قراءة فى كتاب أختاه تذكري حقوق زوجك
كعبة الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: القرآنيات
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب أختاه تذكري حقوق زوجك
قراءة فى كتاب أختاه تذكري حقوق زوجك
الكتاب من إعداد القسم العلمي بدار ابن خزيمة وفى المقدمة تناول القسم أن الله نظم كل العلاقات ومنها العلاقة الزوجية حيث قال :
"أما بعد: فإن من عظمة الإسلام ورحمته، أن جاء ببيان شاف تنتظم فيه العلاقات الاجتماعية كلها بين بنى البشر في نظام يحفظ لكل ذي حق حقه ومن العلاقات التي أولاها الإسلام اهتماما كبيرا: العلاقة الزوجية، فإن المتأمل في مفردات هذه العلاقة يجدها نظاما محكما يبين بعدالة ووضوح حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها، وما بينها جميعا من حقوق مشتركة."
وقد بدأ الكتاب ببيان الحقوق المهمة وأولها حق الطاعة حيث قال:
"وفي هذه المسألة سنتطرق إلى مهمات الحقوق التي أوجبها الله جل وعلا على النساء في عشرتهن لأزواجهن:
حق الطاعة
أختي المسلمة: تذكري أن حق الزوج في الطاعة هو حق فرضه الله له، وجعله أمانه في عنقك ثبت بمجرد عقد النكاح، وأن هذه الطاعة المفروضة هي من أجل العبادات التي تعبد الله بها النساء وجعل جزاءها الجنة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» "
والرواية لا تصح نسبتها للنبى(ص) لأنها دليل على الفوضى فى القيامة بالقول أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت فالدخول فى القيامة منظم فى صورة زمر أى جماعات كما قال سبحانه:
" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا" فلا يوجد دخول فردى وإنما دخول منظم وقال القسم:
"وهذه الطاعة - طاعة الزوج- هي أهم سمات الصلاح في الزوجة المسلمة ولذلك قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}
ومعنى القانتات: أي المطيعات لأزواجهن في المعروف مطلقا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
وتذكري أيضا إن الزوجة الخيرة التي هي خير النساء، هي المطيعة لزوجها المستجيبة لأوامره ابتغاء مرضاة الله فعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله! أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره».
وتذكري إن طاعة الزوج أحق عليك من طاعتك لأبويك، وقد علمت أن طاعة الوالدين مكانتها في الشرع رفيعة فلقد قرنها الله وعبادته فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}
فإذا كانت طاعة الوالدين حظيت بذاك التشريف باقترانها بعبادة الله، وطاعة الزوج أولى منها فلا شك أنها من المكانة والأجر والثواب في شأن كبير. حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وإذا أرد الرجل أن ينتقل بها إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها ونهاها أبوها عن طاعته في ذلك: فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها، فإن الأبوين هما ظالمان، ليس لهما أن ينهياها عن طاعة مثل الزوج وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع عنه أو مضاجرته حتى يطلقها» إلى آخر كلامه.
وقال في موطن أخر من كتابة الفتاوى: «وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج» [الفتاوى 32/ 263]."
وما ذكره القسم من طاعة المرأة العمياء لزوجها باطل فالطاعة إنما هى لله فلا طاعة للزوج فى حرام وأما الانتقال من بلد لبلد فمباح ولكن زيارة الأبوين واجبة أن ينفذها الزوج فى زوجته
وتناول القسم شيوع العصيان فى عصرنا وعاد فربط طاعة الزوج بالمعروف فقط فقال:
"وما أحوج الأخت المسلمة في هذا العصر إلى التنبه إلى هذا الأمر .. لاسيما مع طغيان زحف المفاهيم الغربية الداعية إلى انحلال المرآة من طاعة زوجها وتصوير أمر القوامة الزوجية تصويرا خاطئا يبدو وكأنه نوع من العبودية الجاهلية، بينما لو تفقهت الأخت المسلمة في دينها لأدركت أن رضا ربها في طاعة زوجها، وأن في ذلك تكمن سعادتها وأنوثتها وراحتها.
ومعلوم إن طاعة الزوج مقيدة بطاعته في المعروف إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال ابن حجر: «ولودعا الزوج إلى معصية فعليها أن تمتنع، فإن أدبها على ذلك كان الإثم عليه» [فتح الباري 9/ 304]."
وأما الحق الثانى فهو العشرة بالمعروف وهو واجب على الزوجين معا وقد بين القسم ذلك حيث قال:
"حق العشرة بالمعروف:
وهذا الحق هو من الحقوق المشتركة بين الزوجين ولذلك جاء الأمر به للنساء والرجال على السواء، وفي العشرة بالمعروف تنظيم كل معاني الأخلاق والسجايا الحسنة من: طيب الكلام، ورعاية الحقوق، وحفظ الواجبات، والتحلي بالآداب والبعد عن الزلات والأخطاء وكف الأذى والصبر والاحتمالات ونحو ذلك من معاني الإحسان وتأملي - أخية - كيف أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن الزوجة المحتملة لزوجها السباقة إلى إرضائه وإسعاده هي من أهل الجنة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله! قال: «النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة. ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله! قال: «كل ودود ولود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل حتى ترضى» [صحيح الترغيب برقم 1941]."
الرواية لا تصح لأنها منعت المسلمات العقيمات من دخول الجنة لكونهم غير ولودات وهو كلام لا يقوله النبى(ص) خاصة أن التاريخ المعروف أن معظم زوجاته لم ينجبن ومن ثم فهن فى النار طبقا للرواية وكذلك امرأة فرعون التى قال الله أنها فى الجنة ستكون فى النار طبقا للرواية
وحاول القسام البناء على الرواية الخاطئة حيث قال :
"ففي هذا الحديث لفتة جميلة إلى سجية جميلة تعد جوهر الخلق الحسن، ألا وهي السبق إلى المسامحة والمبادرة بإظهار الود ونسيان الأذى، فالزوجة الصالحة مهما كان الحال فهي منشأ السعادة .. تتفجر من كل تصرفاتها .. فهي ودود إذا ظلمت .. وحتى إذا ظلمت .. ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق: «إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب زوجها .. » فهي السباقة إلى الكلام الطيب ونسيان الأذى سواء كان المخطئ هي أو زوجها .. وهذا يدل على نفسية عظيمة من امتلكتها حقا فقد امتلكت القدرة على تحقيق العشرة الزوجية بالمعروف في بيتها، وذلك إن المشاكل البيتية واقعة لا محالة .. وإنما الذي يعز وجوده في البيوت هو تلك النفسية التي تتلاشى معها الأخطاء وتذوب في دفئها وخيرها المشاكل
والأزمات فتذكري أخية .. هذا الحق فإنه باب من أبواب الجنة."
وتناول القسم الحق الثالث وهو الاستئذان حيث قال:
"حق الاستئذان
أخية .. ومن الحقوق الأكيدة التي هي عليك لزوجك: الاستئذان في أمور:
أولها: الاستئذان لغيره في بيته: فلا يحل لك مطلقا أن تسمحي لأحد بدخوله إلا بإذنه وذاك من تمام حفظه سواء في حضوره وحتى لو كان المستأذن من أقرب الأقرباء، لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» [رواة مسلم].
فينبغي للمؤمنة أن تحذر من الوقوع في هذه المخالفة، وأن تدخل إلى زوجها إلا من يرضاه ويطمئن لدخوله، سواء عبر عن اطمئنانه قوله أو علم ذلك من أسارير وجهه وطباعه وعادته، ولا بأس إذا كان زوجها قد أذن لها الإذن العام في ضيافة رفيقات الخير والأقارب والجيران وغيرهم من المحارم.
ثانيا: الاستئذان في صوم النفل: لما سبق في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه» وقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضا: «لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها» [رواه الحاكم وصححه].
قال النووي : وسبب هذا التحريم أن للزوج حق الاستمتاع بها كل وقت وحقه واجب على الفور فلا يفوته بالتطوع، ولا بواجب على التراخي، وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه - وإذا أراد الاستمتاع جاز ويفسد صومها - لأن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم بالإفساد، ولا شك أن الأولى له خلاف ذلك إن لم يثبت دليل على كراهته، نعم لو كان مسافرا، فمفهوم الحديث في تقيده (بالشاهد) يقتضى جواز التطوع لها إذا كان زوجها مسافرا، فلو صامت وقدم في أثناء الصيام، فله إفساد صومها ذلك من غير كراهة.
وفي معنى الغيبة: إن يكون مريضا بحيث لا يستطيع الجماع."
بالطبع الصوم صوم رمضان ليس فيه إذن وكذلك صوم أيام قضاء أيام الحيض ليس فيه إذنه ولكن واجب المرأة إخبار الزوج به حتى لا يجامعها وكذلك صوم الكفارة ليس فيه إذن من الزوج ويجب إخباره به ولا يوجد أساسا ما يسمونه صوم التطوع لأن الصوم عقوبة على الذنوب وتناول القسم الاستئذان من الخروج من البيت حيث قال:
ثالثا: استئذانه في الخروج من البيت: وهو حق ثابت بقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} فالبيت للمرأة هو محل قرارها، ولا تبارحه إلا لحاجة وضرورة ملحة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه : «لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه ولا يحل لأحد إن يأخذها إليه، ويحبسها عن زوجها، سواء كان ذلك لكونها مرضعا، أو لكونها قابلة، أو غير ذلك من الصناعات، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة، عاصية لله ورسوله، ومستحقة للعقوبة» [مجموع 3/ 281].
وهذا الحق يتساهل فيه أغلب النساء وذلك بسبب آفة (التحرير المزعوم) الذي سلب من القلوب خشوعها لله
فصارت تخشع لدعاة الانفلات من الشرع وتتنصل للدين والأهل .. حتى تغافلت بعض النسوة عن هذا الحق الذي يحفظ به الحياة .. وتجتنب به الفتنة .. وتنال به المسلمة شرف الطاعة لزوجها الذي هو ذخر لها عند ربها."
وهذا الكلام عن أن القرار يعنى أن المرأة مسجونة لا تخرج إلا بإذن الزوج باطل فهناك أمور واجبة أذن الزوج أو لم يأذن كزيارة الأبوين والأخوة والأخوات والتعزية فى موتى الأقارب والجيران لقوله تعالى " وبالوالدين إحسانا وبذى القربى"
وبعض الإذن يكون مرة واحدة فالزوج إن لم يتسوق حاجات البيت وأذن لها مرة واحدة بالتسوق يكون هذا الإذن طوال العمر وليس يوميا طالما هو لم يتسوق وتناول نفقة المرأة حيث قال :
رابعا: الإنفاق: وهو أيضا من الأمور التي على الأخت المسلمة أن لا تقبل عليها إلا بإذن زوجها لاسيما إذا كان الإنفاق من مال الزوج نفسه. فعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبة الوداع: «ولا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها» قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: «ذاك أفضل أموالنا» [رواه الترمذي]."
بالطبع المرأة تنفق كما يريد الزوج إلا أن تجد بخلا أو إسرافا فلا تنفق إلا حسب العدل الذى أراده الله كما قال سبحانه:
" الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وتناول القسم حق الفراش وهو الجماع حيث قال :
"حق الفراش
ومن أهم الحقوق التي عليك أختي المسلمة التنبه لها: حق الفراش ذاك الحق الذي تتحاشى النفوس الأبية ذكره .. لأنه حق قائم على المودة والعشرة الطيبة .. ومع انعدامه تتلاشى كل معاني العشرة بالمعروف .. وتتعرض الحياة الزوجية للحرج الصامت الذي يجعل من الأحداث اليومية العادية نذير شؤم بالطلاق .. فيبقى .. الناظر في حال أسباب الطلاق .. مستغربا بينما الأسباب أعمق مما ينظر إليه .. وفى هذا الحق وردت نصوص نبوية صريحة تؤكده وتبينه بما لايسع المؤمنة الصالحة إلا إن تخضع لله في حكمه.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كانت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح» [انظر إرواء الغليل رقم 1998].
ففي هذا الحديث وعيد شديد لمن استكبرت .. وهجرت فراش زوجها تريد أذاه بل جاء في السنة ما يؤكد حق هذا الزوج حتى لو لم يناسب الحال بالنسبة للمرأة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته فلتجب وإن كانت على قتب» [السلسلة الصحيحة برقم 1203].وتذكري أختي المسلمة أن الله جل وعلا ما أوجب عليك الاستئذان في الصيام إلا لتعلمي أن حق الزوج في العشرة عظيم .. وهذا من حكمة الشرع وأصوله العامة في إرساء قواعد العفة والفضيلة في بيوت المجتمع كله."
والجماع ليس حق الزوج وحده وإنما حق الزوجة أيضا فكلاهما ملعون إذا رفض طلب ألأخر وليست المرأة وحدها طالما لا يوجد مانع شرعى للجماع كصوم رمضان أو الحج أو الحيض
وتناول القسم حق الخدمة حيث قال :
"حق الخدمة وتربية الأبناء
فعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال: «أي هذه! أذت بعل؟» قالت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: «فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» قال الألباني : «والحديث ظاهر الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها، وخدمتها إياه في وجود استطاعتها، ومما لا شك فيه أن ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله وما يتعلق من تربية أولاده ونحو ذلك» [آداب الزفاف ص 286].
وإلى جانب خدمة البيت تعد تربية الأبناء والحرص علي تنشئتهم النشأة الصالحة مسؤولية مشتركة بين الزوج وزوجته، فهي مسؤولة عنهم في بيته ترعاهم بالتعليم والتأديب والنصح والتوجيه والقدوة الحسنة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن ولده»."
بالطبع قيام المرأة بإعداد الطعام والتنظيف وغيره واجب عليها والزوج إن ساعدها فى ذلك فله ثوابه
وتناول القسم ما يسمونه الرضا والقناعة حيث قال:
"القناعة والرضا
وهو من الحقوق المعنوية التي تضفي علي الحياة الزوجية ملح السعادة، فالزوجة المتصفة بصفة القناعة هي باب من أبواب السعادة فإذا انضم إلي قناعتها بمال زوجها صلاحيتها في ذاتها فهي السعادة بعينها، وذلك لأنك لا تكاد تجد القنوع إلا طيب النفس منشرح الصدر حسن الخلق .. وقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الهلاك أول ما ظهر في بني إسرائيل بسبب قلة قناعة زوجاتهم .. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ أو قال: من الصيغة ما تكلف امرأة الغني .. » الحديث .. وفيه ما يدل على أن قلة القناعة هلاك للبيوت!"
وبالطبع المرأة وكذلك الرجل ينبغى عليهما الرضا ببعضهما ويقتنعا بالعيش حسب قدرتهما المالية وتناول القسم ما يسمونه كف الأذى وقد سبق ذكره فى العشرة بالمعروف حيث قال :
كف الأذى
ولا يمكن للمعروف في الحياة الزوجية أن يجد له مكانا ما لم تكف الزوجة أذاها عن زوجها، سواء بلسانها، أو أذى أفعالها، أو غيرتها وظنها، أو أذى أهلها وأقاربها وصور الأذى عديدة منها: سوء الظن بالزوج، والغيرة المفرطة التي تفضي بالزوجة إلى تتبع عورة زوجها والتنغيص عليه بكثرة السؤال والاتهام .. أو تكلفه بما لا يطيق حبا في الدنيا والمتاع، أو هضم حقوقه المشروعة في الفراش والطاعة وحسن العشرة، أو إفشاء أسرار بيته، أو الاستئذان لغيره في بيته أو نحو ذلك من الأمور التي يتأذى منها الزوج ...وفي الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل، يوشك أن يفارقك إلينا» [السلسة الصحيحة برقم 190].
وفي الحديث معنى زائد عن تحريم أذى الزوج، ألا وهو الإشارة إلي أن الحياة الدنيا برمتها هي مجرد اختيار وأن الحياة الطيبة هي تلك التي سينال المؤمن الصالح في الجنة .. وأن المرأة مبتلاة بزوجها فإن هي أحسنت عشرته وكفت أذاها عنه فإن لها مقاما رفيعا عند الله وهي شريكته في الجنة بإذن الله .. وإن تكن كذلك- وكان هو من أهل الصلاح - فإن الله سيكرمه بمن هن أحسن منها من الحور وفي ذلك ما يدعوها إلى كف الأذى."
هذا الكلان هو تكرار لكلام العشرة وهو واجب على الاثنين والرواية المذكورة لا تصح لأن الحور العين هن أنفسهن الزوجات المسلمات فى الدنيا
وعاد القسم لما بدأ الكتاب به ولتكرار حديث جنتك ونارك حيث قال:
"أخية .. إن الجنة دار النعيم قد فتحت لك أبوابها .. وعرضت عليك مقابل أعمال يسيرة قل من النساء من تتفطن لها. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»
فها هنا أربع خصال يسيرة يجزي عليها الله - المرأة - خاصة أعظم الجزاء .. وإن أهم تلك الخصال هي طاعة الزوج ومراعاة حقوقه التي أوجبها الله جل وعلا.
بل إن تضييع حقوق الزوج ومعصيته من المهالك التي توعد الله فاعلتها بالنار، فقد روى حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال «أي هذه! أذات بعل؟» قلت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه- أي لا أقصر في طاعته- إلا ما أعجزت عنه، قال: «فانظرى أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» فإن كنت تحبين أن تتزحزحي عن النار وتدخلي الجنة فتعبدي الله جل وعلا بالإحسان إلي زوجك والإخلاص في وده وطاعته، واجتناب أذاه، والعمل علي مرضاته فيما يرضي الله سبحانه.
وتذكري أن حسن العشرة وأداء الحقوق وصلاح الحال كل ذلك يؤهلك لتكوني مفتاح خير عظيم في الدنيا، فعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شئ أفضل من المرأة الصالحة» [رواه مسلم].
وقال مسلم بن سيار: ما غبطت رجلا بشئ ما غبطته بثلاث: زوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع» [أحكام النساء لابن الجوزي ص 366]."
والمطلوب من المرأة والرجل المسلمين طاعة الله فى كل حياتهما
الكتاب من إعداد القسم العلمي بدار ابن خزيمة وفى المقدمة تناول القسم أن الله نظم كل العلاقات ومنها العلاقة الزوجية حيث قال :
"أما بعد: فإن من عظمة الإسلام ورحمته، أن جاء ببيان شاف تنتظم فيه العلاقات الاجتماعية كلها بين بنى البشر في نظام يحفظ لكل ذي حق حقه ومن العلاقات التي أولاها الإسلام اهتماما كبيرا: العلاقة الزوجية، فإن المتأمل في مفردات هذه العلاقة يجدها نظاما محكما يبين بعدالة ووضوح حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها، وما بينها جميعا من حقوق مشتركة."
وقد بدأ الكتاب ببيان الحقوق المهمة وأولها حق الطاعة حيث قال:
"وفي هذه المسألة سنتطرق إلى مهمات الحقوق التي أوجبها الله جل وعلا على النساء في عشرتهن لأزواجهن:
حق الطاعة
أختي المسلمة: تذكري أن حق الزوج في الطاعة هو حق فرضه الله له، وجعله أمانه في عنقك ثبت بمجرد عقد النكاح، وأن هذه الطاعة المفروضة هي من أجل العبادات التي تعبد الله بها النساء وجعل جزاءها الجنة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» "
والرواية لا تصح نسبتها للنبى(ص) لأنها دليل على الفوضى فى القيامة بالقول أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت فالدخول فى القيامة منظم فى صورة زمر أى جماعات كما قال سبحانه:
" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا" فلا يوجد دخول فردى وإنما دخول منظم وقال القسم:
"وهذه الطاعة - طاعة الزوج- هي أهم سمات الصلاح في الزوجة المسلمة ولذلك قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}
ومعنى القانتات: أي المطيعات لأزواجهن في المعروف مطلقا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
وتذكري أيضا إن الزوجة الخيرة التي هي خير النساء، هي المطيعة لزوجها المستجيبة لأوامره ابتغاء مرضاة الله فعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قيل يا رسول الله! أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره».
وتذكري إن طاعة الزوج أحق عليك من طاعتك لأبويك، وقد علمت أن طاعة الوالدين مكانتها في الشرع رفيعة فلقد قرنها الله وعبادته فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}
فإذا كانت طاعة الوالدين حظيت بذاك التشريف باقترانها بعبادة الله، وطاعة الزوج أولى منها فلا شك أنها من المكانة والأجر والثواب في شأن كبير. حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وإذا أرد الرجل أن ينتقل بها إلى مكان آخر مع قيامه بما يجب عليه وحفظ حدود الله فيها ونهاها أبوها عن طاعته في ذلك: فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها، فإن الأبوين هما ظالمان، ليس لهما أن ينهياها عن طاعة مثل الزوج وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع عنه أو مضاجرته حتى يطلقها» إلى آخر كلامه.
وقال في موطن أخر من كتابة الفتاوى: «وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج» [الفتاوى 32/ 263]."
وما ذكره القسم من طاعة المرأة العمياء لزوجها باطل فالطاعة إنما هى لله فلا طاعة للزوج فى حرام وأما الانتقال من بلد لبلد فمباح ولكن زيارة الأبوين واجبة أن ينفذها الزوج فى زوجته
وتناول القسم شيوع العصيان فى عصرنا وعاد فربط طاعة الزوج بالمعروف فقط فقال:
"وما أحوج الأخت المسلمة في هذا العصر إلى التنبه إلى هذا الأمر .. لاسيما مع طغيان زحف المفاهيم الغربية الداعية إلى انحلال المرآة من طاعة زوجها وتصوير أمر القوامة الزوجية تصويرا خاطئا يبدو وكأنه نوع من العبودية الجاهلية، بينما لو تفقهت الأخت المسلمة في دينها لأدركت أن رضا ربها في طاعة زوجها، وأن في ذلك تكمن سعادتها وأنوثتها وراحتها.
ومعلوم إن طاعة الزوج مقيدة بطاعته في المعروف إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال ابن حجر: «ولودعا الزوج إلى معصية فعليها أن تمتنع، فإن أدبها على ذلك كان الإثم عليه» [فتح الباري 9/ 304]."
وأما الحق الثانى فهو العشرة بالمعروف وهو واجب على الزوجين معا وقد بين القسم ذلك حيث قال:
"حق العشرة بالمعروف:
وهذا الحق هو من الحقوق المشتركة بين الزوجين ولذلك جاء الأمر به للنساء والرجال على السواء، وفي العشرة بالمعروف تنظيم كل معاني الأخلاق والسجايا الحسنة من: طيب الكلام، ورعاية الحقوق، وحفظ الواجبات، والتحلي بالآداب والبعد عن الزلات والأخطاء وكف الأذى والصبر والاحتمالات ونحو ذلك من معاني الإحسان وتأملي - أخية - كيف أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن الزوجة المحتملة لزوجها السباقة إلى إرضائه وإسعاده هي من أهل الجنة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله! قال: «النبي في الجنة والصديق في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة. ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله! قال: «كل ودود ولود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل حتى ترضى» [صحيح الترغيب برقم 1941]."
الرواية لا تصح لأنها منعت المسلمات العقيمات من دخول الجنة لكونهم غير ولودات وهو كلام لا يقوله النبى(ص) خاصة أن التاريخ المعروف أن معظم زوجاته لم ينجبن ومن ثم فهن فى النار طبقا للرواية وكذلك امرأة فرعون التى قال الله أنها فى الجنة ستكون فى النار طبقا للرواية
وحاول القسام البناء على الرواية الخاطئة حيث قال :
"ففي هذا الحديث لفتة جميلة إلى سجية جميلة تعد جوهر الخلق الحسن، ألا وهي السبق إلى المسامحة والمبادرة بإظهار الود ونسيان الأذى، فالزوجة الصالحة مهما كان الحال فهي منشأ السعادة .. تتفجر من كل تصرفاتها .. فهي ودود إذا ظلمت .. وحتى إذا ظلمت .. ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق: «إذا غضبت أو أسيء إليها، أو غضب زوجها .. » فهي السباقة إلى الكلام الطيب ونسيان الأذى سواء كان المخطئ هي أو زوجها .. وهذا يدل على نفسية عظيمة من امتلكتها حقا فقد امتلكت القدرة على تحقيق العشرة الزوجية بالمعروف في بيتها، وذلك إن المشاكل البيتية واقعة لا محالة .. وإنما الذي يعز وجوده في البيوت هو تلك النفسية التي تتلاشى معها الأخطاء وتذوب في دفئها وخيرها المشاكل
والأزمات فتذكري أخية .. هذا الحق فإنه باب من أبواب الجنة."
وتناول القسم الحق الثالث وهو الاستئذان حيث قال:
"حق الاستئذان
أخية .. ومن الحقوق الأكيدة التي هي عليك لزوجك: الاستئذان في أمور:
أولها: الاستئذان لغيره في بيته: فلا يحل لك مطلقا أن تسمحي لأحد بدخوله إلا بإذنه وذاك من تمام حفظه سواء في حضوره وحتى لو كان المستأذن من أقرب الأقرباء، لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه» [رواة مسلم].
فينبغي للمؤمنة أن تحذر من الوقوع في هذه المخالفة، وأن تدخل إلى زوجها إلا من يرضاه ويطمئن لدخوله، سواء عبر عن اطمئنانه قوله أو علم ذلك من أسارير وجهه وطباعه وعادته، ولا بأس إذا كان زوجها قد أذن لها الإذن العام في ضيافة رفيقات الخير والأقارب والجيران وغيرهم من المحارم.
ثانيا: الاستئذان في صوم النفل: لما سبق في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه» وقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضا: «لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها» [رواه الحاكم وصححه].
قال النووي : وسبب هذا التحريم أن للزوج حق الاستمتاع بها كل وقت وحقه واجب على الفور فلا يفوته بالتطوع، ولا بواجب على التراخي، وإنما لم يجز لها الصوم بغير إذنه - وإذا أراد الاستمتاع جاز ويفسد صومها - لأن العادة أن المسلم يهاب انتهاك الصوم بالإفساد، ولا شك أن الأولى له خلاف ذلك إن لم يثبت دليل على كراهته، نعم لو كان مسافرا، فمفهوم الحديث في تقيده (بالشاهد) يقتضى جواز التطوع لها إذا كان زوجها مسافرا، فلو صامت وقدم في أثناء الصيام، فله إفساد صومها ذلك من غير كراهة.
وفي معنى الغيبة: إن يكون مريضا بحيث لا يستطيع الجماع."
بالطبع الصوم صوم رمضان ليس فيه إذن وكذلك صوم أيام قضاء أيام الحيض ليس فيه إذنه ولكن واجب المرأة إخبار الزوج به حتى لا يجامعها وكذلك صوم الكفارة ليس فيه إذن من الزوج ويجب إخباره به ولا يوجد أساسا ما يسمونه صوم التطوع لأن الصوم عقوبة على الذنوب وتناول القسم الاستئذان من الخروج من البيت حيث قال:
ثالثا: استئذانه في الخروج من البيت: وهو حق ثابت بقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} فالبيت للمرأة هو محل قرارها، ولا تبارحه إلا لحاجة وضرورة ملحة، قال شيخ الإسلام ابن تيميه : «لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه ولا يحل لأحد إن يأخذها إليه، ويحبسها عن زوجها، سواء كان ذلك لكونها مرضعا، أو لكونها قابلة، أو غير ذلك من الصناعات، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة، عاصية لله ورسوله، ومستحقة للعقوبة» [مجموع 3/ 281].
وهذا الحق يتساهل فيه أغلب النساء وذلك بسبب آفة (التحرير المزعوم) الذي سلب من القلوب خشوعها لله
فصارت تخشع لدعاة الانفلات من الشرع وتتنصل للدين والأهل .. حتى تغافلت بعض النسوة عن هذا الحق الذي يحفظ به الحياة .. وتجتنب به الفتنة .. وتنال به المسلمة شرف الطاعة لزوجها الذي هو ذخر لها عند ربها."
وهذا الكلام عن أن القرار يعنى أن المرأة مسجونة لا تخرج إلا بإذن الزوج باطل فهناك أمور واجبة أذن الزوج أو لم يأذن كزيارة الأبوين والأخوة والأخوات والتعزية فى موتى الأقارب والجيران لقوله تعالى " وبالوالدين إحسانا وبذى القربى"
وبعض الإذن يكون مرة واحدة فالزوج إن لم يتسوق حاجات البيت وأذن لها مرة واحدة بالتسوق يكون هذا الإذن طوال العمر وليس يوميا طالما هو لم يتسوق وتناول نفقة المرأة حيث قال :
رابعا: الإنفاق: وهو أيضا من الأمور التي على الأخت المسلمة أن لا تقبل عليها إلا بإذن زوجها لاسيما إذا كان الإنفاق من مال الزوج نفسه. فعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبة الوداع: «ولا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها» قيل: يا رسول الله ولا الطعام؟ قال: «ذاك أفضل أموالنا» [رواه الترمذي]."
بالطبع المرأة تنفق كما يريد الزوج إلا أن تجد بخلا أو إسرافا فلا تنفق إلا حسب العدل الذى أراده الله كما قال سبحانه:
" الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما"
وتناول القسم حق الفراش وهو الجماع حيث قال :
"حق الفراش
ومن أهم الحقوق التي عليك أختي المسلمة التنبه لها: حق الفراش ذاك الحق الذي تتحاشى النفوس الأبية ذكره .. لأنه حق قائم على المودة والعشرة الطيبة .. ومع انعدامه تتلاشى كل معاني العشرة بالمعروف .. وتتعرض الحياة الزوجية للحرج الصامت الذي يجعل من الأحداث اليومية العادية نذير شؤم بالطلاق .. فيبقى .. الناظر في حال أسباب الطلاق .. مستغربا بينما الأسباب أعمق مما ينظر إليه .. وفى هذا الحق وردت نصوص نبوية صريحة تؤكده وتبينه بما لايسع المؤمنة الصالحة إلا إن تخضع لله في حكمه.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كانت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح» [انظر إرواء الغليل رقم 1998].
ففي هذا الحديث وعيد شديد لمن استكبرت .. وهجرت فراش زوجها تريد أذاه بل جاء في السنة ما يؤكد حق هذا الزوج حتى لو لم يناسب الحال بالنسبة للمرأة إذ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته فلتجب وإن كانت على قتب» [السلسلة الصحيحة برقم 1203].وتذكري أختي المسلمة أن الله جل وعلا ما أوجب عليك الاستئذان في الصيام إلا لتعلمي أن حق الزوج في العشرة عظيم .. وهذا من حكمة الشرع وأصوله العامة في إرساء قواعد العفة والفضيلة في بيوت المجتمع كله."
والجماع ليس حق الزوج وحده وإنما حق الزوجة أيضا فكلاهما ملعون إذا رفض طلب ألأخر وليست المرأة وحدها طالما لا يوجد مانع شرعى للجماع كصوم رمضان أو الحج أو الحيض
وتناول القسم حق الخدمة حيث قال :
"حق الخدمة وتربية الأبناء
فعن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال: «أي هذه! أذت بعل؟» قالت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: «فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» قال الألباني : «والحديث ظاهر الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها، وخدمتها إياه في وجود استطاعتها، ومما لا شك فيه أن ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله وما يتعلق من تربية أولاده ونحو ذلك» [آداب الزفاف ص 286].
وإلى جانب خدمة البيت تعد تربية الأبناء والحرص علي تنشئتهم النشأة الصالحة مسؤولية مشتركة بين الزوج وزوجته، فهي مسؤولة عنهم في بيته ترعاهم بالتعليم والتأديب والنصح والتوجيه والقدوة الحسنة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن ولده»."
بالطبع قيام المرأة بإعداد الطعام والتنظيف وغيره واجب عليها والزوج إن ساعدها فى ذلك فله ثوابه
وتناول القسم ما يسمونه الرضا والقناعة حيث قال:
"القناعة والرضا
وهو من الحقوق المعنوية التي تضفي علي الحياة الزوجية ملح السعادة، فالزوجة المتصفة بصفة القناعة هي باب من أبواب السعادة فإذا انضم إلي قناعتها بمال زوجها صلاحيتها في ذاتها فهي السعادة بعينها، وذلك لأنك لا تكاد تجد القنوع إلا طيب النفس منشرح الصدر حسن الخلق .. وقد بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الهلاك أول ما ظهر في بني إسرائيل بسبب قلة قناعة زوجاتهم .. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ أو قال: من الصيغة ما تكلف امرأة الغني .. » الحديث .. وفيه ما يدل على أن قلة القناعة هلاك للبيوت!"
وبالطبع المرأة وكذلك الرجل ينبغى عليهما الرضا ببعضهما ويقتنعا بالعيش حسب قدرتهما المالية وتناول القسم ما يسمونه كف الأذى وقد سبق ذكره فى العشرة بالمعروف حيث قال :
كف الأذى
ولا يمكن للمعروف في الحياة الزوجية أن يجد له مكانا ما لم تكف الزوجة أذاها عن زوجها، سواء بلسانها، أو أذى أفعالها، أو غيرتها وظنها، أو أذى أهلها وأقاربها وصور الأذى عديدة منها: سوء الظن بالزوج، والغيرة المفرطة التي تفضي بالزوجة إلى تتبع عورة زوجها والتنغيص عليه بكثرة السؤال والاتهام .. أو تكلفه بما لا يطيق حبا في الدنيا والمتاع، أو هضم حقوقه المشروعة في الفراش والطاعة وحسن العشرة، أو إفشاء أسرار بيته، أو الاستئذان لغيره في بيته أو نحو ذلك من الأمور التي يتأذى منها الزوج ...وفي الحديث الصحيح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل، يوشك أن يفارقك إلينا» [السلسة الصحيحة برقم 190].
وفي الحديث معنى زائد عن تحريم أذى الزوج، ألا وهو الإشارة إلي أن الحياة الدنيا برمتها هي مجرد اختيار وأن الحياة الطيبة هي تلك التي سينال المؤمن الصالح في الجنة .. وأن المرأة مبتلاة بزوجها فإن هي أحسنت عشرته وكفت أذاها عنه فإن لها مقاما رفيعا عند الله وهي شريكته في الجنة بإذن الله .. وإن تكن كذلك- وكان هو من أهل الصلاح - فإن الله سيكرمه بمن هن أحسن منها من الحور وفي ذلك ما يدعوها إلى كف الأذى."
هذا الكلان هو تكرار لكلام العشرة وهو واجب على الاثنين والرواية المذكورة لا تصح لأن الحور العين هن أنفسهن الزوجات المسلمات فى الدنيا
وعاد القسم لما بدأ الكتاب به ولتكرار حديث جنتك ونارك حيث قال:
"أخية .. إن الجنة دار النعيم قد فتحت لك أبوابها .. وعرضت عليك مقابل أعمال يسيرة قل من النساء من تتفطن لها. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»
فها هنا أربع خصال يسيرة يجزي عليها الله - المرأة - خاصة أعظم الجزاء .. وإن أهم تلك الخصال هي طاعة الزوج ومراعاة حقوقه التي أوجبها الله جل وعلا.
بل إن تضييع حقوق الزوج ومعصيته من المهالك التي توعد الله فاعلتها بالنار، فقد روى حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال «أي هذه! أذات بعل؟» قلت: نعم، قال: «كيف أنت له؟» قالت: ما آلوه- أي لا أقصر في طاعته- إلا ما أعجزت عنه، قال: «فانظرى أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» فإن كنت تحبين أن تتزحزحي عن النار وتدخلي الجنة فتعبدي الله جل وعلا بالإحسان إلي زوجك والإخلاص في وده وطاعته، واجتناب أذاه، والعمل علي مرضاته فيما يرضي الله سبحانه.
وتذكري أن حسن العشرة وأداء الحقوق وصلاح الحال كل ذلك يؤهلك لتكوني مفتاح خير عظيم في الدنيا، فعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شئ أفضل من المرأة الصالحة» [رواه مسلم].
وقال مسلم بن سيار: ما غبطت رجلا بشئ ما غبطته بثلاث: زوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع» [أحكام النساء لابن الجوزي ص 366]."
والمطلوب من المرأة والرجل المسلمين طاعة الله فى كل حياتهما
كعبة الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: القرآنيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى