدور هو كون التصديق بالكرامات أمر واجب على الناس وفى هذا قال :
بسم الله الذي به تتم الصالحات ( يرفع الذين آمنوا والذين أتوا العلم درجات ) باعث رسله بالهدى والصراط القويم ومصطفي أوليائه ممن سار على ذلك الدرب القويم، فأحاطهم بفضله وأغناهم عمن سواه، أيدهم بفضله أنواع الكرامات والمكاشفات التي تنطق بعظمته وصدق إيمانهم رضي الله عن ميتهم ومتعنا بعمر باقيهم.
فالأولياء لهم درجة عظيمة عند العزيز المتعالي ولا ينكر منزلتهم وعلو درجتهم إلا حاسد حاقد جاهل بأصول الدين فاقد لأدنى التعاليم.
ولقد رأينا في الآونة الأخيرة تطاول بعض أفراخ الوهابية المسمومة على أعلام أئمتنا وفضلاء قادتنا منتقصين أمجاد تاريخهم الحافل بالكرامات والمكاشفات الربانية، وما ذلك منهم إلا حسدا وحقدا فبالباطل ما فتئ مترصدا للحق متصيدا الفرص لجعله يتعثر ولكن هيهات.
فمسيرة المجد الإباضي لم تتوقف عن التقدم حثيثا براياتها الخفاقة وما يفعله هؤلاء المتحجرون ما هو إلا محاولة لنفخ الحصون بأفواههم التي يفوح منها خبث شتم الأتقياء وتكفير الأولياء، فمتى سيرعوي هؤلاء ومتى ستطأر عقولهم المسمومة إلى سماحة الإسلام .
وقد أعددت هذا البحث المتواضع لأبين لهؤلاء الرعاع أن الأمة كلها مجمعة على إثبات الكرامات لأولياء الله الصالحين، كما أن أساطنة الوهابية الذين يبجلونهم قد اعترفوا بتلك الكرامات وأنها باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"
هذا الكلام من البداية لا أساس له فى دين الله كما سنبين وقد استهل الجهل الساطع الكتاب بتعريف الولى فقال:
" تعريف الولي:
في اللغة: القرب والدنو.
في الشرع : الأولياء الذين شرفهم الله بإضافتهم إليه في سورة يونس، يصح أن يكونوا بمعنى الفاعل لنصرهم دين الله والدعاة إليه وأن يكون بمعنى المفعول لإعانة الله لهم على الإخلاص في الطاعة وعلى التقديرين فهم ( أي الأولياء تعريفهم ) من جمع إلى صحة العقيدة القيام بالفرائض والوقوف عند الحدود والتزود بالنوافل)اهـ .
التصديق بكرامات الأولياء من عقيدة أتباع خاتم الأنبياء، لأبن الحنبلي ص12-13
يقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره عند تفسير يونس الآية 62 ما نصه (وقال المتكلمون: ولي الله من يكون آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل ويكون آتيا بالأعمال الصالحة على وفق ما وردت به الشريعة، فهذا كلام مختصر في تفسير الولي.)اهـ."
وولى الله هو كل مسلم أو كل مؤمن ولا يوجد فى المسلمين من هو ولى ومن هو غير ولى فكلهم أولياء الله وقد استدل الجهل الساطع على كلامه بما يلى :
"الدليل من القرآن على وجود آولياء الله:-
قوله تعالى ( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)"
الدليل هنا يعرف الأولياء بكونهم المؤمنين المتقين وكل مسلم لا يمكن إلا أن يكون مؤمنا ومتقيا ومن ثم فلا وجود للولاية المقصورة على البعض دون الباقى من المسلمين فهى أكذوبة لاعادة مقولة الأكابر وألصاغر التى ألغاها الإسلام بقوله :
"إنما المؤمنون إخوة"
فمن اخترعوا حكاية الكرامات أرادوا أن يعطوا المال لمن لا يستحقه عند الله وأعطوه منزلة أن يقبلوا يديه ورجليه ويعظموه بينما واحد منهم كما كان النبى(ص) واحد من البشر كما قال تعالى :
"قل إنما بشر مثلكم"
ثم قال:
قال ابن الحنبلي في ( التصديق بكرامات الأولياء من عقيدة أتباع خاتم الأنبياء) ص7 (روى ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص): إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل من هم يا رسول الله لعلنا نحبهم؟
قال : هم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ) ثم قرأ ( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون) اهـ الحديث في مشكاة المصابيح ج3 برقم 5012 ."
لو اعتبرنا الرواية صحيحة وما هى بصحيحة لأن المجاهدين ومنهم الشهداء لا أحد فى مكانتهم مهما فعل من الصالحات غير الجهاد وفى هذا قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
فالقوم يريدون ان يرفعوا القاعدين من شيوخهم على من رفعه الله وهو تكذيب لكتاب الله
زد على هذا أن كل المسلمين يحبون الله كما قال تعالى:
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله"
فكل المؤمنين متحابون فى الله بمعنى مطيعين له فلا معنى للتحاب فى الله سوى طاعة الله فى الخلق
ثم قال :
"الدليل من السنة على وجود أولياء الله:-
قول الرسول (ص)( إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما أفترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي بها وإن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) البخاري 11/292،297 .
وتعد معاداة أولياء الله من الكبائر فلقد توعد الله من يعادي أوليائه كما في الحديث السابق،وقد أفرد الإمام الذهبي في كتابه الكبائر الكبيرة الحادية والخمسون تحت عنوان أذية أولياء الله تعالى ومعاداتهم."
قطعا لا يوجد فى الرواية أى تحديد للولى بأنه صاحب كرامة أو هو شخص مخصوص من المسلمين والرواية خاطئ للتالى :
الخطأ الأول هو أن الله سمع وبصر ويد ورجل وليه ودعونا نتساءل كيف يكون الله أعضاء وليه ؟إن هذه الخرافة أى كون الله أعضاء وليه هى الحلول والإتحاد بين الإله والمخلوق ومن المعلوم أن الله كان ولا مكان فكيف يكون فى مكان هو جسد الإنسان ؟أليس هذا تناقضا ؟ثم كيف يكون المحب أعضاء وليه وهو يصيبه فيها بالأمراض ؟ألم يعمى الله يعقوبا (ص)ويصيب أيوبا (ص)بالعلل فى الأعضاء؟لو كان الله هو تلك الأعضاء وهو محال ما أصابها المرض أبدا والخطأ الثانى أن الله يتردد فى أمر إماتة المؤمن ويتعارض هذا مع أن أمر الله فورى ليس فيه تردد مصداق لقوله تعالى "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "ولو كان الله يتردد لشابه مخلوقاته فى ترددها وهو ما يناقض قوله "ليس كمثله شىء "
ثم عرف الكرامة فقال :
"الكرامة في اللغة: كرم الشيء بضم الراء كرما بفتحتين، وكرامة إذا نفس وعز فهو كريم، وله علي كرامة أي عزازة.
الكرامة في الشرع: ظهور أمر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن للدعوى النبوة. انظر قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للعلامة الصديق حسن خان تحقيق الدكتور عاصم القريوتي ص106 ."
قطعا لا ذكر للكرامة فى الشرع على الإطلاق والكرامة فى كتاب الله أعطيت لبنى آدم(ص) مسلمهم وكافرهم كما قال تعالى :
" ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر"
كما بين أن الإكرام يكون بسبب التقوى وهى الإسلام فى قوله:
" إن أكرمكم عند اله أتقاكم"
ومن ثم لا يجد أشخاص من المتقين خصهم الله بشىء لأنهم جميعا أكرموا أنفسهم بطاعة حكم الله
وقد نقل الإباضى من كتب السنة ما يثبت الإيمان بهذه المقولة الخاطئة فقال:
اعترافات أئمة الحشوية بالكرامات:-
قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية ( انظر شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس طبعة دار الفكر) ص176-177 ما نصه:-
( ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق عادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وسورة مريم وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة)اهـ
وقال ابن تيميه في مجموعة الرسائل والمسائل ج4-5، ص154-155 طبع دار الكتب العلمية لبنان (1403هـ - 1983م)
فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره، وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناما، وتارة بأن يعلم مالا يعلم غيره وحيا وإلهاما ، أو إنزال علم ضروري، او فراسة صادقه ويسمى كشفا ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات. فالسماع مخاطبات، والرؤية مشاهدات، والعلم مكاشفة ، ويسمى ذلك كله كشفا ومكاشفة ، أي كشف له عنه.
وما كان باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همه وصدقا ودعوه مجابه، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر منه كقوله (من عادي لي وليا فقد بارزني بالمحاربة- وإني لأثار لأوليائي كما يثار الليث المجرد) ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك.
وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض اموره ، كما قال النبي (ص)في المبشرات (هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له) وكما قال النبي (ص)( أنتم شهداء الله في الأرض )."
الكلام السابق ليس فيه أى دليل على صحة تلك العقيدة وأما كون المبشرات الرؤيا الصالحة فكلام صحيح ولكنها ليست كرامة أو خرق لأن الرؤى الصادقة تصح لكل الناس مسلمين وكفار
ثم قال :
وكل واحد من الكشف والتأثير قد يكون قائما به وقد لا يكون قائما به بل يكشف الله حاله ويصنع من حيث لا يحتسب، كما قال يوسف بن اسباط (ما صدق الله عبدا إلا صنع له) وقال أحمد بن حنبل (لو وضع الصدق على جرح لبرأ) لكن من قام بغيره له من الكشف والتغير فهو سببه أيضا، وإن كان خرق العادة في ذلك الغير، فمعجزات الأنبياء وأعلامهم ودلائل نبوتهم تدخل في ذلك) أهـ
وقال ابن تيميه في مجموعة الرسائل والمسائل ج4-5 ص 72: (وتكليم الله لعباده على ثلاثة اوجه: من وراء حجاب كما كلم موسى، وبإرسال رسول كما أرسل الملائكة إلى الأنبياء، وبالإيحاء وهذا فيه للولي نصيب، وأما المرتبتان الأوليان فإنهما للأنبياء خاصة) اهـ
وقال ص153: (وإن كان اسم معجزه يعم كل خارق للعادة في اللغة وعرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد بن حنبل وغيره –ويسمونها بالآيات- لكن الكثير من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي، وجماعهما الأمر الخارق للعادة)اهـ
وقال ص157 (وأما المعجزات التي لغير الأنبياء من باب الكشف والعلم فمثل قول عمر في قصة سارية وإخبار أبي بكر بان ببطن زوجته أنثى، وإخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلا.
وقصة صاحب موسى في علمه بحال الغلام والقدرة مثل قصة الذي عنده علم من الكتاب، وقصة أهل الكهف، وقصة مريم وقصة خالد بن الوليد وسفينة مولى رسول الله (ص)وأبي مسلم الخولاني، وأشياء يطول شرحها، فإن تعداد هذا مثل المطر، وإنما الغرض التمثيل)اهـ
وقال ص157 (الخارق كشفا كان أو تأثيرا إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها دينا وشرعا إما واجب وإما مستحب، وان حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التي تقتضي شكرا)اهـ
وقال ص160 (كلمات الله قدريه كونيه ومنها الخوارق وشرعيه وأقسام الناس فيهما 3: (فالأولى) قدريه كونيه (والثانية) شرعيه دينيه، وكشف الأولى العلم بالحوادث الكونية وكشف الثانية العلم بالمأمورات الشرعية وقدرة الأولى التأثير في الكونيات وقدرة الثانية التأثير في الشرعيات، وكما أن الأولى تنقسم إلى تأثير في نفسه، كمشيه على الماء وطيرانه في الهواء وجلوسه في النار وإلى تأثير في غيره بأسقام وإصحاح وإهلاك وإغناء وإفقار فكذلك الثانية تنقسم إلى تأثير في نفسه بطاعته لله ورسوله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله باطنا وظاهرا وإلى تأثير في غيره بأن يأمر بطاعة الله ورسوله فيطاع في ذلك طاعة شرعية بحيث تقبل النفوس ما يأمرها به من طاعة الله ورسوله في الكلمات الدينيات كما قبلت من الأول ما أراد تكوينه فيها بالكلمات الكونيات.)اهـ
قال شارح الطحاوية في صفحة 495 نقلا عن السهروردي في عوارفه (وهذا أصل كبير في الباب فإن كثيرا من المجتهدين المتعبدين سمعوا بالسلف الصالحين المتقدمين، وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فنفوسهم لا تزال تتطلع إلى شئ من ذلك .... ان الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك - أي الكرامات - بابا. والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا والخروج عن دواعي الهوى. فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل كرامة .... وقول المعتزلة في إنكار الكرامات ظاهر البطلان فإنه بمنزلة إنكار المحسوسات)اهـ
قال ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ج3ص238 ( والكشف الرحماني من هذا النوع هو مثل كشف أبي بكر لما قال لعائشة رضي الله عنهما إن امرأته حامل بأنثى وكشف عمر رضي الله عنه لما قال: يا سارية الجبل، وأضعاف هذا من كشف أولياء الرحمن)اهـ
يروي ابن الحنبلي في كتابه السالف ذكره ص20 نقلا عن كتاب دراسات في السيرة النبوية للشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين ص295 حيث قال ما نصه ( ويؤمن أهل السنة والجماعة بالمعجزات والخوارق كما روتها الأخبار الصحيحة دون تحريف أو تأويل أو تعطيل ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء) اهـ
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي القحطاني النجدي في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ، ط2 1402هـ، دار العربية للطباعة والنشر، بيروت، ص153 ناقلا عن الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ما نصه ( ولا ننكر كرامات الأولياء ، ونعترف لهم بالحق ، وانهم على هدى من ربهم مهما ساروا على الطريق الشريعة والقوانين المرعية) اهـ
قال عمر سليمان الأشقر في الرسل والرسالات ص155 ( يعطي الله بعض عباده أمورا خارقة للعادة إكراما لهم لصالحهم وقوة إيمانهم وقد يكون ذلك سدا لحاجتهم كالحاجة للطعام والشراب والأمن وقد يعطيهم ذلك لنصرة دينه ورفعة كلمته وإحقاقا للحق وإبطالا للباطل )اهـ
يقول محمد خليل هراس في شرحه للعقيدة الواسطية لأبن تيمية ص177 ( وقد تواترت نصوص الكتاب والسنة ، ودلت الوقائع قديما وحديثا على وقوع كرامات الله لأوليائه المتبعين لهدى أنبيائهم ، والكرامة أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي من أوليائه معونة له على أمر ديني أو دنيوي) اهـ
وقال ص178: ( هذا ولم تزال الكرامات موجدة لم تنقطع في هذه الأمة إلى يوم القيامة والمشاهدة أكبر دليلا وأنكر الفلاسفة كرامات الأولياء كما أنكروا معجزات الأنبياء ، وأنكر الكرامات أيضا المعتزلة وبعض الأشاعرة بدعوى إلتباسها بالمعجزة وهي دعوى باطلة لأن الكرامة كما قلنا لا تقترن بدعوى الرسالة )اهـ
قال ابن الحنبلي في التصديق بكرامات الأولياء ص 139 ( لقد كثرت الكرامات في العصور المتأخرة عنها في عهد الصحابة وذلك لأن الكرامات لتثبيت الناس في إيمانهم ووصلهم بربهم، ولكن ما للمتأخرين من كرامة إلا وللمتقدمين خير منها. سئل الإمام أحمد: ما بال الصحابة لا ينقل عنهم من الكرامات ما نقل عما بعدهم ؟ فقال لقوة إيمانهم)اهـ
وقال ص140 ( تظهر الكرامات على أيدي العباد أكثر من العلماء ، وقد سئل الإمام النووي عن ذلك فقال ( لعزة الإخلاص في العلماء دون العباد) اهـ
وذكر ابن تيميه الكثير من الكرامات لبعض الأولياء في مجموع الفتاوي ج11 انظر ص277-282 ومن ذلك :
دعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمي بصرها واقتلها في أرضها ، فعميت ووقعت في حفرة من أرضها فماتت.
وكان عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق له أعضائه وقت الوضوء ، فكانت وقت الوضوء تطلق له أعضاؤه وثم تعود بعده. اهـ
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري كتاب التعبيرج14ص402 حديث6990: (وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه (ص)في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شئ، فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك، وفي إنكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره)اهـ
قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين مجلد3 ص132 (وكذلك قد تهب رياح الألطاف وتنكشف الحجب عن أعين القلوب فينجلي فيها بعض ما هو مسطور في اللوح المحفوظ، ويكون ذلك تارة عند المنام فيعلم به ما يكون في المستقبل.
وتمام ارتفاع الحجاب بالموت فبه ينكشف الغطاء، وينكشف أيضا في اليقظة حتى يرتفع الحجاب بلطف خفي من الله تعالى، فيلمع في القلوب من وراء ستر الغيب شيء من غرائب العلم تارة كالبرق الخاطف، وأخرى على التوالي إلى حد ما)اهـ
وقال ص140 (وكان أبو الخير التيناني هذا مشهورا بالكرامات وقال إبراهيم الرقي: قصدته مسلما عليه فحضرت صلاة المغرب فلم يكد يقرأ الفاتحة مستويا فقلت في نفسي: ضاعت سفرتي فلما سلم خرجت إلى الطهارة فقصدني سبع فعدت إلى أبي الخير وقلت: قصدني سبع، فخرج وصاح به وقال: ألم أقل لك لا تتعرض لضيفاني فتنحى الأسد فتطهرت فلما رجعت قال لي: اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد، واشتغلنا بتقويم البواطن فخافنا الأسد.
وما حكي من تفرس المشايخ وإخبارهم عن اعتقادات الناس وضمائرهم يخرج عن الحصر، بل ما حكي عنهم من مشاهدة الخضر عليه السلام والسؤال منه، ومن سماع صوت الهاتف، ومن فنون الكرامات خارج عن الحصر والحكاية لا تنفع الجاحد ما لم يشاهد ذلك من نفسه، ومن أنكر الأصل أنكر التفصيل والدليل القاطع الذي لا يقدر أحد جحده أمران.
أحدهما: عجائب الرؤيا الصادقة فإنه ينكشف بها الغيب وإذا جاز ذلك في النوم فلا يستحيل أيضا في اليقظة فلم يفارق النوم اليقظة إلا في ركود الحواس وعدم اشتغالها بالمحسوسات فكم من مستيقظ غائص لا يسمع ولا يبصر لاشتغاله بنفسه.
والثاني: إخبار رسول الله (ص)عن الغيب وأمور في المستقبل كما اشتمل عليه القرآن وإذا جاز ذلك للنبي (ص)جاز لغيره إذ النبي عبارة عن شخص كوشف بحقائق الأمور وشغل بإصلاح الخلق فلا يستحيل أن يكون في الوجود شخص مكاشف بالحقائق ولا يشتغل بإصلاح الخلق، وهذا لا يسمى نبيا بل يسمى وليا، فمن آمن بالأنبياء وصدق بالرؤيا الصحيحة لزمه لا محالة أن يقر بأن القلب له بابان: باب إلى خارج وهو الحواس، وباب إلى الملكوت من داخل القلب وهو باب الإلهام والنفث في الروع والوحي)اهـ"
وكل ما سبق من كلام لا قيمة له لأنه يخالف كتاب الله فى أنه منع الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
فهل نكذب الله ونصدق هؤلاء ؟
كلا وألف كلا بل نكذب كل من تحدثوا خطأ فى الموضوع
ثم تحدث عن الرؤيا فقال:
"باب الرؤيا:-
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك أن رسول الله قال: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) الحديث 6983من صحيح البخاري.
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة) الحديث6990 من صحيح البخاري.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى( قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) :
( الرؤيا حالة شريفة، ومنزلة رفيعة؛ قال (ص)«لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة الصادقة يراها الرجل الصالح أو ترى له». وقال: «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا». وحكم (ص)بأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، وروي «من سبعين جزءا من النبوة)
ثم قال (وإلى هذا المعنى أشار أبو عمر بن عبد البر فقال: ... فمن خلصت نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه، كانت رؤياه أصدق، وإلى النبوة أقرب: كما أن الأنبياء يتفاضلون؛ قال الله تعالى: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض} )اهـ
وقال (ولا ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد وشرذمة من المعتزلة.)اهـ
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم باب الرؤيا (قال الخطابي: وقال بعض العلماء معنى الحديث أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة لأنها جزء باق من النبوة والله أعلم.)اهـ
وقال (قال القاضي: معنى هذه اللفظة عندهم كثيرا ما كان يفعل كذا كأنه قال من شأنه، وفي الحديث الحث على علم الرؤيا والسؤال عنها وتأويلها )اهـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري كتاب التعبيرحديث6983 ج14ص386-393 ما نصه: ( وقال الخطابي قيل معناه أن الرؤيا تجئ على موافقة النبوة لا إنها جزء باق منها وقيل المعنى إنها جزء من علم النبوة وإن انقطعت فعملها باق، وتعقب بقول مالك فيما حكاه ابن عبد البر أنه سأل: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال أبالنبوة يلعب؟ ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يلعب بالنبوة )اهـ
قال البغوي في شرح السنه ج12 ص211 (الصحيح منها ما كان من الله عز وجل يأتيك به ملك الرؤيا من نسخة أم الكتاب)اهـ
قال العيني في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري باب المبشرات الحديث 6990 (وقال ابن التين. معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا. فإن قيل: يرد عليه الإلهام لأن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع في غير الأنبياء كما تقدم في مناقب عمر، رضي الله تعالى عنه، قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون، وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء، وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا.)اهـ
قال ابن القيم في حادي الأرواح ص13- 14 ما نصه ( ويصدقون بخروج الدجال وأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يقتله، ويؤمنون بمنكر ونكير والمعراج والرؤيا في المنام )اهـ
وقال في مدارج السالكين ج1 ص86 ( المرتبة العاشرة من مراتب الهداية – الرؤيا الصادقة. وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ
وقال في نفس الصفحة ( والرؤيا مبدأ الوحي.. وصدقه بحسب صدق الرائي وأصدق الناس رؤيا اصدقهم حديثا وهي عند إقتراب الزمان لا تكاد تخطئ)اهـ
قال العلامة أحمد القسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري طبعه دار الفكر ج 10 (ص 119) ما نصه ( كما أن الرؤيا الصالحة مبشرة تنبئ عن وفور أنوار عالم الغيب وإنارة مطالع الهدايات بسبب الرؤيا التي هي جزء يسير من أجزاء النبوة)اهـ
وقال ج10 ص124 ما نصه ( وقال ابن العربي أجزاء النبوة في الجملة لا يعلم حقيقتها إلا نبي أو ملك وإنما القدر الذي أراد (ص)أن يبينه أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوه في الجملة لأن فيها إطلاع على الغيب)اهـ
هذا وأرجو أم موفقا للرد على الوهابي الجاهل الذي حاول أن ينتقص المذهب حسدا من نفسه وحقدا لكثرة الكرامات في تاريخه، هذا فإن كنت قد وفقت فهو فضل من الله وإن كان هناك قصور فمن نفسي"
قطعا روايات انقسام النبوة لسبعين وستين وست وأ ربعين لا يمكن تصديقها فالنبوة شىء واحد هو إيتاء النبى الوحى من الله وهو الكتاب وأما رواية المبشرات فصحيحة المعنى
ولو أن من كتبوا فى الموضوع فكروا فى هذه الخرافة لسألوا أنفسهم :
أين هذه الكرامات والأمة تتوالى عليها آلاف مؤلفة من الهزائم منذ انتهاء دولة المسلمين الأخيرة ؟
لأجابوا لا يوجد كرامات
المؤلف هو البرهان الساطع وقطعا هو اسم لشخص خفى والكتاب يدور هو كون التصديق بالكرامات أمر واجب على الناس وفى هذا قال :
بسم الله الذي به تتم الصالحات ( يرفع الذين آمنوا والذين أتوا العلم درجات ) باعث رسله بالهدى والصراط القويم ومصطفي أوليائه ممن سار على ذلك الدرب القويم، فأحاطهم بفضله وأغناهم عمن سواه، أيدهم بفضله أنواع الكرامات والمكاشفات التي تنطق بعظمته وصدق إيمانهم رضي الله عن ميتهم ومتعنا بعمر باقيهم.
فالأولياء لهم درجة عظيمة عند العزيز المتعالي ولا ينكر منزلتهم وعلو درجتهم إلا حاسد حاقد جاهل بأصول الدين فاقد لأدنى التعاليم.
ولقد رأينا في الآونة الأخيرة تطاول بعض أفراخ الوهابية المسمومة على أعلام أئمتنا وفضلاء قادتنا منتقصين أمجاد تاريخهم الحافل بالكرامات والمكاشفات الربانية، وما ذلك منهم إلا حسدا وحقدا فبالباطل ما فتئ مترصدا للحق متصيدا الفرص لجعله يتعثر ولكن هيهات.
فمسيرة المجد الإباضي لم تتوقف عن التقدم حثيثا براياتها الخفاقة وما يفعله هؤلاء المتحجرون ما هو إلا محاولة لنفخ الحصون بأفواههم التي يفوح منها خبث شتم الأتقياء وتكفير الأولياء، فمتى سيرعوي هؤلاء ومتى ستطأر عقولهم المسمومة إلى سماحة الإسلام .
وقد أعددت هذا البحث المتواضع لأبين لهؤلاء الرعاع أن الأمة كلها مجمعة على إثبات الكرامات لأولياء الله الصالحين، كما أن أساطنة الوهابية الذين يبجلونهم قد اعترفوا بتلك الكرامات وأنها باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها"
هذا الكلام من البداية لا أساس له فى دين الله كما سنبين وقد استهل الجهل الساطع الكتاب بتعريف الولى فقال:
" تعريف الولي:
في اللغة: القرب والدنو.
في الشرع : الأولياء الذين شرفهم الله بإضافتهم إليه في سورة يونس، يصح أن يكونوا بمعنى الفاعل لنصرهم دين الله والدعاة إليه وأن يكون بمعنى المفعول لإعانة الله لهم على الإخلاص في الطاعة وعلى التقديرين فهم ( أي الأولياء تعريفهم ) من جمع إلى صحة العقيدة القيام بالفرائض والوقوف عند الحدود والتزود بالنوافل)اهـ .
التصديق بكرامات الأولياء من عقيدة أتباع خاتم الأنبياء، لأبن الحنبلي ص12-13
يقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره عند تفسير يونس الآية 62 ما نصه (وقال المتكلمون: ولي الله من يكون آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل ويكون آتيا بالأعمال الصالحة على وفق ما وردت به الشريعة، فهذا كلام مختصر في تفسير الولي.)اهـ."
وولى الله هو كل مسلم أو كل مؤمن ولا يوجد فى المسلمين من هو ولى ومن هو غير ولى فكلهم أولياء الله وقد استدل الجهل الساطع على كلامه بما يلى :
"الدليل من القرآن على وجود آولياء الله:-
قوله تعالى ( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)"
الدليل هنا يعرف الأولياء بكونهم المؤمنين المتقين وكل مسلم لا يمكن إلا أن يكون مؤمنا ومتقيا ومن ثم فلا وجود للولاية المقصورة على البعض دون الباقى من المسلمين فهى أكذوبة لاعادة مقولة الأكابر وألصاغر التى ألغاها الإسلام بقوله :
"إنما المؤمنون إخوة"
فمن اخترعوا حكاية الكرامات أرادوا أن يعطوا المال لمن لا يستحقه عند الله وأعطوه منزلة أن يقبلوا يديه ورجليه ويعظموه بينما واحد منهم كما كان النبى(ص) واحد من البشر كما قال تعالى :
"قل إنما بشر مثلكم"
ثم قال:
قال ابن الحنبلي في ( التصديق بكرامات الأولياء من عقيدة أتباع خاتم الأنبياء) ص7 (روى ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص): إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل من هم يا رسول الله لعلنا نحبهم؟
قال : هم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ) ثم قرأ ( ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون) اهـ الحديث في مشكاة المصابيح ج3 برقم 5012 ."
لو اعتبرنا الرواية صحيحة وما هى بصحيحة لأن المجاهدين ومنهم الشهداء لا أحد فى مكانتهم مهما فعل من الصالحات غير الجهاد وفى هذا قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
فالقوم يريدون ان يرفعوا القاعدين من شيوخهم على من رفعه الله وهو تكذيب لكتاب الله
زد على هذا أن كل المسلمين يحبون الله كما قال تعالى:
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله"
فكل المؤمنين متحابون فى الله بمعنى مطيعين له فلا معنى للتحاب فى الله سوى طاعة الله فى الخلق
ثم قال :
"الدليل من السنة على وجود أولياء الله:-
قول الرسول (ص)( إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما أفترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي بها وإن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شىء أنا فاعله ترددى عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته) البخاري 11/292،297 .
وتعد معاداة أولياء الله من الكبائر فلقد توعد الله من يعادي أوليائه كما في الحديث السابق،وقد أفرد الإمام الذهبي في كتابه الكبائر الكبيرة الحادية والخمسون تحت عنوان أذية أولياء الله تعالى ومعاداتهم."
قطعا لا يوجد فى الرواية أى تحديد للولى بأنه صاحب كرامة أو هو شخص مخصوص من المسلمين والرواية خاطئ للتالى :
الخطأ الأول هو أن الله سمع وبصر ويد ورجل وليه ودعونا نتساءل كيف يكون الله أعضاء وليه ؟إن هذه الخرافة أى كون الله أعضاء وليه هى الحلول والإتحاد بين الإله والمخلوق ومن المعلوم أن الله كان ولا مكان فكيف يكون فى مكان هو جسد الإنسان ؟أليس هذا تناقضا ؟ثم كيف يكون المحب أعضاء وليه وهو يصيبه فيها بالأمراض ؟ألم يعمى الله يعقوبا (ص)ويصيب أيوبا (ص)بالعلل فى الأعضاء؟لو كان الله هو تلك الأعضاء وهو محال ما أصابها المرض أبدا والخطأ الثانى أن الله يتردد فى أمر إماتة المؤمن ويتعارض هذا مع أن أمر الله فورى ليس فيه تردد مصداق لقوله تعالى "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "ولو كان الله يتردد لشابه مخلوقاته فى ترددها وهو ما يناقض قوله "ليس كمثله شىء "
ثم عرف الكرامة فقال :
"الكرامة في اللغة: كرم الشيء بضم الراء كرما بفتحتين، وكرامة إذا نفس وعز فهو كريم، وله علي كرامة أي عزازة.
الكرامة في الشرع: ظهور أمر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن للدعوى النبوة. انظر قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للعلامة الصديق حسن خان تحقيق الدكتور عاصم القريوتي ص106 ."
قطعا لا ذكر للكرامة فى الشرع على الإطلاق والكرامة فى كتاب الله أعطيت لبنى آدم(ص) مسلمهم وكافرهم كما قال تعالى :
" ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر"
كما بين أن الإكرام يكون بسبب التقوى وهى الإسلام فى قوله:
" إن أكرمكم عند اله أتقاكم"
ومن ثم لا يجد أشخاص من المتقين خصهم الله بشىء لأنهم جميعا أكرموا أنفسهم بطاعة حكم الله
وقد نقل الإباضى من كتب السنة ما يثبت الإيمان بهذه المقولة الخاطئة فقال:
اعترافات أئمة الحشوية بالكرامات:-
قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية ( انظر شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس طبعة دار الفكر) ص176-177 ما نصه:-
( ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق عادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وسورة مريم وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة)اهـ
وقال ابن تيميه في مجموعة الرسائل والمسائل ج4-5، ص154-155 طبع دار الكتب العلمية لبنان (1403هـ - 1983م)
فما كان من الخوارق من باب العلم، فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره، وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة ومناما، وتارة بأن يعلم مالا يعلم غيره وحيا وإلهاما ، أو إنزال علم ضروري، او فراسة صادقه ويسمى كشفا ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات. فالسماع مخاطبات، والرؤية مشاهدات، والعلم مكاشفة ، ويسمى ذلك كله كشفا ومكاشفة ، أي كشف له عنه.
وما كان باب القدرة فهو التأثير، وقد يكون همه وصدقا ودعوه مجابه، وقد يكون من فعل الله الذي لا تأثير له فيه بحال، مثل هلاك عدوه بغير أثر منه كقوله (من عادي لي وليا فقد بارزني بالمحاربة- وإني لأثار لأوليائي كما يثار الليث المجرد) ومثل تذليل النفوس له ومحبتها إياه ونحو ذلك.
وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض اموره ، كما قال النبي (ص)في المبشرات (هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له) وكما قال النبي (ص)( أنتم شهداء الله في الأرض )."
الكلام السابق ليس فيه أى دليل على صحة تلك العقيدة وأما كون المبشرات الرؤيا الصالحة فكلام صحيح ولكنها ليست كرامة أو خرق لأن الرؤى الصادقة تصح لكل الناس مسلمين وكفار
ثم قال :
وكل واحد من الكشف والتأثير قد يكون قائما به وقد لا يكون قائما به بل يكشف الله حاله ويصنع من حيث لا يحتسب، كما قال يوسف بن اسباط (ما صدق الله عبدا إلا صنع له) وقال أحمد بن حنبل (لو وضع الصدق على جرح لبرأ) لكن من قام بغيره له من الكشف والتغير فهو سببه أيضا، وإن كان خرق العادة في ذلك الغير، فمعجزات الأنبياء وأعلامهم ودلائل نبوتهم تدخل في ذلك) أهـ
وقال ابن تيميه في مجموعة الرسائل والمسائل ج4-5 ص 72: (وتكليم الله لعباده على ثلاثة اوجه: من وراء حجاب كما كلم موسى، وبإرسال رسول كما أرسل الملائكة إلى الأنبياء، وبالإيحاء وهذا فيه للولي نصيب، وأما المرتبتان الأوليان فإنهما للأنبياء خاصة) اهـ
وقال ص153: (وإن كان اسم معجزه يعم كل خارق للعادة في اللغة وعرف الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد بن حنبل وغيره –ويسمونها بالآيات- لكن الكثير من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما، فيجعل المعجزة للنبي والكرامة للولي، وجماعهما الأمر الخارق للعادة)اهـ
وقال ص157 (وأما المعجزات التي لغير الأنبياء من باب الكشف والعلم فمثل قول عمر في قصة سارية وإخبار أبي بكر بان ببطن زوجته أنثى، وإخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلا.
وقصة صاحب موسى في علمه بحال الغلام والقدرة مثل قصة الذي عنده علم من الكتاب، وقصة أهل الكهف، وقصة مريم وقصة خالد بن الوليد وسفينة مولى رسول الله (ص)وأبي مسلم الخولاني، وأشياء يطول شرحها، فإن تعداد هذا مثل المطر، وإنما الغرض التمثيل)اهـ
وقال ص157 (الخارق كشفا كان أو تأثيرا إن حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها دينا وشرعا إما واجب وإما مستحب، وان حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التي تقتضي شكرا)اهـ
وقال ص160 (كلمات الله قدريه كونيه ومنها الخوارق وشرعيه وأقسام الناس فيهما 3: (فالأولى) قدريه كونيه (والثانية) شرعيه دينيه، وكشف الأولى العلم بالحوادث الكونية وكشف الثانية العلم بالمأمورات الشرعية وقدرة الأولى التأثير في الكونيات وقدرة الثانية التأثير في الشرعيات، وكما أن الأولى تنقسم إلى تأثير في نفسه، كمشيه على الماء وطيرانه في الهواء وجلوسه في النار وإلى تأثير في غيره بأسقام وإصحاح وإهلاك وإغناء وإفقار فكذلك الثانية تنقسم إلى تأثير في نفسه بطاعته لله ورسوله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله باطنا وظاهرا وإلى تأثير في غيره بأن يأمر بطاعة الله ورسوله فيطاع في ذلك طاعة شرعية بحيث تقبل النفوس ما يأمرها به من طاعة الله ورسوله في الكلمات الدينيات كما قبلت من الأول ما أراد تكوينه فيها بالكلمات الكونيات.)اهـ
قال شارح الطحاوية في صفحة 495 نقلا عن السهروردي في عوارفه (وهذا أصل كبير في الباب فإن كثيرا من المجتهدين المتعبدين سمعوا بالسلف الصالحين المتقدمين، وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فنفوسهم لا تزال تتطلع إلى شئ من ذلك .... ان الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك - أي الكرامات - بابا. والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا والخروج عن دواعي الهوى. فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل كرامة .... وقول المعتزلة في إنكار الكرامات ظاهر البطلان فإنه بمنزلة إنكار المحسوسات)اهـ
قال ابن القيم الجوزية في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ج3ص238 ( والكشف الرحماني من هذا النوع هو مثل كشف أبي بكر لما قال لعائشة رضي الله عنهما إن امرأته حامل بأنثى وكشف عمر رضي الله عنه لما قال: يا سارية الجبل، وأضعاف هذا من كشف أولياء الرحمن)اهـ
يروي ابن الحنبلي في كتابه السالف ذكره ص20 نقلا عن كتاب دراسات في السيرة النبوية للشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين ص295 حيث قال ما نصه ( ويؤمن أهل السنة والجماعة بالمعجزات والخوارق كما روتها الأخبار الصحيحة دون تحريف أو تأويل أو تعطيل ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء) اهـ
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي القحطاني النجدي في الدرر السنية في الأجوبة النجدية ، ط2 1402هـ، دار العربية للطباعة والنشر، بيروت، ص153 ناقلا عن الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب ما نصه ( ولا ننكر كرامات الأولياء ، ونعترف لهم بالحق ، وانهم على هدى من ربهم مهما ساروا على الطريق الشريعة والقوانين المرعية) اهـ
قال عمر سليمان الأشقر في الرسل والرسالات ص155 ( يعطي الله بعض عباده أمورا خارقة للعادة إكراما لهم لصالحهم وقوة إيمانهم وقد يكون ذلك سدا لحاجتهم كالحاجة للطعام والشراب والأمن وقد يعطيهم ذلك لنصرة دينه ورفعة كلمته وإحقاقا للحق وإبطالا للباطل )اهـ
يقول محمد خليل هراس في شرحه للعقيدة الواسطية لأبن تيمية ص177 ( وقد تواترت نصوص الكتاب والسنة ، ودلت الوقائع قديما وحديثا على وقوع كرامات الله لأوليائه المتبعين لهدى أنبيائهم ، والكرامة أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي من أوليائه معونة له على أمر ديني أو دنيوي) اهـ
وقال ص178: ( هذا ولم تزال الكرامات موجدة لم تنقطع في هذه الأمة إلى يوم القيامة والمشاهدة أكبر دليلا وأنكر الفلاسفة كرامات الأولياء كما أنكروا معجزات الأنبياء ، وأنكر الكرامات أيضا المعتزلة وبعض الأشاعرة بدعوى إلتباسها بالمعجزة وهي دعوى باطلة لأن الكرامة كما قلنا لا تقترن بدعوى الرسالة )اهـ
قال ابن الحنبلي في التصديق بكرامات الأولياء ص 139 ( لقد كثرت الكرامات في العصور المتأخرة عنها في عهد الصحابة وذلك لأن الكرامات لتثبيت الناس في إيمانهم ووصلهم بربهم، ولكن ما للمتأخرين من كرامة إلا وللمتقدمين خير منها. سئل الإمام أحمد: ما بال الصحابة لا ينقل عنهم من الكرامات ما نقل عما بعدهم ؟ فقال لقوة إيمانهم)اهـ
وقال ص140 ( تظهر الكرامات على أيدي العباد أكثر من العلماء ، وقد سئل الإمام النووي عن ذلك فقال ( لعزة الإخلاص في العلماء دون العباد) اهـ
وذكر ابن تيميه الكثير من الكرامات لبعض الأولياء في مجموع الفتاوي ج11 انظر ص277-282 ومن ذلك :
دعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمي بصرها واقتلها في أرضها ، فعميت ووقعت في حفرة من أرضها فماتت.
وكان عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق له أعضائه وقت الوضوء ، فكانت وقت الوضوء تطلق له أعضاؤه وثم تعود بعده. اهـ
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري كتاب التعبيرج14ص402 حديث6990: (وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه (ص)في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شئ، فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك، وفي إنكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره)اهـ
قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين مجلد3 ص132 (وكذلك قد تهب رياح الألطاف وتنكشف الحجب عن أعين القلوب فينجلي فيها بعض ما هو مسطور في اللوح المحفوظ، ويكون ذلك تارة عند المنام فيعلم به ما يكون في المستقبل.
وتمام ارتفاع الحجاب بالموت فبه ينكشف الغطاء، وينكشف أيضا في اليقظة حتى يرتفع الحجاب بلطف خفي من الله تعالى، فيلمع في القلوب من وراء ستر الغيب شيء من غرائب العلم تارة كالبرق الخاطف، وأخرى على التوالي إلى حد ما)اهـ
وقال ص140 (وكان أبو الخير التيناني هذا مشهورا بالكرامات وقال إبراهيم الرقي: قصدته مسلما عليه فحضرت صلاة المغرب فلم يكد يقرأ الفاتحة مستويا فقلت في نفسي: ضاعت سفرتي فلما سلم خرجت إلى الطهارة فقصدني سبع فعدت إلى أبي الخير وقلت: قصدني سبع، فخرج وصاح به وقال: ألم أقل لك لا تتعرض لضيفاني فتنحى الأسد فتطهرت فلما رجعت قال لي: اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد، واشتغلنا بتقويم البواطن فخافنا الأسد.
وما حكي من تفرس المشايخ وإخبارهم عن اعتقادات الناس وضمائرهم يخرج عن الحصر، بل ما حكي عنهم من مشاهدة الخضر عليه السلام والسؤال منه، ومن سماع صوت الهاتف، ومن فنون الكرامات خارج عن الحصر والحكاية لا تنفع الجاحد ما لم يشاهد ذلك من نفسه، ومن أنكر الأصل أنكر التفصيل والدليل القاطع الذي لا يقدر أحد جحده أمران.
أحدهما: عجائب الرؤيا الصادقة فإنه ينكشف بها الغيب وإذا جاز ذلك في النوم فلا يستحيل أيضا في اليقظة فلم يفارق النوم اليقظة إلا في ركود الحواس وعدم اشتغالها بالمحسوسات فكم من مستيقظ غائص لا يسمع ولا يبصر لاشتغاله بنفسه.
والثاني: إخبار رسول الله (ص)عن الغيب وأمور في المستقبل كما اشتمل عليه القرآن وإذا جاز ذلك للنبي (ص)جاز لغيره إذ النبي عبارة عن شخص كوشف بحقائق الأمور وشغل بإصلاح الخلق فلا يستحيل أن يكون في الوجود شخص مكاشف بالحقائق ولا يشتغل بإصلاح الخلق، وهذا لا يسمى نبيا بل يسمى وليا، فمن آمن بالأنبياء وصدق بالرؤيا الصحيحة لزمه لا محالة أن يقر بأن القلب له بابان: باب إلى خارج وهو الحواس، وباب إلى الملكوت من داخل القلب وهو باب الإلهام والنفث في الروع والوحي)اهـ"
وكل ما سبق من كلام لا قيمة له لأنه يخالف كتاب الله فى أنه منع الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
فهل نكذب الله ونصدق هؤلاء ؟
كلا وألف كلا بل نكذب كل من تحدثوا خطأ فى الموضوع
ثم تحدث عن الرؤيا فقال:
"باب الرؤيا:-
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك أن رسول الله قال: الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) الحديث 6983من صحيح البخاري.
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة) الحديث6990 من صحيح البخاري.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى( قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) :
( الرؤيا حالة شريفة، ومنزلة رفيعة؛ قال (ص)«لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة الصادقة يراها الرجل الصالح أو ترى له». وقال: «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا». وحكم (ص)بأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، وروي «من سبعين جزءا من النبوة)
ثم قال (وإلى هذا المعنى أشار أبو عمر بن عبد البر فقال: ... فمن خلصت نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه، كانت رؤياه أصدق، وإلى النبوة أقرب: كما أن الأنبياء يتفاضلون؛ قال الله تعالى: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض} )اهـ
وقال (ولا ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد وشرذمة من المعتزلة.)اهـ
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم باب الرؤيا (قال الخطابي: وقال بعض العلماء معنى الحديث أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة لأنها جزء باق من النبوة والله أعلم.)اهـ
وقال (قال القاضي: معنى هذه اللفظة عندهم كثيرا ما كان يفعل كذا كأنه قال من شأنه، وفي الحديث الحث على علم الرؤيا والسؤال عنها وتأويلها )اهـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري كتاب التعبيرحديث6983 ج14ص386-393 ما نصه: ( وقال الخطابي قيل معناه أن الرؤيا تجئ على موافقة النبوة لا إنها جزء باق منها وقيل المعنى إنها جزء من علم النبوة وإن انقطعت فعملها باق، وتعقب بقول مالك فيما حكاه ابن عبد البر أنه سأل: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال أبالنبوة يلعب؟ ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يلعب بالنبوة )اهـ
قال البغوي في شرح السنه ج12 ص211 (الصحيح منها ما كان من الله عز وجل يأتيك به ملك الرؤيا من نسخة أم الكتاب)اهـ
قال العيني في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري باب المبشرات الحديث 6990 (وقال ابن التين. معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا. فإن قيل: يرد عليه الإلهام لأن فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع في غير الأنبياء كما تقدم في مناقب عمر، رضي الله تعالى عنه، قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون، وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء، وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا.)اهـ
قال ابن القيم في حادي الأرواح ص13- 14 ما نصه ( ويصدقون بخروج الدجال وأن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يقتله، ويؤمنون بمنكر ونكير والمعراج والرؤيا في المنام )اهـ
وقال في مدارج السالكين ج1 ص86 ( المرتبة العاشرة من مراتب الهداية – الرؤيا الصادقة. وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ
وقال في نفس الصفحة ( والرؤيا مبدأ الوحي.. وصدقه بحسب صدق الرائي وأصدق الناس رؤيا اصدقهم حديثا وهي عند إقتراب الزمان لا تكاد تخطئ)اهـ
قال العلامة أحمد القسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري طبعه دار الفكر ج 10 (ص 119) ما نصه ( كما أن الرؤيا الصالحة مبشرة تنبئ عن وفور أنوار عالم الغيب وإنارة مطالع الهدايات بسبب الرؤيا التي هي جزء يسير من أجزاء النبوة)اهـ
وقال ج10 ص124 ما نصه ( وقال ابن العربي أجزاء النبوة في الجملة لا يعلم حقيقتها إلا نبي أو ملك وإنما القدر الذي أراد (ص)أن يبينه أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوه في الجملة لأن فيها إطلاع على الغيب)اهـ
هذا وأرجو أم موفقا للرد على الوهابي الجاهل الذي حاول أن ينتقص المذهب حسدا من نفسه وحقدا لكثرة الكرامات في تاريخه، هذا فإن كنت قد وفقت فهو فضل من الله وإن كان هناك قصور فمن نفسي"
قطعا روايات انقسام النبوة لسبعين وستين وست وأ ربعين لا يمكن تصديقها فالنبوة شىء واحد هو إيتاء النبى الوحى من الله وهو الكتاب وأما رواية المبشرات فصحيحة المعنى
ولو أن من كتبوا فى الموضوع فكروا فى هذه الخرافة لسألوا أنفسهم :
أين هذه الكرامات والأمة تتوالى عليها آلاف مؤلفة من الهزائم منذ انتهاء دولة المسلمين الأخيرة ؟
لأجابوا لا يوجد كرامات
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب كرامات الأولياء
» نقد كتاب أدلة أن الأئمة اثنا عشر
» نظرات فى كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثنى عشر
» نظرات فى كتاب افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة
» فيمن يدخل الجنة في هذه الأمة بغير حساب
» نقد كتاب أدلة أن الأئمة اثنا عشر
» نظرات فى كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثنى عشر
» نظرات فى كتاب افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة
» فيمن يدخل الجنة في هذه الأمة بغير حساب
كعبة الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: القرآنيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى