قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
كعبة الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: علوم وتقنيات
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
المؤلف سالم العجمي والأم التى يتحدث عنها هى أم المؤمنين عائشة وقد استهلها بمقدمة إنشائية من قرأها سيظن من خلال لفظ أن حياتها أساطير أن الكتاب هجوم عليها وليس دفاعا عنها وفيها قال :
"وبعد00
أماه عذرا..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال؛لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف؟
حاولت أن أكتب فيك شعرا.. فطأطأ الرأس وقام معتذرا، وحق له أن يعتذر،فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل ؟
ومن أين يأتي بالمعاني؛وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أماه عذرا إذا ما الشعر قام على
سوق الكساد ينادي من يواسيني
مالي أراه إذا ما جئت أكتبه
ناح القصيد ونوح الشعر يشجيني
حاولت أكتب بيتا في محبتكم
يا قمة الطهر يا من حبكم ديني
فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلا
وأسبل الدمع من عينيه في حين
وقال عذرا فإني مسني خور
شح القصيد وقام البيت يرثيني"
بالقطع هذه المقدمة مقدمة من يكتبها هم من يهولون الأمور ويعطونها أكبر من حقها فاللغة لا تعجز عن شىء وإنما العاجز هو من يكتب
وتساءل المؤلف عمن هى أمه وأجاب فقال :
"أتدرون من أمي..؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين؛ قال تعالى: " وأزواجه أمهاتكم"0
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..فأيها أبدأ..؟!
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها؟..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم :"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"0"
والرواية المذكورة عن فضلها لم يقلها النبى(ص)لأنها تأجيج لنيران الكراهية بين الزوجات ولو قالها فسيقولها لها فى السر
وأى فضل للثريد وهو خبز بمرق على سائر الطعام وإنما فى روايات أخرى أنه كان يحب اللحم ؟
وتحدث عن حب المسلمين لها فقال :
"إن القلب حين يفيض محبة لأمه ؛فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلئ غلا لها فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه0
ولأنها أمي وأمكم ؛سأذكر جوانب من سيرتها؛وهذا حق الأم على الأبناء البررة0 فلماذا يفخر الفجار بالكفار ؟؛ والزنادقة بالملحدين؟ ولا نفخر بأساس الطهارة؛ وعنوان العفة؛ المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي0
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فحين سئل:"من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها"؛وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبا."
وهذا الكلام عن فضائل الرجال أو النساء لم يقله النبى(ص) لأنه يعمل على تكريه المسلمين والمسلمات فى بعضهم وأقصى ما يستطيع النبى(ص) أن يقوله عن أى مسلم أو مسلمة هو ما قاله الله :
"رضى الله عنهم"
وأما حب الرسول(ص) للطيب وهو المسلم فيتعارض مع حبه لبعض الكفار كما قال تعالى:
"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وحدثنا عن حب المسلمين لها وأنهم كانوا يختصونها بالهدايا دون زوجاته الأخريات فقال :
"وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمرا مستفيضا؛حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقربا إلى مرضاته؛فقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة؛فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك؛ فسكت فلم يرد عليها؛فعادت الثانية؛فلم يرد عليها؛فلما كانت الثالثة قال: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة،فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي،وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها"
وهذه الرواية لا تصح وغير مقبولة فلم تكن الهدايا لعائشة وإنما للرسول(ص) إن وجدت كما أن القول بنزول جبريل (ص) وعائشة أم المؤمنين نائمة مع الرسول(ص) فى لحاف غير ممكن لأن جبريل(ص) لن يطلع على عورة زوجة رسول مهما كان والحديث التالى ينفى هذه الحادثة لأن السلام من جبريل(ص) كان وهى غير موجودة مع النبى(ً9 فى الحديث الذى رواه العجمى فقال :
"وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام؛السلام؛قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة: هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام0قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"؛ فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟؛وهل يسلم إلا على مطهرة نقية؛اختارها الله زوجة لنبيه؟ فهل من متفكر؟!"
وتحدث العجمى عن شدة حب النبى(ص) لها وهو كلام حتى لو كان حقيقيا فلن يظهره النبى(ص) من باب طاعته لقوله تعالى :
"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل "
فإظهار المحبة لواحدة دون الباقياتهو عصيان لأمر الله وطاعة للظلم
وتحدث العجمى عن علو صوتها على النبى(ص) وحجزه لأبيها عن ضربها دليل على تفضيله لها فقال:
"لقد تبوأت أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه..وكان بها لطيفا رحيما على عادته صلوات ربي وسلامه عليه ؛"استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم،فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما،فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما"."
وهو كلام لا يستنبط منه ذلك لأن كل نساء النبى(ص) كن يصنعن معه مشاكل وصنع المشاكل كعلو الصوت ليس دليل حب وإنما دليل على أن الرجل يريد حل المشاكل بسرعة حتى لا تؤثر على بقية أعماله كحاكم للمسلمين وفى هذا قال تعالى :
"ترجى من تشاء منهن وتؤى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما أتيتهن كلهن"
ثم روى أحاديث باطلة عن تقبيل النبى(ص) لها وحدها وهو صائم فقال:
وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سلها أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبا"."
وهذا ما يخالف حرمة فعل أى فعل من أفعال الجماع فى نهار رمضان
ثم قال :
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه ،فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي"
وهذه الأحاديث لو قسناها بناء على حديث عدم افشاء أسرار الحياة الشهوانية فالرسول(ص) لم يقلها فلا يصح أن تقول امرأة ذلك حتى ولو كانت أم المؤمنين لأحد
ثم قال :
"وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسر بقربها ويعرف رضاها من سخطها؛فقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت علي غضبى0قالت: وكيف يا رسول الله؟قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد؛وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؛ قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك"."
ثم قال :
"وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب؛ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه0"
والحديث لم يحدث فلا مجال للعب فى المساجد التى أمر الله ببنائها لذكره وليس للعب فيها كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
وحدثنا عن وجوب احترام أمهات المؤمنين وهو واجب على المسلمين فقال :
"فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا؛أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحب من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم –لا سيما عائشة –أحب أزواجه إليه؛رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع0
فلو كان النساء كمن ذكرن
لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
وما التذكير فخر للهلال"
وحدثنا العجمى عن الحكاية الأشهر وهى حكاية الإفك فقال :
"هذا ومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ؛ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة؛ولا نشك بأن الله جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيه إلا مطهرة عفيفة مصونة0
هذا من صميم عقيدتنا..ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به أهل البهتان؛كرأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان؛كرميهم لها بالفاحشة؛فهذا كافر بإجماع المسلمين؛"وغدا عند ربهم يجتمعون؛فيقتص المظلوم ممن ظلمه؛فيا ويح من كان خصمه محمد صلى الله عليه وسلم.."0فالله الموعد..
اللهم إني أشهدك أني أحب عائشة رضي الله عنها؛وأتقرب إليك بهذا الحب؛وأعده أرجأ أعمالي؛وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك0
كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة؛ما وقعت في ضيقة إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك فرجا وتخفيفا للمسلمين؛ تقول رضي الله عنها:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، انقطع عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء؛ فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه، فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس؛وليسوا على ماء؛وليس معهم ماء!.
قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول،وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي؛فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم؛ فتيمموا0
فقال أسيد بن حضير : ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!؛قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته ؛فقال لها أبو بكر حين جاء من الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنية أنك مباركة، ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر""
وحادثة الإفك فى القرآن عكس ما فى الروايات فهى لا تتحدث عن اتهام زوجة من زوجات النبى(ص) بالزنى ولا يوجد فيها ذكر للنبى (ص)ولا لإحدى زوجاته وإنما الاتهام فى القرآن هو لمجموعة من المسلمين والمسلمات بالزنى من خلال ما يسمونه تبادل الزوجات حاليا فلو كان هناك اتهام لامرأة واحدة ورجل واحد ما قال الله :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
وتحدث الرجل عن علمها وتفضيل الصحابة لها فى العطاء فقال :
"وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت موقرة من الصحابة..يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس؛نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر؛فقال له عمار: أغرب مقبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛وقال عمار:" إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة"
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات.
وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها؛ من أحسن الناس رأيا في العامة؛ قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما بال أقوام عميت أعينهم..وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها؛فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى ؛تبقى في قلوبنا ريبة نحوه؛ولا نستشعر حبه؟!
أما إنه لا ينكر فضلها؛وزنة عقلها؛وطهارة قلبها؛وأنها حطت في الجنة رحلها؛لا ينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء.." أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"0
وحين أكتب عن ورع أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها تتلاشى عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذ المعاني خجلا أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها..
لقد كانت رضي الله عنها رمزا في الكرم،وغاية في العظمة وسخاء النفس،كيف لا وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم؛فما أمست حتى فرقتها، فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-:إن عائشة تصدقت بسبعين ألفا،وإنها لترقع جانب درعها0 رضي الله عنها...
تجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أغلى غاية الجود
"وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق؛فجعلت تقسم في الناس،فلما أمست؛ قالت: هاتي يا جارية فطوري،فقالت: يا أم المؤمنين أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت"
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئا- وهي من هي –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تود سماعه مخافة الفتنة..
"جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن؛فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن،قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته،فقال عبد الله: يا أمه..إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودعك ويسلم عليك.
قالت: فأذن له إن شئت ؛قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة؛إلا أن تفارق روحك جسدك0
كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الأبواء ،وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها؛ فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله :" فتيمموا صعيدا طيبا"؛فكان ذلك من سببك،وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة ؛ ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد يذكر فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار؛قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسيا منسيا".
وقال ابن أبي مليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يثني علي ،فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له؛ فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله،زوجة رسول الله ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء ؛فلما جاء ابن الزبير ،قالت: جاء ابن عباس وأثنى علي وودت أني كنت نسيا منسيا"
وكل هذا الحديث معظمه كلام روايات لا يصح معظمه فإما علمها فهو نتاج معاشرتها النبى(ص) سنوات طويلة وسماعها لما يقوله للناس خاصة مع قرب البيت من مدرسة التعليم فى جوار المنزل وأما التفضيل فى العطاء المالى فهو خروج على نص قرآنى لم يفعله الصحابة
أقصى ما يمكن قوله فيها وفى كل نساء النبى(ص) هو رضا الله عنهم وتطهيره لهن وتحدث عن حرمة ما يفعله البعض من اتهامها بالفجور فقال :
"رضي الله عنها قمة التواضع؛ ومنتهى الذلة لله؛وهي تعلم أنها من أهل الجنة؛ المحبوبة لخالقها سبحانه.
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا وشرعنا ،فمن لم تكن أمه عائشة فلا أم له.
ويكفي أن الله سماها أم المؤمنين، هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم تكن عائشة أمه فليس بمؤمن ،ومن تبرأ منها فحري به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.
فإذا اعتقدت موالاتها ومحبتها؛ فاعلم أنك عملت عملا عظيما تستحق عليه الأجر من الكريم الذي لا يضيع أجر من احسن عملا..
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت هي أمه؛وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الإفك، الصادون عن الحق؛ الطاعنون في خير الخلق؛فإياك وإياهم؛واحذر طريقهم؛فإنهم يقودون إلى الهاوية؛والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وموالاة كل كافر وفاجر0
فقم أيها القارئ واقرأ سيرة سلفك الأطهار؛ وعش معهم ؛ وهل الدمع على الدين الذي كانوا ينعمون به،والأخلاق التي يتصفون بها؛لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك0
فإذا طويت الصفحات.فتذكر قول القائل:
الله يشهد ما قلبت سيرتهم
يوما..وأخطأ دمع العين مجراه"
وبالقطع كل من يتهم أم المؤمنين بذلك الاتهام الخطير لا يدرى أنه يتهم الرسول(ص) اتهاما خطيرا بالدياثة ولا يدرى أنه يتهم الله نفسه بالغفلة والجهل عندما ترك تلك المرأة فى عصمة النبى(ص) ومن ثم لا شك فى أن كل من يجرحها بهذا الاتهام هو كافر أيا كان
المؤلف سالم العجمي والأم التى يتحدث عنها هى أم المؤمنين عائشة وقد استهلها بمقدمة إنشائية من قرأها سيظن من خلال لفظ أن حياتها أساطير أن الكتاب هجوم عليها وليس دفاعا عنها وفيها قال :
"وبعد00
أماه عذرا..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال؛لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف؟
حاولت أن أكتب فيك شعرا.. فطأطأ الرأس وقام معتذرا، وحق له أن يعتذر،فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل ؟
ومن أين يأتي بالمعاني؛وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أماه عذرا إذا ما الشعر قام على
سوق الكساد ينادي من يواسيني
مالي أراه إذا ما جئت أكتبه
ناح القصيد ونوح الشعر يشجيني
حاولت أكتب بيتا في محبتكم
يا قمة الطهر يا من حبكم ديني
فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلا
وأسبل الدمع من عينيه في حين
وقال عذرا فإني مسني خور
شح القصيد وقام البيت يرثيني"
بالقطع هذه المقدمة مقدمة من يكتبها هم من يهولون الأمور ويعطونها أكبر من حقها فاللغة لا تعجز عن شىء وإنما العاجز هو من يكتب
وتساءل المؤلف عمن هى أمه وأجاب فقال :
"أتدرون من أمي..؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين؛ قال تعالى: " وأزواجه أمهاتكم"0
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..فأيها أبدأ..؟!
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها؟..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم :"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"0"
والرواية المذكورة عن فضلها لم يقلها النبى(ص)لأنها تأجيج لنيران الكراهية بين الزوجات ولو قالها فسيقولها لها فى السر
وأى فضل للثريد وهو خبز بمرق على سائر الطعام وإنما فى روايات أخرى أنه كان يحب اللحم ؟
وتحدث عن حب المسلمين لها فقال :
"إن القلب حين يفيض محبة لأمه ؛فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلئ غلا لها فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه0
ولأنها أمي وأمكم ؛سأذكر جوانب من سيرتها؛وهذا حق الأم على الأبناء البررة0 فلماذا يفخر الفجار بالكفار ؟؛ والزنادقة بالملحدين؟ ولا نفخر بأساس الطهارة؛ وعنوان العفة؛ المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي0
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فحين سئل:"من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها"؛وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبا."
وهذا الكلام عن فضائل الرجال أو النساء لم يقله النبى(ص) لأنه يعمل على تكريه المسلمين والمسلمات فى بعضهم وأقصى ما يستطيع النبى(ص) أن يقوله عن أى مسلم أو مسلمة هو ما قاله الله :
"رضى الله عنهم"
وأما حب الرسول(ص) للطيب وهو المسلم فيتعارض مع حبه لبعض الكفار كما قال تعالى:
"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وحدثنا عن حب المسلمين لها وأنهم كانوا يختصونها بالهدايا دون زوجاته الأخريات فقال :
"وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمرا مستفيضا؛حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقربا إلى مرضاته؛فقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة؛فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك؛ فسكت فلم يرد عليها؛فعادت الثانية؛فلم يرد عليها؛فلما كانت الثالثة قال: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة،فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي،وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها"
وهذه الرواية لا تصح وغير مقبولة فلم تكن الهدايا لعائشة وإنما للرسول(ص) إن وجدت كما أن القول بنزول جبريل (ص) وعائشة أم المؤمنين نائمة مع الرسول(ص) فى لحاف غير ممكن لأن جبريل(ص) لن يطلع على عورة زوجة رسول مهما كان والحديث التالى ينفى هذه الحادثة لأن السلام من جبريل(ص) كان وهى غير موجودة مع النبى(ً9 فى الحديث الذى رواه العجمى فقال :
"وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام؛السلام؛قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة: هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام0قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"؛ فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟؛وهل يسلم إلا على مطهرة نقية؛اختارها الله زوجة لنبيه؟ فهل من متفكر؟!"
وتحدث العجمى عن شدة حب النبى(ص) لها وهو كلام حتى لو كان حقيقيا فلن يظهره النبى(ص) من باب طاعته لقوله تعالى :
"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل "
فإظهار المحبة لواحدة دون الباقياتهو عصيان لأمر الله وطاعة للظلم
وتحدث العجمى عن علو صوتها على النبى(ص) وحجزه لأبيها عن ضربها دليل على تفضيله لها فقال:
"لقد تبوأت أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه..وكان بها لطيفا رحيما على عادته صلوات ربي وسلامه عليه ؛"استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم،فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما،فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما"."
وهو كلام لا يستنبط منه ذلك لأن كل نساء النبى(ص) كن يصنعن معه مشاكل وصنع المشاكل كعلو الصوت ليس دليل حب وإنما دليل على أن الرجل يريد حل المشاكل بسرعة حتى لا تؤثر على بقية أعماله كحاكم للمسلمين وفى هذا قال تعالى :
"ترجى من تشاء منهن وتؤى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما أتيتهن كلهن"
ثم روى أحاديث باطلة عن تقبيل النبى(ص) لها وحدها وهو صائم فقال:
وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سلها أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبا"."
وهذا ما يخالف حرمة فعل أى فعل من أفعال الجماع فى نهار رمضان
ثم قال :
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه ،فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي"
وهذه الأحاديث لو قسناها بناء على حديث عدم افشاء أسرار الحياة الشهوانية فالرسول(ص) لم يقلها فلا يصح أن تقول امرأة ذلك حتى ولو كانت أم المؤمنين لأحد
ثم قال :
"وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسر بقربها ويعرف رضاها من سخطها؛فقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت علي غضبى0قالت: وكيف يا رسول الله؟قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد؛وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؛ قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك"."
ثم قال :
"وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب؛ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه0"
والحديث لم يحدث فلا مجال للعب فى المساجد التى أمر الله ببنائها لذكره وليس للعب فيها كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
وحدثنا عن وجوب احترام أمهات المؤمنين وهو واجب على المسلمين فقال :
"فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا؛أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحب من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم –لا سيما عائشة –أحب أزواجه إليه؛رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع0
فلو كان النساء كمن ذكرن
لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
وما التذكير فخر للهلال"
وحدثنا العجمى عن الحكاية الأشهر وهى حكاية الإفك فقال :
"هذا ومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ؛ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة؛ولا نشك بأن الله جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيه إلا مطهرة عفيفة مصونة0
هذا من صميم عقيدتنا..ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به أهل البهتان؛كرأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان؛كرميهم لها بالفاحشة؛فهذا كافر بإجماع المسلمين؛"وغدا عند ربهم يجتمعون؛فيقتص المظلوم ممن ظلمه؛فيا ويح من كان خصمه محمد صلى الله عليه وسلم.."0فالله الموعد..
اللهم إني أشهدك أني أحب عائشة رضي الله عنها؛وأتقرب إليك بهذا الحب؛وأعده أرجأ أعمالي؛وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك0
كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة؛ما وقعت في ضيقة إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك فرجا وتخفيفا للمسلمين؛ تقول رضي الله عنها:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، انقطع عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء؛ فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه، فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس؛وليسوا على ماء؛وليس معهم ماء!.
قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول،وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي؛فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم؛ فتيمموا0
فقال أسيد بن حضير : ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!؛قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته ؛فقال لها أبو بكر حين جاء من الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنية أنك مباركة، ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر""
وحادثة الإفك فى القرآن عكس ما فى الروايات فهى لا تتحدث عن اتهام زوجة من زوجات النبى(ص) بالزنى ولا يوجد فيها ذكر للنبى (ص)ولا لإحدى زوجاته وإنما الاتهام فى القرآن هو لمجموعة من المسلمين والمسلمات بالزنى من خلال ما يسمونه تبادل الزوجات حاليا فلو كان هناك اتهام لامرأة واحدة ورجل واحد ما قال الله :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
وتحدث الرجل عن علمها وتفضيل الصحابة لها فى العطاء فقال :
"وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت موقرة من الصحابة..يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس؛نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر؛فقال له عمار: أغرب مقبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛وقال عمار:" إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة"
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات.
وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها؛ من أحسن الناس رأيا في العامة؛ قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما بال أقوام عميت أعينهم..وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها؛فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى ؛تبقى في قلوبنا ريبة نحوه؛ولا نستشعر حبه؟!
أما إنه لا ينكر فضلها؛وزنة عقلها؛وطهارة قلبها؛وأنها حطت في الجنة رحلها؛لا ينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء.." أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"0
وحين أكتب عن ورع أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها تتلاشى عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذ المعاني خجلا أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها..
لقد كانت رضي الله عنها رمزا في الكرم،وغاية في العظمة وسخاء النفس،كيف لا وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم؛فما أمست حتى فرقتها، فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-:إن عائشة تصدقت بسبعين ألفا،وإنها لترقع جانب درعها0 رضي الله عنها...
تجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أغلى غاية الجود
"وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق؛فجعلت تقسم في الناس،فلما أمست؛ قالت: هاتي يا جارية فطوري،فقالت: يا أم المؤمنين أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت"
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئا- وهي من هي –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تود سماعه مخافة الفتنة..
"جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن؛فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن،قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته،فقال عبد الله: يا أمه..إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودعك ويسلم عليك.
قالت: فأذن له إن شئت ؛قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة؛إلا أن تفارق روحك جسدك0
كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الأبواء ،وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها؛ فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله :" فتيمموا صعيدا طيبا"؛فكان ذلك من سببك،وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة ؛ ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد يذكر فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار؛قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسيا منسيا".
وقال ابن أبي مليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يثني علي ،فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له؛ فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله،زوجة رسول الله ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء ؛فلما جاء ابن الزبير ،قالت: جاء ابن عباس وأثنى علي وودت أني كنت نسيا منسيا"
وكل هذا الحديث معظمه كلام روايات لا يصح معظمه فإما علمها فهو نتاج معاشرتها النبى(ص) سنوات طويلة وسماعها لما يقوله للناس خاصة مع قرب البيت من مدرسة التعليم فى جوار المنزل وأما التفضيل فى العطاء المالى فهو خروج على نص قرآنى لم يفعله الصحابة
أقصى ما يمكن قوله فيها وفى كل نساء النبى(ص) هو رضا الله عنهم وتطهيره لهن وتحدث عن حرمة ما يفعله البعض من اتهامها بالفجور فقال :
"رضي الله عنها قمة التواضع؛ ومنتهى الذلة لله؛وهي تعلم أنها من أهل الجنة؛ المحبوبة لخالقها سبحانه.
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا وشرعنا ،فمن لم تكن أمه عائشة فلا أم له.
ويكفي أن الله سماها أم المؤمنين، هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم تكن عائشة أمه فليس بمؤمن ،ومن تبرأ منها فحري به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.
فإذا اعتقدت موالاتها ومحبتها؛ فاعلم أنك عملت عملا عظيما تستحق عليه الأجر من الكريم الذي لا يضيع أجر من احسن عملا..
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت هي أمه؛وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الإفك، الصادون عن الحق؛ الطاعنون في خير الخلق؛فإياك وإياهم؛واحذر طريقهم؛فإنهم يقودون إلى الهاوية؛والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وموالاة كل كافر وفاجر0
فقم أيها القارئ واقرأ سيرة سلفك الأطهار؛ وعش معهم ؛ وهل الدمع على الدين الذي كانوا ينعمون به،والأخلاق التي يتصفون بها؛لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك0
فإذا طويت الصفحات.فتذكر قول القائل:
الله يشهد ما قلبت سيرتهم
يوما..وأخطأ دمع العين مجراه"
وبالقطع كل من يتهم أم المؤمنين بذلك الاتهام الخطير لا يدرى أنه يتهم الرسول(ص) اتهاما خطيرا بالدياثة ولا يدرى أنه يتهم الله نفسه بالغفلة والجهل عندما ترك تلك المرأة فى عصمة النبى(ص) ومن ثم لا شك فى أن كل من يجرحها بهذا الاتهام هو كافر أيا كان
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتيب حين أكتب عن أمي
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» قراءة في كتاب حسن الخاتمة
» قراءة فى كتاب الكذب
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» قراءة في كتاب حسن الخاتمة
» قراءة فى كتاب الكذب
كعبة الله :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: علوم وتقنيات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى